النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التطور السكاني والعمراني في مدينة حماة

التطور السكاني والعمراني في مدينة حماة التوسع في حماة ونشوء الأحياء خلال فترة الحكم العثماني 1516 – 1916 م عبدالله الطواشي أولا قسم السوق: لما حكم العثمانيون عام

  1. #1
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي التطور السكاني والعمراني في مدينة حماة

    التطور السكاني والعمراني في مدينة حماة
    التوسع في حماة ونشوء الأحياء خلال فترة الحكم العثماني 1516 – 1916 م
    عبدالله الطواشي
    أولا قسم السوق:
    لما حكم العثمانيون عام 1516 م -1918 م، وفدت إلى مدينة حماة كثير من العائلات والقبائل خصوصا في القرن السادس والسابع عشر وما تلاهما، ورغم أن غالبية سكان حماة كانوا من العرب، وكان المجتمع متجانسا لاسلطة لعائلات معينة على سكان المدينة إلا من خلال بعض علماء الدين والمشايخ الذين كانت لهم سلطة دينية، وكان التصوف حينها هو المظهر السائد، ولما دخل العثمانيون المدينة وأدخلوا معهم قبائل وأفرادا إلى المدينة لتولي المناصب فيها، فقد أصبح المجتمع الحموي يقسم إلى قسمين النخب والعامة، فالنخب قسمت إلى قسمين العسكريون والدينيون الذين شكلوا طبقةً عليا مسيطرةً خلال القرنين الثامن عشر، والتاسع عشر، وحتى منتصف القرن العشرين .
    وقد حصل توسع كبير في مساحة المدينة ونشأت أكثر الأحياء بهذه الفترة الطويلة في قسميها الحاضر والسوق. ففي منطقة السوق حي (الباشورة) الذي أنشأه نور الدين جنوب القلعة وهو الجزء الشمالي من "تل صفرون" ومعناه (تل الصباح في السريانية) والذي يشكل حي "تل الدباغة" الجزء الجنوبي منه ويسمى (تل العريضة)، وفصل الحيان عن بعضهما في عهد الملك المظفر في القرن السادس الهجري، وقد وصل إلى حدود شارع (قوزما) شرقاالذي سمي لاحقا بحي (الطوافرة) مشتملا على ماسمي لاحقا حي (أبي الفداء)، وأصبحت حدوده من الجنوب الشارع الفاصل بينه وبين حي (تل الدباغة) ومن الغرب سوق "النجارين"، ومن الشمال الشارع يفصله عن القلعة ومن الشرق شارع "أبي الفداء" الحالي.
    حي (الدباغة):
    (بيع أدوات الدباغة, والجلود المدبوغة, والقماش المطبوع في جزيرة الطباعين قرب "المأموري)، وقد توسع شرقا وجنوبا فأصبحت حدوده من الغرب سوق "المنصورية"، ومن الشمال الشارع الذي يفصله عن حي (الباشورة) وحي (المدينة) ومن الشرق "ساحة العاصي"، ومن الجنوب شارع "المرابط"
    حي (الطوافرة) نسبة لآل طيفور، وقد أتت هذه العائلة بعد دخول ابراهيم باشا إلى سوريا 1831- 1840 م، هذه العائلة في حي (الطوافرة) على نهر العاصي، جنوب جامع "النوري" مكان شارع "قوزما"، وكان الحي قائما فهو جزء من (الباشورة التحتانية).
    حي (الحوارنة):
    وهو امتداد لحي (الجعابرة) نحو الغرب، ولما سكنها الشيخ عثمان بن الشيخ صالح بن الشيخ حسن الحوراني الرفاعي الذي جاء من حوران سائحاً، فسكن واستقر وبنى زاويةً ومسجدا، بعد دخول العثمانيين إليها وصار له أتباعٌ على الطريقة الصوفية الرفاعية، فأصبح فيما بعد يسمى حي (الحوارنة) وامتد من (الجعابرة) حتى الريف الصخري غربا شرق مقبرة "العشر" شاملا مايعرف بوادي الجملة لكثرة الكهوف الطبيعية التي ربى فيها الأهالي الجمال وسكنوا بعضها
    حي (سوق الشجرة) الذي نسب لشجرة توت كبيرة جداً كانت تقام تحتها أعمال البيع والشراء.
