مقال الدكتور / عبدالغفار العبيدي السلمي
المنسق العام لقبائل بني سليم بالبلاد المصرية
محاولة فاشلة لفصل الرماح والفوايد عن السعادي:
==========
تمهيد:
1ـ استكمالاً لمسيرة لم الشمل العام لقبائل بني سليم بجمهورية مصر العربية, فقد دعت الحاجة إلى التوقف في هذا المقال عند محطة (الفوايد) خط (برغوث) قطار (السعادي) قطاع (بني سليم) من أجل القضاء على محاولة فاشلة للإطاحة بتاريخ الكيان العام لقبائل (الفوايد) بفروعها الثلاث: (رمح . عبدالكريم. بريق) وقد تزامنت هذه المحاولة مع ظهور صفحة (فيومية) الصنع على وسائل التواصل الاجتماعي, تحت عنوان (قبيلة الفوايد) والمذيلة بعبارة موجزة تشير إلى الغرض من إنشائها, وهو فصل قبيلة (الرماح) عن قبائل (الفوايد) وبالتالي الفوايد عن (السعادي) ثم ترك الجميع في فض كلاء مطلق لا يربطهم بأي شيء من أصولهم المعروفة, وذلك انطلاقاً من هاتين العبارتين التي تقول احداهما:" قبيلة الرماح قبيلة كبيرة مستقلة بذاتها وليست فرع من قبيلة الفوايد" كما تقول الثانية:" قبيلة الفوايد لا تنتمي لقبائل الجبارنة والسعادي (حقيقة لا شك فيها)" هذا القول الخطير الذي لا يجرؤ عليه أعتى مؤرخي أمة العروبة والإسلام, قد جاء بكل سلاسة وسهولة ويسر على لسان:
السيد محمد عيد السنوسي جاد الرحمن مرزوق محجوب عمار محجوب عمار عبدالكريم مرابط أبو الحسن الأموي ـ حسب تصريحه على صفحة قبيلة الفوايد ـ
أو
السيد محمد عيد السنوسي جادالرحمن محجوب عمار ... عبدالكريم (الفايدي) ـ حسب تصريح آخر على نفس الصفحة ـ
وذلك خلال شهر فبراير (2017م) ثم ألحقهما بتساؤل تقريري تعجبي يقول فيه:" كيف تكون قبيلة الفوايد ضمن قبائل
السعادي وهي موجودة وذكرت في أحداث تسبق تكوين قبائل
السعادي بـ(400) سنة على الأقل أو أكثر من ذلك بكثير, والجميع يعرف أن الفوايد كانوا ضمن أحلاف بني هلال في تغريبتهم المشهورة, وكانت لهم عشيرة قائمة بذاتها ومعروفة وقتها, وانتشرت في شمال إفريقيا ووصلت حتى عدوتي المغرب والأندلس" وبعد أن ظن أنه قد تمكن من اقتلاع هذا الكيان من جذوره (السلمية) المعروفة, عاد على الفور ليختلق له نسباً مفترضاً, لا يستند إلى أدنى درجة من درجات التحقيق العلمي, حيث قام بتعديل هذا التذييل مرتين: نسب (الفوايد) في أولاهما إلى (بني أمية) مرة, كما نسبهم في الأخرى إلى (بني هلال) دون أن يترك لبني سليم فيهم نصيب, فقط لمجرد القول بأنهم أقدم تاريخيا من (السعادي).
