رحلة بيركهارت في بلاد هذيل عام 1230 هــ

رحلة بيركهارت في بلاد هذيل عام 1230 هــ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

في عام 1230 هــ زار الرحالة السويسري جون لويس بيركهارت بلاد الحجاز فالتقى ببعض هذيل وأورد عنهم بعض النصوص وذلك في كتابه رحلات في الديار المقدسة والنوبة والحجاز ذكر فيها بعض فروع هذيل ومنه :
1ــ لحيان
2ــ المطارفة
3ــ الكباكبة
4ــ بنو ريشة
ونلاحظ أن هناك بعض التصحيف في بعض الأسماء فالكرا والكره يقصد به جبل كرا المشهور والكباكب هم الكباكبة
1ــ كتب الرحالة جون لويس بيركهارت في 24 / آب 1814 م الموافق 11 / رمضان / 1230 هــ في ذكر الطريق من جدة إلى مكة المكرمة وذكر المقاهي المنتشرة على الطريق : " وقد علمت أنه منذ عام كان هناك اثنا عشر مقهى على طريق مكة جدة وكانت تقدم كل ما يحتاج إليه المسافر من طعام وشراب ومبيت إلا أنه ومنذ دخول الجيش التركي إلى الحجاز أغلقت هذه المقاهي أبوابها بعد أن تعذر عليها الإستمرار لكثرة إعتداء جنود الأتراك على أصحابها وأخذهم الطعام عنوة ودون دفع ثمنه ، أما هذه المقاهي التي لا زالت على طريق مكة فهي لبدو اللحيانيين وهم فرع من هذيل وبعضها لبدو المطارفة الذين يعيشون حياة بئيسة بين هذه التلال "
2ــ وقال : " دخلنا في أرض رملية في واد يدعى وادي نعمان حيث تقع في أقصاه عدة آبار يزرع حولها عرب الكباكب والريشة بعض الخضروات ، وبعد ثماني ساعات ونصف مررنا بمضارب لعرب هذيل حيث هاجمتنا كلابهم بضراوة ومع أني كنت على ظهر الجمل إلا أني لم أحم نفسي من أنيابها إلا بشق الأنفس " ص 45
3ــ وقال فيما كتبه بتاريخ 27 / آب / 1814 م في ذكر جبل كرا : " وهنا مجموعة من الأكواخ منتشرة بين صخور جبل الكرا يسكنها بعض عرب قبيلة هذيل " قال : "غادرنا جبل الكرا ..... وكنا نمر بالعديد من أعراب هذيل الذين يقيمون مع عائلاتهم في أكواخ بسيطة بالقرب من الطريق فكانوا يقدمون لنا اللبن ويأبون أن يأخذوا ثمنا لهى وقد تحدثت مع الرجال والنساء ولاحظت أنهم قوم جبليون أشداء ومع |أنهم فقراء إلا أن أجسامهم مجدولة وملامحهم جميلة جدا واعتقد أن ذلك يعود إلى الهواء العليل في هذه الجبال والماء الزلال في ينابيعهم ويذكر التاريخ الكثير عن هذيل ومع أنهم أحلاف مع شريف مكة وكان دائم العيش بينهم غلا أنهم أحيانا كانوا يحاربونه إذا زاد في التدخل في شؤونهم فهم مستقلون أحرار ونبلاء "
4ــ وقال فيما كتبه بتاريخ 28 / آب / 1814 م : " تغطي سفوح جبل الكره أشجار الفاكهة كالتين والمشمش والخوخ والفتاح والرمان واللوز وأما عنب هذه المنطقة فلا مثيل له في العالم ، ولا يوجد النخيل هنا ولكن بعض أشجار السدر وأما الحقول هنا فتنتج القمح والذرة والشعير والبصل وكل حقل ــ ويسمونه هنا بلد ــ محاط بسور منخفض وتملكه عائلة من هذيل ولما احتل عثمان المضايفي مدينة الطائف من الشريف غالب دمر هذه المنطقة تدميرا كاملا "
5ــ وقال : " إن عرب هذيل الذين يملكون هذه الحقول والبساتين يسكنون في أكواخ من الحجارة والطين تتجمع كل خمسة أو ستة منها في أحد الحقول وليس لهذه الأكواخ منافذ إلا الأبواب وداخلها نظيف ومرتب وتفرش بأثاث البدو المعروف كبعض السجاد الجيد والأكياس الجلدية وبعض الأواني الخشبية والفخارية وبندقية في غمد من الجلد وقد نمت عندهم على جلد ثور مدبوغ وتغطيت بلحاف من جلود الخراف الصغيرة المخاطة ببراعة ومتانة وقد أخبرني أحد شيوخ هذيل أنه قبل قدوم الوهابيين لم يكونوا يعرفون ما هي الضرائب أو العشور أو الغرامات بل على العكس فقد كان الشريف يرسل لكل منهم بعض الهدايا سنويا كما كان أهل مكة الذاهبين إلى الطائف يقدمون لهم الهدايا عند مرورهم بهذا المكان ويمتد جبل راس الكرا من الشرق إلى الغرب بحوالي خمسة أميال وهو مسكون بكثير من الأعراب عدا هذيل وجميعهم يعتنون بالزراعة "
6ــ وقال في ذكر وادي محرم هنا تبدأ حدود منطقة الطائف وقبيلة ثقيف والذين كانوا طوال السنوات الأخيرة في حرب مع قبيلة هذيل "
7ــ وقال في ذكر مسيره عائدا من الطائف إلى مكة المكرمة فيما كتبه بتاريخ 7 / أيلول / 1814 م : " استرحنا لمدة ساعة على قمة جبل الكره ثم إنحدرنا نازلين سفح الجبل إلا أن الأمطار فاجأتنا هنا فاضطررنا إلى اللجوء إلى أحد الكهوف الواقعة على جانب الطريق والتي يأوي إليها الرعاة من قبائل هذيل في مثل هذه الحالات ثم واصلنا سيرنا حتى بلغنا أكواخ هذيل الواقعة على سفح الجبل والتي إلى جوارها أحد المقاهي وهنا أشعلنا نارا كبيرة ثم استعرنا قدرا من بعض الأعراب طبخنا فيه بعض الرز لعشائنا "
8ــ وقال في ذكر منطقة المعابدة : " وجميع سكان هذا الحي من البدو الذين اتخذوا نقل البضائع بين مكة وخارجها مهنة لهم وجميعهم من قريش وثقيف وهذيل والعتيبة "
9ــ وقال في ذكر تربية أطفال الأشراف : " أما بقية الأشراف فأغلبهم يرسل أطفاله إلى قبيلة هذيل وثقيف وبني سعد وقليل منهم إلى قبيلة حرب "
10ــ وقال : " غادرت مكة في اليوم الخامس عشر من شهر كانون الثاني عام 1815 م مع قافلة صغيرة للحجاج حيث كانوا في طريقهم لزيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكانت القافلة تتألف من خمسين جملا تعود لقبيلتي الرياشية والزبيدية " ، انتهى ما قاله بيركهارت بشأن هذيل.

مـــنـــقــول

اخوكم:زيـاد المسعودي الهذلي

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس ادب الرحلات

---

vpgm fdv;ihvj td fgh] i`dg uhl 1230 iJJ

ما شاء الله