    ثم أقيمت دكاكين فسمّي سوق "تحت الشجرة", ثم حذفت كلمة «تحت» للاختصار فصار الاسم "سوق الشجرة". ثم بنيت المساكن حول المكان فتحول إلى حي سكني سمي (حي سوق الشجرة)، ويقع غرب حي (اليعاقبة) وملاصق لحي (الجعابرة) من جهة الجنوب، وسمي سوقا لأنه ضم عددا من المحلات التجارية تؤمن احتياجات الأحياء المحيطة به غرب السور لتخفيف العبء عن الراغبين بالذهاب لسوق "المنصورية" والأسواق المرتبطة به.
    حي (المحالبة):
    ونتيجة لوفود عائلات جديدة إلى المنطقة فقد نشأ حي (المحالبة) امتدادا لـ "سوق الشجرة" جنوبا، ويعتقد أن تسميتها جاءت من أن مكان الحي هو موقع لحلب الأغنام فيه قبل تشكل الحي ويمتد جنوبا حتى يصل حي (الجسر).
    حي (الشيخ عنبر):
    كما امتد حي (سوق الشجرة) نحو الغرب ونشأ حي (الشيخ عنبر) نسبة للشيخ عنبر، وكان خادما لأحد أغنياء المحلة وقيل له كرامات وقصة فريدة من نوعها ولكن ليس لها سند تاريخي مثبت وإنما أقوال معاصريه التي نقلوها للأجيال اللاحقة.
    وجميع هذه الأحياء التي ذكرتها تقع خارج سور المدينة من جهة الغرب وحدود الحي من منتصف طلعة "سوق الشجرة" شرقا حتى حدود سكن المحافظ القديم غربا، ومن الشمال حي (الحوارنة) ومقبرة "العشر"، ومن الجنوب حي (المحالبة)، ويتضمن حده الغربي واديا تحيط به من الغرب كهوفا قديمة سكنها الكثير من سكان الحي.
    والآن سأذكر الأحياء التي نشأت خارج السور من جهة الجنوب وأبدأ من الجنوب الغربي.
    باب طرابلس (حي حارة الجسر):
    ولا تعرف أسباب تسميته بالجسر رغم عدم وجود جسر، والذي يمتد من بدايته شرق باب طرابلس في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، ويمتد الحي جنوبا وشرقا، وتشكل هذا الحي في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
    وفيه ساحة واسعة كانت تقام فيها أفراح المناسبات وكانت بازارا وهي أول ماتستقبل فيضانات الشتاء القادمة من الأودية غرب وجنوب غرب االمدينة (سهل الحولة وأوديته)، وسكنه آل جيجكلي أو (شيشكلي)، وهم تركمان (ومعناها بالتركية صاحب الزهرة أو الزهوري)، أواخر عام 1820م.
    حي المشارقة (حي البرازية):
    كانت البيوت متناثرة شرق حي "الجسر" (باب طرابلس) وقد تكون التسمية جاءت من توجه الأسر نحو الشرق.
    ولما قدم آل البرازي إلى حماة من شمالي سوريا، وهم من أكراد سورية من منطقة عين العرب، وما حولها من قرى و على فتراتٍ مختلفةٍ، فمنها ما كان جماعياً، ومنها ما كان فردياً. وأول القادمين كان عبد الله آغا بن هولو خان آغا بن شمدين آغا عام 1780 م، ثم جاء حمو آغا بن أحمد آغا بن جمعة آغا، وابن عمه باكير آغا بن جمعة آغا، قائدين في الجيش العثماني، خلال فترة إسماعيل باشا الملي والي حماة، وحصلوا عل لقب آغا، وهي رتبة عسكرية عثمانية، ثم تتابع قدومهم، والراجح أن حمو آغا، وابن عمه باكير آغا، هما أول من سكن حماة منهم، وبعد ازدياد أعداد العائلة أصبحوا يشكلون غالبية سكن لحي أصبح يطلق على الحي (حي البرازية) ولا يزال يحمل نفس الاسم، وهو يمتد شرقا حتى نزلة "باب البلد"، وجنوبا حتى التل المرتفع ويسمى "تل الشهداء".
