قصة رحلة الحج من مدينة حماة الى مكة قديماً

قصة رحلة الحج من مدينة حماة الى مكة قديماً

قصة رحلة الحج من مدينة حماة الى مكة قديماً

.

بقلم: نصر سروري الكيلاني

.

في شهر كانون الثاني من عام ١٩٣٨م، وبعد ان انهى والدي (سروري الكيلاني) اعمال البذار في قريته (لطمين) وعاد الى مدينة حماة، وماان دخل البيت، حيث كانت العائلة كلها تقطن معا، الأعمام والعمات في كنف جدي المرحوم (عبدالقادر بن حسني الكيلاني)، وجد حركه غير عاديه ..

ولدى سؤال جدي وقد اعتاد على مخاطبته بـ-سيدي-: ما الامر سيدي !!؟ فقال له: لقد عقدنا العزم مع عمتك (آمنه) لأداء فريضة الحج هذا العام، وزيارة الاماكن المقدسة، فطلب منه والدي مرافقتهما ليكون عوناً لهما في هذه الرحله الشاقه، والتمكن من أداء فريضه الحج معهما.

وافق -جدي- رحمه الله على طلبه، وأمره ان يقوم بجمع مايمكن من آجار الدكاكين من مستأجرينها في سوق الطويل والعائدة بملكيتها له، وهذا ما حصل، ذهب الى المستأجر المرحومين (زاكي الحاجه) و(عبداللطيف معطي) و(نعسان مراد) وغيرهم، وتم جمع اجور الدكاكين البالغه (٨٠) ثمانون ليره ذهبيه، وتحلقوا حول مأدبة طعام من لذيذ الشواء معهم وعاد، ودخل منزل (جدي) ووجهه متهللاً بالابتسامه والفرح، وقال له: جدي، حنطه ولا شعير؟؟ فردعليه والدي ونظرات التوفيق قد برقت في عينيه: حنطه.. حنطه .. سيدي ..

وأمره ان يذهب لدكاكين يملكها بسوق الطويل والخربان والحدادين لجمع غلة الايجار لتأمين مصروف الحج، وفعلا امتثل لامر والده وجمع الاجور، وبدأت الاستعدادات من تأمين جوازات السفر الى ملابس الاحرام ومايمكن اصحابه من ادوات للطبخ ونواشف الاكل وتم اعتماد المطوف من آل (البياري) وهو متعهد سعودي بتأمين مكان اقامه الحجاج وتأمين الخيام والمياه والتنقلات خلال مناسك الحج.

وتم السفر براً من مدينة حماة الى حمص بالسيارة، وبعدها بالقطار عن طريق لبنان/ فلسطين/ العريش/ الى مدينة السويس، وكانت خدمات البريد مؤمنه، وخلال الرحله من حماة الى السويس تم ارسال ثلاث رسائل الى الاهل للاطمئنان.

والرساله الثالثه ((الصور المرفقة)) عباره عن كرت بوسته مرسله من مدينة السويس من على ظهر الباخره "زمزم" ومختومة بخاتم بريد السويس بالعربي والانكليزي، وعليها طابعين بريديين بقيمة خمسه مليم، لكل طابع وصورة ملك مصر على الطابعين، ومؤرخه بـ ٣٠ كانون ثاني من عام ١٩٣٨، وتاريخ وصولها الى مدينة حماة بـ ٢ شباط من عام ١٩٣٨، ومختومة بخاتم بريد حماة بالعربي والانكليزي، وقد اخضعوا بمدينة السويس الى الحجر الصحي (الكرنتينا) وهو اجراء الغرض منها لبيان عما اذا كان البعض من المسافرين الى الحج مصاب بالامراض الساريه ام لا.

وبعد السفر بالباخره "زمزم" التابعه لشركة الملاحة المصرية، تم الوصول الى مدينة جدة، ومنها تم استئجار سيارة لتقلهم الى مكة المكرمة، وتم احرامهم من مدينة السويس من وقت صعودهم الى ظهر الباخره.

وخلال سفرهم من جده الى مكة لاقوا الصعاب وذاقوا الأمَرين لعدم وجود طريق معبد، وكانت السياره تتوقف نتيجة هبوط الدواليب ضمن الرمل، وكان الوالد كل ماتوقفت ينزل ويقوم بدفش السياره، وبعد وصولهم الى مكه المكرمه والقيام بطواف القدوم، وبعد اتمام الناسك من المنام بمِنى الى الوقوف بعرفة، وبعدها الى رمي الجمرات، وكانت الاقامه خلال القيام بالمناسك بالخيام، وتأمين الاكل ذاتيا بالطبخ لان المطوف لايقدم سوى الخيام واماكنها والمياه والتنقلات.

وبعد أداء المناسك والتحلل، جاء وقت العودة، وكان من عادة الملك عبدالعزيز ان ينصب صيوانا يستقبل فيه الحجاج، وعادة يكونون من رسمي الدول، وقام جدي ووالدي بزيارة الملك، وصدف ان المرحوم شكري القوتلي بذاك العام يؤدي فريضه الحج، وكان وزيرا بذاك العام.
وعند زيارتهم للملك للسلام عليه كان سؤاله بشكل معتاد كيف احوالكم؟ كيف بلادكم؟ وبعد تقديم القهوه وهي عباره عن حب هيل وقليل من القهوه يقوم خدم الملك بالمرور على الضيوف بتعطيرهم بالقممقم وهو عباره عن تقليد ان الزياره انتهت، ويغادر الزائرون بوداع الملك.

وبعد ذلك تكون العوده بنفس طريق القدوم. وحين وصلوا الى حمص، وجدوا كثيراً من الاهل والاصدقاء لاستقبلوهم، وكان الوقت ليلاً، وقام والدي وبمساعدة المرحوم الشيخ عبدالرحمن المصري بتأمين منامه المستقبلين واكرامهم.

وفي اليوم التالي، وصلوا مدينة حماة، وكانت أعداداً كبيرةً من المستقبلين من الاقرباء والجوار والاصدقاء، في موقع (قبة الشيخ مهران)، وحسب ماسمعته من الوالد ان الاستقبال للمرحوم جدي كان استقبالا شعبياً كبيراً بشكل عراضات، وبعد ذلك يتم فتح استقبال المهنئين مثل مايحدث بأيامنا هذه، حيث يتم فيها السلام على الحجاج وتبادل عبارات حج مبرور وسعي مشكور .. و يرُد الحاج: غفر الله لي ولكم ..

وطبعا يتم تزين الباب الخارجي للمنزل بالزينه، وقام الوالد بالحج بعام ١٩٧٠ ترافقه المرحومه والدتي وكان يجري المقارنه بين الحجتين ويقول عن الحجه الاخيره هي "عسل" بالنسبه للحجه القديمه ويذكر المعاناة والعذاب بالحجه القديمه.

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس ادب الرحلات

---

rwm vpgm hgp[ lk l]dkm plhm hgn l;m r]dlhW

رحلات الحج جميلة وقد استمتعت بقراءتها رحم الله الاجداد جميعا . كلا الرحلتين لم اجد ذكر لزيارة المدينة المنورة .