===========
(2) وما إن شعر بأنه قد تمكن من تلبيس الأمر على الغالبية العظمى من أبناء الفوايد, من خلال مبارياته الأسطورية التي أقامها في الفضاء المفتوح على صفحات التواصل الاجتماعي, حتى قام بنقل هذه المباريات من ذلك العالم الافتراضي, إلى أرض عالم الواقع الميداني, حيث فاجأ الجميع بكتاب مفبرك تحت عنوان: (قبيلة الفوايد وعائلاتها في مصر) ورقم إيداع ( 10569) لسنة (2019م) وقد أثقله بالعديد من القفزات الخارقة, التي استخدم فيها صيغ الجمع مرة, وأساليب التخصيص مرة أخرى, ثم الإيجاز أو المسكوت عنه مرة ثالثة, ليرسخ من خلالها في نفوس الجميع فكرة الخلاف المزعوم حول انتساب (الفوايد) إلى قبائل (السعادي) حيث يقول:" كلنا نعلم أن قبيلة الفوايد هي القبيلة الوحيدة من قبائل
السعادي الذي اختلف حولها حقيقة النسب" ثم يلي ذلك بقفزات أخرى, تتكشف من خلالها الأهداف إلتي تتستر خلف عزمه على صناعة هذا الكتاب, ومن أهمها إثارة البلبلة والاضطراب حول النسب الحقيقي لهذه القبيلة العريقة, حيث يقول:" وحتى لا أطيل عليكم في هذا الأمر ومن خلال بحث طويل وبالمقارنة بين الأحداث والأزمنة خلال الـ 500 سنة الأخيرة وجدنا هناك تناقض كبير بين انتسابها لقبائل
السعادي وبين ما وصل إليه بحثنا وجدنا أن ربما وليس بحكم التأكيد أنها لاتنتمي إلى قبائل
السعادي وأنها أقرب إلى (بني هلال)" وكما قيل: (شر البلية ما يضحك) فقد أضحكنا عزمه على عدم الإطالة في هذا الحدث الجلل, الذي ترتب عليه اجتثاث شجرة قائمة ذات أصول ثابتة وفروع معروفة, والإلقاء بها أمام الجميع في (هُوٍّ) سحيق, دون أن يقدم ما يكفي من الأسباب والحجج التي دفعته إلى ذلك؟.
وما إن تم استدعاؤنا من قبل البعض من أحرار الفوايد للنظر في هذا الموضوع, حتى سارعنا بالرد عليه في هذا المقال, حفظاً لتاريخ قبائلنا السلمية وأنسابها من التزييف والتحريف والغش والتدليس, وذلك على النحو التالي:
================
أولاً: لقد برع السيد (سنوسي) في استخدام العديد من وسائل التشويش والتشكيك, بهدف الاستحواذ على أذهان أكبر عدد ممكن من أبناء (الفوايد) وإيهامهم بانتقاله من عالم الخيال إلى عالم الواقع, فطالعهم بتأكيد مفترض لباحثين مفترضين, يدعي فيه انتساب (الفوايد) إلى (بني هلال) حيث يقول:" وهذا ما ذكره بعض الباحثين في الأنساب وأكد على أن قبيلة الفوايد هم عرب بني هلال قدموا إلى برقة من الغرب ولم يستقروا طويلاً في برقة وبعدها هاجروا إلى مصر واستقروا في إقليم البحيرة" وهنا يأتي دور المسكوت عنه, حيث لم يكلف خاطره بذكر, ولو بذكر اسم واحد من هؤلاء الباحثين, أو يشير إلى كتاب أوحد استمد منه هذا التأكيد, مما ترتب عليه الحكم بتفريغ محتوى هذا الشخص من أدنى درجة من درجات البحث العلمي, المعروف بأصوله النظرية وأدواته الفكرية وتطبيقاته العملية. فإذا كان قد أغراه ظهور اسم (فايد) ربما لمرة واحدة في قبائل (بني هلال) بخلع قبيلة (الفوايد) من جذورها السلمية وإلصاقها به, ألم يكن تكرار ظهور هذا الاسم فيما يزيد على الخمسة أنجاد من صرحاء بني سليم القدامى, كافياً لإبقاء قبيلة (الفوايد) حية ترزق في جذرها السلمي, الذي اشتهرت به منذ القدم؟
أما الأسئلة التي تطرح نفسها هنا على السيد (سنوسي) فهي:
أـ كيف وصل عدم انتساب الفوايد إلى
السعادي عندك إلى مرتبة (الحقيقة التي لا شك فيها)؟
ب ـ ما أدلتك التفصيلية, من واقع الكتب التاريخية المعتبرة والمواريث الميدانية المتواترة, على انتساب الفوايد إلى بني أمية ثم إلى بني هلال؟!