    حي (باب البلد):
    وكما تتشكل الأحياء من بيوت متناثرة في موقع خارج الأحياء القائمة وهكذا كانت البيوت حول "باب البلد" مقابل سوق "المنصورية"، وأصبح الشارع النازل يسمى شارع "باب البلد" وأصبح عامرا بالمحلات لتجارية خاصة منتجات الحبوب والخضر وأصبح سوقا للأحياء المجاوة خاصة بعد نشأة حي (البرازية) وحي (الفراية).
    وبني مسجد باب البلد (مسجد الملكي)، وزاويتان هما زاوية السلسلة وزاوية السفاحية ومقام للشيخ أبو الليث السمرقندي، وامتد الحي نحو الشرق حى وصل "زقاق السودان" المجاور لخان رستم باشا، وامتد جنوبا على مسافة قصيرة نسبيا.
    حي (الفراية):
    وهو امتداد لحي (باب البلد) من جهة الشرق حتى بداية حي (العليليات) وامتد جنوبا حتى المقبرة الكبيرة وكانت تسمى مقبرة "باب البلد" ووصل من الجهة الجنوبية الشرقية إلى شارع "العلمين".
    وقد تكون تسميته من أن غالبية سكانه الذين كانوا يعملون بصناعة الفراء، وهو من الأحياء القديمة وقد اتخذه الشيخ محي الدين بن يحيى الحريري الرفاعي، وهو من مشايخ الطريقة الرفاعية، نزيل حماة سنة 655 هـ سكنا له ولعائلته، حيث بنى زاوية سميت زاوية الحريري وتوفي سنة 693 هـ ودفن فيها. وتقع في حي (الفراية)، وتنسب إلى طرباي الشريفي، من أمراء المماليك الجراكسة، وتوفي في القرن الثامن الهجري، وجددت عدة مرات كان آخرها سنة 1207 هـ، في العهد العثماني، ثم جددها المرحوم السيد سامر الحريري سنة 2002 م والحي متداخل مع حي (العليليات).
    حي (العليليات):
    هو من الأحياء القديمة وتعني الأرض العالية، وقد تكون تسميته كذلك لأنه يقع في تل مرتفع يشرف على أغلب أحياء حماة. ويمتد من بداية تجمع "العلاونة" الذي أسسه الشيخ علوان عندما ترك مكان سكنه الأصلي في حي (باب الجسر) بعد اعتداء بعض الأشخاص على مسجده ولايستطيع دفعهم فسكن هذا المكان من حي (العليليات)، وبنى مسجدا وزاوية وأصبح يدرس فيه وكثر مريدوه حتى شكلوا حارة من حي (العليليات) سميت (حارة العلاونة).
    ويمتد الحي شرقا حد (بستان العدسة) مكان الحاضر الصغير حاليا، والأرض الخضراء الواقعة شرق طريق دمشق حلب (شارع العلمين)، وكان فيها عين ماء تسمى عين الخضراء، وتقع هذه الأرض في مكان البلدية الحالية، ونقابة الأطباء، ونادي الضباط –الخ حتى بناء المستشفى "الأهلي" في بداية حي (الشريعة)، وجنوبا حتى طرف مقبرة "باب البلد" الشرقي، متضمنة شارع "العلمين" الذي لم يكن موجودا، وكان يعتبر نهاية منطقة السوق من جهة الشرق والجنوب الشرقي، ويتضمن حارة (العاقبة) أيضا. وفي حماة عدة مواقع بهذا الاسم لأنها عقبة بين موقعين سهلي ومرتفع.
