أسس العلماء فصاحة القبيلة على دعامتين:
الأولى: قرب مساكنها من مكة وما حولها، وبعدها عن أطراف الجزيرةالعربية ومخالطة الأمم الأخرى.
الثانية: مقدار توغلها في البداوة، ولذلك لوحظ اعتزازهم بلغة القبائلالحجازية بوجه عام وقبائل نجد و وسط الجزيرة، والقبائل البدوية المتوغلة في البداوة.
في كتاب سيبويه، نجد ذكر للهجات القبائل التالية:
الحجاز، تميم، أسد، فزارة، طيء، بكر بن ربيعة، قيس، هذيل، بنو العنبر، لكن معظم لهجاته تكاد تكون محصورة في هاتين الوحدتين الكبيرتين لكبيرتين أي: الحجاز و تميم.
1. الكشكشة:
و هي في ربيعة و مضر: يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شينا، فيقولون: رأيتك: رأيتش، و بكش، و عليكش، و هم في ذلك ثلاثة أقسام:
1. قسم يثبت الشين حالة الوقف فقط و هو الأشهر.
2. قسم يثبتها في الوصل أيضا.
3. قسم يجعل الشين مكان الوقف و يكسرها في الوصل و يسكنها في الوقف.
قال ابن جني في "سر الصناعة": قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن ... :
علي فيما ابتغي ...... ابغيش
بيضاء ترضيني و لا ترضيش
و تطبي ود بني ........ أبيش
إذا دنوت جعلت ..... تنئيش
و قد تروى الكشكشة لأسد و هوازن، و قال ابن فارس في فقه اللغة: أنها في أسد.
2. الكسكسة:
و هي في ربيعة و مضر أيضا: يجعلون بعد الكاف أو مكانها في خطاب المذكر سينا على ما تقدم، و قصدوا بالفرق بين الحرفين: السين و الشين، تحقيق الفرق بين المذكر و المؤنث في النطق.
و نقل الحريري أن الكسكسة لبكر لا ربيعة و مضر، و هي فيما نقله زيادة سين بعد كاف الخطاب في المؤنث لا في المذكر. و روى صاحب القاموس أنها لتميم لا لبكر، و فسرها كما فسر الحريري. و أقول أنا أن الشهير لتميم هي الكشكشة لا الكسكسة فلربيعة الكسكسة فيقولون عليك: عليس و كذلك عليتس و هي تستسة.
3. الشنشنة:
في لغة اليمن: يجعلون الكاف شينا مطلقة، فيقولون في لبيك، لبيش اللهم لبيش.
4. العنعنة:
في لغة تميم و قيس، يجعلون الهمزة المبدوء بها عينا، فيقولون في إنك: عِنّك، و في أسلم : عسلم، و في إذن: عذن.
5. العجعجة:
في لغة قضاعة: يجعلون الياء المشددة جيما، فيقولون في تميمي: تميمج، و كذا يجعلون الياء الواقعة بعد عين، فيقولون في الراعي: الراعج. و كانت قضاعة إذا تكلموا غمغموا.
6. الفحفحة:
في لغة هذيل: يجعلون الحاء عينا، فيقولون في حلت الحياة لكل حي: علت العياة لكل عي, و على لغتهم قرأ ابن مسعود عتى عين ((حتى حين)) الذاريات: 43 فأرسل عليه الفاروق أن القرآن لم ينزل على لغة هذيل، فأقرىء الناس بلغة قريش.
7. الوتم:
في لغة اليمن: يجعلون السين تاء، فيقولون في الناس: النات، و هكذا.
8. الوكم:
في لغة ربيعة: و هم قوم مت كلب يكسرون كاف الخطاب في الجمع متى كان قبلها ياء أو كسرة، فيقولون في عليكم و بكم: عليكِم و بكِم.
9. الوهم:
في لغة كلب: يكسرون هاء متى و ليتها ميم الجمع مطلقا "و الفصيح أنها لا تكسر إلا إذا كان قبلها ياء أو كسرة نحو عليهم و بهم". فيقولون في منهم و عنهم و بينهم: منهِم، و عنهِم و بينهِم.
10. الاستنطاء:
في لغة سعد بن بكر و هذيل و الأزد و قيس و الأنصار يجعلون العين الساكنة نونا إذا جاوزت الطاء، فيقولون في أعطى: أنطى.
و على لغتهم قرئ شذوذا: ((إنا أنطيناك الكوثر)) و جاءت أمثلة منها في الحديث الشريف.
11. التلتلة:
في بهراء, و هم بطن من تميم، و ذلك أنهم يكسرون أحرف المضارعة مطلقا، و قد ذكر سيبويه في الجزء الثاني من كتابه مواضع يكون فيها كسر أوائل الأفعال المضارعة عاما في لغة جميع العرب إلا الحجاز، و ذلك في نحو مضارع "فعِل" إذا كانت عينه أو لامه واوا، نحو وجل و خشي فيقولون: نيجل و يخشى و قال في آخر هذا الفصل: إن بني تميم يخالفون العرب و يتفقون مع أهل الحجاز في فتح ياء المضارعة فقط. و نسب ابن فارس في فقه اللغة هذا الكسر لأسد و قيس إلا أنه جعله عامة في أوائل الألفاظ.
12. القطعة:
في لغة طيئ: و هي قطع اللفظ قبل تمامه، فيقولون في مثل يا أبا الحكم:يا أبا الحكا، و هي غير الترخيم المعروفة في كتب النحو، لأن هذا مقصور على حذف آخر الاسم المنادى، أما القطعة فتتناول سائر أبنية الكلام.