جـ ـ هل بإمكانك أن تسرد علينا الأحداث التي تم فيها ذكرالفوايد قبل تكوين
السعادي بحوالي (400) سنة بشئ من التفصيل؟
د ـ من هم الجميع أو حتى البعض الذين يعرفون أن (الفوايد) كانوا ضمن أحلاف (بني هلال) في التغريبة عام (441هـ)؟
هـ ـ ما هو التاريخ المفصل الذي تحدث عن عشيرة (الفوايد البراغيث) التي كانت قائمة بذاتها في شمال إفريقيا إلى جوار بني أمية أو بني هلال آنذاك؟
========
ثانياً: قد لا نخطئ حين نقول إن رغبته في سرعة اقتناص فريسته, قد حالت دون إدراكه أن اسم (السعادي) قد أطلق على حلف قبلي, تكون في إقليم برقة الليبية من حوالي (23) قبيلة, تعود أصولها جميعاً إلى (بني سليم) وأنه على الرغم من اتفاق معظم الروايات في تحديد الفترة الزمنية لوجود (الذئب أبو الليل) الجد الأعلى لقبائل (السعادي) اعتماداً على الحساب الزمني لأعمدة أنساب هذه القبائل, إلا أن عملية التحقيق العلمي لأنساب هذه القبائل قد تشير إلى أن هناك أقدار من التفاوت الزمني بين بعض أعمدة النسب التي ترتبط بها, وكذلك بين التسلسل العددي للأسماء التي تتكون منها, حيث نرى ـ على سبيل المثال ـ أن هناك تفاوت في الوجود الزمني بين قبائل (أولاد سلام) التي تعرف بانحدارها من الجد (لبيد) وبين بعض قبائل (الجبارنة) فرع (برغوث) مثل ( الجوازي) التي قيل إنها تنحدر من (بني أحمد) احدى بطون هيب, وكذلك (المغاربة) التي قيل إنها تنحدر من (بني شماخ) التي تنحدر كذلك من هيب, ثم بين الجميع وبين (أولاد عقار) التي تعرف بانحدارها من (الكعوب) في الوقت الذي تتفق فيه الروايات التاريخية والمواريث الميدانية مع الحقائق العلمية, في انحدار هذه الفروع جميعاً من الشجرة (الأم) للجد الأعلى (سليم بن منصور) دون أن يضر هذا التفاوت بالروابط العرقية والصلات القرابية التي تربط بينها, وإذا كان الأمر على هذه الحال, فكيف يمكن لمثل (السنوسي) أو غيره أن يتجرأ على (الفوايد) أو غيرها لتجريدها من حقها في الانتساب إلى قبائل (السعادي) السلميين, لمجرد القول بالتفاوت الزمني فيما بينها وبين غيرها من القبائل التي تندرج تحت هذا الاسم, في حين أن الاختلاف حول نسب (الفوايد) خاصة, قد انحصر داخل دائرة هذا الاسم, وبخاصة (البراغيث) وليس خارجها, وذلك طبقاً لما جاء في كتاب سكان برقة, والذي لم يخرج فيه اختلاف الآراء عن شجرة الجد (برغوث) حيث يرى البعض أن (فايد) ابن لبرغوث, بينما يرى البعض الآخر أنه ابن لجبريل ابن برغوث.
