🔺 «كلمة السر»...
مذكرات رئيس الجمهورية الأسبق، محمد حسنى مبارك
●● « حقيقة ما حدث فى حفل قاعدة أنشاص الجوية، مساء الأحد ٤ يونيو» ...... (٢/ ٥)
----------------
●● بدأت المهمة الشاقة،
ولم يكد التحقيق يبدأ سواء مع العسكريين أو المدنيين من الفنانين،
الذين حضروا الحفل ليسهروا فى الترفيه عن رجال القاعدة الجوية،
حتى تأكد لى بما لا يدع مجالاً للشك،
أن الصورة لم تكن بالسواد الذى لونتها به الدعاية المعادية،
وأن الصورة المصاحبة المزعومة،
لم تخرج عن حفل ترفيهى عادى،
تقوم به أفرع التوجيه المعنوى والشئون العامة،
فى مختلف وحدات القوات المسلحة وأسلحتها.
----------------
●● وبالتدريج، ومع تقدم التحقيق، وتوالى الشهود،
بدأت اللجنة ترى الصورة على حقيقتها،
وأخذت الأقاصيص المخترعة،
والأساطير الفلكلورية التى نُسجت حول الحفل،
تتهاوى واحدة تلو أخرى،
حتى جاء ذلك اليوم الذى وقفت فيه عاجزاً عن تحديد مشاعرى،
وأنا أستمع لإحدى الشاهدات وقد تملكتنى الحيرة،
بين الإحساس بالسخرية لسذاجة القصة التى روتها الشاهدة،
وبين الحزن لقسوة القصة وضراوة نسيجها ضد الضحية،
والذى حكيت القصة حوله.
----------------
●● كانت واحدة من المطربات اللائى اشتركن
فى إحياء حفل «أنشاص» الشهير،
وفوجئت بالمطربة المثقفة،
تقول فى نهاية أقوالها فى التحقيق،
وقد بلغ بها الانفعال قمته:
●● إننى واثقة أن ما حدث فى ٥ يونيو،
لم يحدث لضعف المحارب المصرى أو عجزه عن مواجهة عدوه.
----------------
🔺 سألتها بهدوء:
وما هو السبب إذن من وجهة نظرك فى حدوث ما حدث لنا من هزيمة؟
●● أجابت الشاهدة بأسف وحزن واضحين:
ماذا يصنع أشجع الرجال، إذا لم تكن لديهم القيادة القادرة
على مواجهة الموقف والارتفاع إلى مستوى المسئولية؟
---------------
عدت أسأل الشاهدة بنفس الهدوء،
لكى أدفعها للإفصاح عن مشاعرها وتفصيل ما أجملت:
🔺 ماذا تقصدين يا سيدتى بحديثك عن انتقاد القيادة؟
●● وعاودت الشاهدة الإحساس بالأسف والحزن وهى تستطرد:
إذا كان ما حدث فى حفل أنشاص،
وقد شاهدته بنفسى وشاركت فى إحيائه أمراً عادياً،
فإن طيارينا فى مختلف المطارات والقواعد الجوية،
كانوا مع الأسف .....
تحت قيادة رجال أقل من الموقف،
وأدنى من المسئولية التى كانوا يواجهونها.
---------------
🔺 كتمت غيظى لهذا التعميم القاسى،
وقلت للشاهدة:
أريد مثالاً محدداً،
هذا التعميم فى الحكم على القيادات،
فيه قسوة بالغة، وهو مرفوض رفضًا تامًا.
--------------------------
مواقع النشر (المفضلة)