تفسير آية
إعداد د/ فتحى زغروت
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ"

الشــرح والتفسير:-
قال البغوي رحمه الله: قوله تعالي: (ومن الليل فسبحه) ، يعني صلاة المغرب والعشاء، (ومن الليل)، أي: صلاة الليل، (وأدبار السجود) قال عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة، هما: ركعتان بعد صلاة المغرب، وأدبار النجوم، هما الركعتان قبل صلاة الفجر، وقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله علي شيئ من النوافل أشد معاهدة منه علي الركعتين أمام الصبح، وعنها أنها قالت أيضاً: قال "رسول الله صلي الله عليه وسلم" (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)، وعن عبد الله بن مسعود أنه قال: ما احصي ما سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ قل ياأيها الكافرون وقل هو الله أحد.
أما قوله (وأدبار السجود): هو التسبيح باللسان في أدبارالصلوات المكتوبات. وقد روي عن أبي هريرة أنه قال عن الصحابة: قالوا يارسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم، قال كيف ذك؟ قالوا صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال، قال (أفلا أخبركم بأمر تدركون به من كان قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله: تسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدون عشراً، وتكبرون عشراً.
ويقول صاحب الظلال في تفسير تلك الآية :
أن الله يربط التسبيح والحمد والسجود بالسموات والأرض، وبالليل والنهار، ويركز علي إعادة جو جديد يحيط بتلك اللمسة جو الصبر والحمد والتسبيح والسجود موصولاً كل ذلك بصفحة الكون وظواهر الوجود تثور في الحس كلما نظر إلي السماوات والأرض، وكلما رأي مطلع الشمس أو مقدم الليل وكلما سجد لله في شروق أو غروب.
إلي اللقــاء مع آية أخري...


jtsdv Ndm