انظر كتاب (سكان برقة) لهنريكودي أوغستيني (صفحة 59 / 60 / 497)
============
ثالثا: على الرغم من تعهد المدعو (سنوسي) في المنشور الافتتاحي لصفحته المذكورة, وإشهاده الله على أنه لم يقصد من وراء مشروعه هذا سوى توضيح الحقائق, دون التعرض لإخراج نسب أي أحد من أصوله المعروفة وإدخاله في أصول أخرى دون حجة بالغة الثبوت, على الرغم من ذلك فقد تعمد فصل (قبيلة الرماح) من شجرة الفوايد البراغيث, دون وصل عمود نسبها بأي من الأصول المعروفة خارج الفوايد, سواء كان داخل الكيان العام لقبائل البراغيث أو
السعادي أو حتى بني سليم, والكارثة الكبرى أن حجته في هذا الفصل, قد انحصرت في مجرد وصفها ـ أي الرماح ـ بكثرة العدد والتمتع بالاستقلالية التامة عن كل من (عبدالكريم. وابريق) إلى جانب عدم شهرة اقتران اسمها باسم الفوايد, مما يفتح المجال لإثارة المزيد من الجدل حول الأصول الحقيقية التي ينحدر منها (الرماح) وذلك بقوله:" قبيلة الرماح قبيلة كبيرة مستقلة بذاتها وليست فرع من قبيلة الفوايد...وأن المعلومات الخاطئة التي يرددها الكثير بأن رمح بن فايد وشقيق عبدالكريم وابريق معلومات خاطئة وغير صحيحة" في الوقت الذي أخذ يصر فيه على القول بصحة انتساب كل من: (البريقات. المرايم. الشاهنة. التقيات) إلى الفوايد, وذلك لمجرد وجود أسمائهم في سجلات حصر عربان الفوايد.
وهناك أسئلة أخرى تطرح نفسها على الأخ سنوسي, هي:
1ـ كيف ترد على الموروث المتواتر لدى الكثيرين من أبناء قبيلة (الرماح) خاصة, والذي يقول:" ما رمح إلا بعد فايد" مؤكدين أن أصول قبيلتهم تنحدر في حقيقتها من قبائل (الفوايد) البراغيث وليس من غيرها؟
2 ـ ما حجتك في أن هجرة قبيلة الرماح إلى بلاد شمال الصعيد قد سبقت هجرة قبيلة الفوايد (عبدالكريم. وابريق) بمدة تصفها بالكبيرة جداَ؟
3 ـ أين الوثائق الصريحة الصادرة من دار الوثائق المصرية التي تقول بأن قبيلة (الرماح) لا تنتسب إلى (الفوايد) البراغيث, وأن فصلها في الامتيازات يعني فصل انتسابها إلى الكيان العام للفوايد, وأن ذلك قد حدث قبل ميلاد الزعيم (حمد باشا الباسل) بفترات بعيدة؟
4ـ ما دليلك على أن روايات فصل شياخة (الرماح) عن شياخة قبيلة (الفوايد) بشكل نهائي على يد زعميها (حمد باشا) خاطئة وغير صحيحة؟!
5 ـ من هم الرماح الأقحاح الذين أنكروا حقيقة انتساب (رمح) إلى (فايد بن برغوث) وهل قال لك أحد منهم: كيف سيكون حال نسب (رمح) بعد فصله عن (فايد) وما دليلك على صحة قولهم؟
============
رابعاً: قد استطاع إلحاح الهدف الأساسي على ذاكرته, أن يفقده حقيقة هامة, تتعلق بمشروعية الانتساب بالحلف أو المكاتبة بين القبائل المختلفة, منذ بدء الخليقة, لظروف إنسانية واجتماعية وسياسية لا حرج فيها ولا لوم, متجاوزاً كل ما أثير حول انتساب العائلات (الأربع) السابق ذكرها إلى الفوايد من خلافات, من خلال الشعار الذي يتعلق بالمرحلة الثالثة لتطور صفحته السابق ذكرها, والذي أصر على حذف اسم (الرماح) منه ووضع اسم (المرايم) موضعه, دون أن يشغل نفسه بربط أعمدة نسب (المرايم) بالأصول التي تفرعت منها داخل الكيان العام لقبائل الفوايد, وشيئاً فشيئاً إلى أن انتهت به روح المغامرة في هذه المباراة التآمرية