    حي (المرابط):
    هو في الحقيقة شارع، ولوجود الأبنية والمحلات التجارية على جانبيه وحوله أصبح حيا، وسمي كذلك لأنه كان مربطا لحيوانات الوافدين إلى السوق من خارج المدينة للتسوق فيربطون حيواناتهم في هذا الشارع ويذهبون للتسوق وعندما يعودون يأخذونها ويسافرون، كما أصبح مربطاً لخيول الفرسان الذين يحاربون المستعمر الفرنسي.
    حي (بستان السعادة):
    وهو الحي المحصور بين "القلعة" من الغرب، والعاصي من الشرق والشمال، والشارع النازل من جنوب القلعة حتى جسر "الكيلانية" من الجنوب. ومن تسميته يتبين أنه كان بساتينا ومنها بستان السعادة للملك الأيوبي، ونشأ عندما أقام الأيوبيون فيه قصر دار السعادة وحمام "السلطان" في الجزء الجنوبي مقابل جامع "النوري"، وامتد العمران شمالا مع إزالة الأشجار حتى أصبح حيا سكنيا حتى نهاية الحكم العثماني.
    وأما بالنسبة لسور المدينة والذي ذكرت عنه في المقالات السابقة فقد أنشئ له أربعة أبواب بعد توسع المدينة إلى خارج السور وهي:
    - باب العرس: وهو أحد أبواب سوق المنصورية.
    - باب دمشق: ويقع في سوق المنصورية أو قربه.
    - باب طرابلس: يقع في نهاية حي المحالبة الحالي من الجنوب، وكان بالأصل قبوا يخرج الناس منه على الجمال باتجاه طرابلس.
    - باب البلد: وكان يقع قرب جامع الملكي (جامع باب البلد حالياً)، بالجهة الجنوبية المقابلة لسوق المنصورية، وقد أزالته البلدية ووضعت لوحة مكانه تدل عليه، وقد اندثرت هذه الأبواب مع السور بعد زلزال 955 هـ، 1548م، وإهمال العثمانيين للقلعة والسور إلا أن مسمياتها معروفة.
    وبعض الأحياء لاتزال تحمل نفس أسماء تلك الأبواب مثل: باب البلد – باب طرابلس – باب القبلي – باب النهر.
    وفي المقالة القادمة سأتكلم عن توسع ونشوء الأحياء في قسم "الحاضر" إن شاء الله.
    المصادر:
    - تاريخ حماة للشيخ أحمد الصابوني
    - حماة في القرن السادس عشر ل عبد الودود برغوث
    - حماة في القرن الثامن عشر للمؤلف السابق
    - حماة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للدكتور مصطفى علواني
    -مجلة العربي العدد523 سنة 2002 م



    hgj',v hgs;hkd ,hgulvhkd td l]dkm plhm


  2. #2
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي



    سلمت اخي مفيد وسلمت اناملك على جميل طرحك ونقلك
    حفظك الله ورعاك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاشراف في مدينة حماة الشام
    بواسطة محمد محمد في المنتدى مجلس قبائل حماة
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 03-11-2021, 05:50 PM
  2. قصة رحلة الحج من مدينة حماة الى مكة قديماً
    بواسطة مفيد في المنتدى مجلس ادب الرحلات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-08-2019, 11:19 PM
  3. العمريون في مدينة حماة
    بواسطة مفيد في المنتدى مجلس قبائل حماة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-08-2019, 10:30 AM
  4. طلب معرفة نسب آل السبع في مدينة حماة
    بواسطة حمزة السبع في المنتدى اللجنة العلمية لتحقيق الأنساب الهاشمية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-04-2019, 09:59 PM
  5. السادة البكرية في مدينة حماة
    بواسطة القلقشندي في المنتدى مجلس قبائل حماة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-10-2015, 10:06 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum