✍️ (لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ..)
-----------------------
قوله : ليس المؤمن - أي المؤمن الكامل الإيمان .. فالنفي لكمال الإيمان وليس لأصل الإيمان ..
قوله : بالطعان - صيغة مبالغة من الطعن والمراد الطعن في أعراض الناس إما في أنسابهم أو في أشكالهم أو في أعمالهم أو في غير ذلك مما يرى أنه يعيبهم ..
قوله : باللعان - اللَّعّان أيضاً صيغة مبالغة من اللعن والمعنى أنه كثير اللعن واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
وقوله : الفاحش أي : فاعل الفحش في كلامه وفعاله ..
وقوله البذيء : القائل بالفحش ومن لا حياء له .
أبرز فوائد وأحكام الحديث :
👈 أولا : دل هذا الحديث على أن المؤمن كامل الإيمان بعيدٌ عن الاتصاف بهذه الصفات .. وهي الطعن في الأعراض واللعن والفحش في القول وبذائة اللسان وأن قوة إيمانه تمنعه من هذه الأخلاق السيئة.
ولهذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (لا ينبغي لصديق أن يكون لعاناً) وفي حديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) الحديثان في صحيح مسلم
كلما كان الإنسان أقوى إيماناً كان أبعد عن هذه الصفات - صفات الطعن في الأعراض واللعن وبذاءة اللسان والفحش .. فهذه صفات لا تليق بالمؤمن ولا تليق بالشريف لأن هذه تزيل الهيبة عنه وتنزع البركة من حياته وسيرته وعلمه .. والناس يقبحون من كانت هذه صفاته .. فكيف يكون شريفا منتسباً لأطهر بيتٍ وجد علي الأرض وهو بذيء اللسان ..!؟ لا يتكلم إلا بالفحش أو أنه يسب ويشتم أو يطعن في الأعراض وفي الأنساب ونحو ذلك مما لا يليق بالمسلم والمؤمن فضلا عن كونه شريفا من ذرية أطهر خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذه لا تليق بالمسلم ولا بالمؤمن عموماً فما بالكم لو كان شريفا .؟
👈 ثانياً : كلما قوي إيمان العبد كان أبعد عن سوء الخلق ومن ذلك الطعن في الأعراض واللعن والفحش في القول ونحو ذلك .. ويدل علي هذا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وكيف لا وقد قال سبحانه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (وإنك لعلي خلقٍ عظيم) . وقال سيد الخلق عليه وآله الصلاة والسلام : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وكلما كان المؤمن أكمل إيماناً كان أحسن خلقاً وأبعد عن الصفات السيئة.
👈 ثالثاً : أن مجيء هذه الصفات السيئة بصيغة المبالغة - الطعان - اللعان - يدل على أنَّ المؤمن كامل الإيمان قد تقع منه هذه الصفات لكنها لا تغلب عليه ولا تكثر منه . لأنه قال هنا : (ليس المؤمن بالطعان) ولم يقل : بالطاعن - واللعان ولم يقل : يلعن وإنما قال : اللعان.
فهذا يدل على أن هذه الصفات قد تقع من المؤمن ولكنها لاتكثر منه ولا تغلب عليه ولا يجتمع كمال الإيمان وقوة الإيمان مع كثرة هذه الصفات من الطعن واللعن ومن الفحش في القول والفعل ومن البذاءة وقلة الحياء
-----------------------
#عبدالعزيزالقاضي


gds hglclk f'uhkS ,gh guQ~hkS ,ghthpaS f`z