13. اللخلخانية:
و هي تعرض في لغة أعراب الشحر و عمان، فيحذفون بعض الحروف اللينة و يقولون في نحو ما شاء الله: مشا الله. و من لغات الشحر المرغوب عنها ما نقله صاحب "المخصص" من ان بعضهم يقول في السيف: شلقى.
14. الطمطمانية:
في لغة حمير: يبدلون لام التعريف ميما، و عليها جاء الحديث في مخاطبة بعضهم: "ليس من امبر اصيام في امسفر". أي ليس من البر الصيام في سفر.
في لغة الأزد:
يبدلون التنوين في الوقف من جنس آخر الكلمة فيقولون: جاء خالدو و مررت بخالدي. و في لغة سعد يضعفون الحرف الأخير من الكلمة الموقوف عليها إلا إذا كان هذا الحرف همزة أو كان ما قبله ساكنا، فيقولون: هذا خالدّ، و لا يضعفون في مثل رشا و بكر.
في لغة ربيعة يقفون على الاسم المنون بالسكون في كل أحوال الإعراب، فيقولون: رأيت خالدْ، و مررت بخالدْ و هذا خالدْ. و غيرهم يشاركهم إلا في النصب.
في لغة مازن:
يبدلون الباء ميما و الميم باء، فيقولون في بكر: مكر.
في لغة هذيل:
لا يبقون ألف المقصور على حالها عند الإضافة إلى ياء المتكلم بل يقلبونها ياء ثم يدغمونها توصلا إلى كسر ماقبل الياء، فيقولون في عصاي و هواي: عَصِيّ، هويّ. قال شاعرهم:
سبقوا هوي و اعنقوا لهواهم
فتخرموا و لكل جنب مصرع
و لا يفعلون ذلك إلا إذا كانت الألف في الآخر للثنية
في لغة تميم:
يجيئون باسم المفعول من الفعل الثلاثي إذا كانت عينه ياء على أصل الوزن بدون حذف فيقولون في نحو مبيع مبيوع؛ و لكنهم لا يفعلون ذلك إلا إذا كانت عين الفعل واوا إلا ما ندر، بل يتبعون فيه لغة الحجازيين، نحو مَقُول و مَصُوغ؛ و هكذا.
في لغة فزارة و بعض قيس:
يقلبون الألف في الوقف ياء، فيقولون: الهوي و أفعي و حُبْلي. و من تميم من يقلب هذه الألف واوا فيقولون: الهدو و أفعو و حبلو. و منهم من يقلبها همزة فيقول: الهدأ و أفعأ و حبلأ. و قريب من قلب الألف واوا ما رواه ابن قتيبة عن ابن عباس: لا بأس بلبس الحذو للمحرم" أي الحذاء، و هو دليل على أن بعض من لغات هم قلب الألف مطلقا واو.
في لغة خثعم و زبيد:
يحذفون نون" من" الجارة إذا وليها ساكن، قال شاعرهم:
لقد ظفر الزوار أقفية ..... العدا
بما جاوز الآمال م الأسر و القتل
و قد شاعت هذه اللغة في الشعر
في لغة بلحرث:
يحذفون الألف من "على" الجارة و اللام الساكنة التي تليها، فيقولون في على الأرض: علأرض، و هكذا.
في لغة قيس و ربيعة و أسد و أهل نجد من بني تميم:
يقصرون "أولاء" التي يشار بها للجمع و يلحقون بها لاما فيقولون: أولالك، قال بعضهم:
أولالك قومي لم يكونوا أشابة
و هل يعظ الذليل إلا .. أولالك
في لغة طيئ:
يبدلون تاء الجمع هاء و إذا وقفوا عليها، ألحق لها بتاء المفرد؛ و قد سمع من بعضهم: ((دفن البناه، من المكرماه)) يريد: البنات، و المكرمات؛ و حكى قطرب قول بعضهم: كيف البنون و البناه، و كيف الأخوة و الاخواه؟ و سيأتي في النوع الرابع عكس هذه اللغة.
في لغة طيئ:
يقبلون الياء ألفا بعد ابدال الكسرة التي قبلها فتحة، و ذلك من كل ماض ثلاثي مكسور العين، و لو كانت الكسرة عارضة كما لو كان الفعل مبني من مجهول، فيقولون في رضي، و هدي: رضا، و هدى؛ بل ينطقون بها قول العرب ((فرس حظية بظية)) فيقولون: حظاة بظاة. و كذلك يقولون: النصاة، في الناصية.
في لغة طيئ:
يحذفون الياء من الفعل المعتل بها إذا أكد بالنون فيقولون في: اخشين و ارمين، اخشن و ارمن. و جاء من ذاك في الحديث الشريف على لغتهم: ((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلجاء من الشاة القرناء تنطحها)). و تنسب هذه اللغة لفزارة أيضا كما تنسب لطيئ.
بلحرث بن كعب و بعض ربيعة:
يحذفون نون اللذين و اللتين في حالة الرفع و على قولهم قال الفرزدق:
أبني كليب إن عمي .. اللذا
قتل الملوك و فككا الأغلال
و قول الأخطل:
هما اللتا لو ولدت تميم
لقيل فخر لهما . صميم
و تميم و قيس يثبتون هذه النون و لكنهم يشددونها فيقولون: اللذانّ و اللتانّ.
و طيئ تقول في الذي ذو و التي ذات.المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس اللغات و اللهجات العالميةavp gHslhx hgo,hw hggy,dm , hgrfhzg hgjd jld.j fih
[align=right]
حياكي الله ابنة اخي الفاضلة و منقولك متميز كعادتك.
[/align]
[align=right]11. التلتلة:
في بهراء, و هم بطن من تميم،
الصحيح ان بهراء من قضاعة, و لا أعلم بتميم بطن باسم بهراء.
[/align]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)