معاوية وجميل بن كعب التغلبي

قال المسعودي في كتابه مروج الذهب : وذكر المداءني : أن معاوية أسر جميل بن كعب التغلبي - وكان من سادات ربيعة وشيعة علي وأنصاره ، فلما وقف بين يديه قال : الحمد لله الذي أمكنني منك ، ألست القائل يوم الجمل :

أصبحت الأمة في أمر عجب .. والملك مجموع غدا لمن غلب
قد قلت قولا صادقا غير كذب ...... إن غدا تهلك أعلام العرب

قال : لا تقل ذلك فإنها مصيبة ، قال معاوية : وأي نعمة أكبر من أن يكون الله قد أظفرني برجل قد قتل في ساعة واحدة عدة من حماة أصحابي ؟ اضربوا عنقه ، فقال : اللهم اشهد أن معاوية لم يقتلني فيك ، ولا لأنك ترضى قتلي ، ولكن قتلني على حطام الدنيا ، فإن فعل فافعل به ما هو أهله ، وإن لم يفعل فافعل به ما أنت أهله ، فقال معاوية : قاتلك الله ! لقد سببت فأبلغت ، ودعوت فبالغت في الدعاء ، ثم أمر به فأطلق ، وتمثل معاوية بأبيات للنعمان بن المنذر ، لم يقل النعمان غيرها ، فيما ذكر بن الكلبي ، وهي :
نعفو الملوك عن الجليل من الامور بفضلها
ولقد تعاقب في اليسير ، وليس ذاك لجهلها
إلا ليعرف فضلها ويخاف شدة ........ نكلها
الجزء 3 صفحة 44 _ 45
قلت : رضي الله عن معاوية وأرضاه ، هو صاحب الحلم والشعر المشهورة ، وما اظنه قصد قتل جميل وانما اراد معرفة عقله وفضله ، ومن هنا عفا عنه واختفظ به ، فكان رضي الله عنه ذو فراسة ومعرفة بالرجال .
جميل بن كعب قال عنه بن الكلبي : الذي قتل عمير بن الحباب السلمي . قلت : ويقصد حرب نصارى تغلب في الحزيرة الفراتية وقد انظم لهم بنو وايل من مسلمة بكر وتغلب حمية .
وينتسب الى جميل هذا عشيرة جميلة التغلبية الدوسرية حلفا كما أتصور ، وكذلك فخذ الجميل من عشيرة الدغمان الرولة بعنزة اليوم . كذلك من تغلب الفارس عطية بن عبد الرحمن ، قال عنه بن الكلبي : وكان من أشد فارس في العرب ، وينتسب اليه اليوم : العطية بطن من الربشان من القعاقعة من الرولة بعنزة . والله أعلم وأحكم .




luh,dm , [ldg fk ;uf hgjygfd