الحاسمة إلى الدعوة إلى نشر كتابه المذكور وتوزيعه على أوسع نطاق, غير عابئ بما يمكن أن يجره عليه هذا الكتاب من تساؤلات علمية محرجة, أو محاسبات عرفية وقانونية قاسية, لا تصمد أمامها عبارات التأييد الخاصة بمن أغراهم بكتابة أسمائهم أو أسماء عائلاتهم في هذا الكتاب, سواء لاستخدام استرضائهم في كسب تأييدهم, أو استغلال طيبتهم ـ وربما جهلهم ـ في ضمان سكوتهم, وكما حتمت علينا مسئولية لم الشمل العام لقبائل (السعادي) خاصة (وبني سليم) عامة, والدفاع عنها في مواجهة كل من يحاول النيل منها أو العبث بها, القيام برصد كل ما سبق ذكره على وسائل التواصل الاجتماعي, والرد عليه في مقال سابق تحت عنوان: (رموز قبائل الفوايد وأحرارها: عمود نسبكم في خطر) وذلك على رأس العامين من بداية مشروعه التفكيكي, وبالتحديد في (2 / 4 / 2019م)
فقد حتمت علينا هذه المسئولية أيضاً ضرورة رصد كل ما جاء في هذا الكتاب والرد عليه في هذا المقال, حتى يكون الجميع على بينة من أمرهم, مركزين جهدنا على تحقيق النسب العام لكل من (الفوايد, والرماح) تاركين التفصيل الداخلي للبيوت أو العائلات المكونة لهما ـ والذي قمنا به ميدانياً منذ عام 2011م ـ إلى وقت لاحق.
============
خامساً: نحيط علم الجميع بإن مقولة:" ما رمح إلا بعد فايد" هي مقولة صحيحة ومتواترة لدى الغالبية العظمى من أبناء الفوايد, وبخاصة في قرية (روفان) مركز (إطسا) محافظة (الفيوم) التي يسكنها الأخ (سنوسي) نفسه, والتي سبق ترددنا عليها ولقاؤنا ببعض أهلها مرات عديدة, بل وتشرفنا بمبيتنا فيها بضع ليال, مما يؤكد بوضوح أننا شهود عيان على تواتر هذا الموروث لديهم, سواء لكوننا ولدنا ونشأنا بين (الرماح) خاصة بمركز الفشن محافظة بني سويف, أو لقيامنا بعملية التحقيق الميداني لأنسابهم في مختلف أنحاء البلاد المصرية, وخاصة في مركزي الفشن محافظة بني سويف, وإطسا محافظة الفيوم, وخلال ذلك كله لم نجد من بينهم من يؤيد فكرة فصل قبيلة الرماح عن الجد (فايد بن برغوث) وإلحاقها بأي أصل آخر, يخالف ما هو متواتر لدى عامة أبناء قبائل (الفوايد) أو ما هو مدون بالكتب التي تناولت أنساب السعادي.
=============
سادساً: قد تحتم علينا أن نوجه كلمة موجزة إلى السيد (سنوسي) بكل أمانة وصدق وشفافية ووضوح, قائلين له: اعلم أخي الكريم أن كلامك في هذا الشأن هو كلام عام مرسل لايعتمد على أدلة مقنعة, سواء كان للخاصة من المثقفين والباحثين والمؤرخين, أو للعامة ممن لا يمتلكون مرجعية فكرية أو خلفية تاريخة تمكنهم من الرد عليه, ومنه على سبيل المثال قولك:" كلام أن رمح بن فايد كذبة تاريخية وبها تدليس, والرماح قبيلة كبيرة وقائمة بذاتها ولايوجد بينهم صلة أخوة أو أبوة" إذ لايمكن أن يصل هذا الكلام إلى قناعة أي أحد ممن ترسخ في ذاكرتهم إخوُّة الرماح لكل من (عبدالكريم. وابريق) وأبوُّة فايد لهم جميعاً, حيث يرى بعضهم أن فايد بن برغوث أنجب ثلاثة أولاد هما: ( رمح. عبدالكريم. ابريق) وعلى هذا يكون (رمح) شقيق (عبدالكريم وابريق) وأنه قد استقل باسمه مؤخراً ليكوِّن تاريخاً مستقلاً وقبيلة قائمة بذاتها, أُطلق عليها اسم (الرماح) في الوقت الذي ظل فيه (عبدالكريم وابريق) يحتفظان بانتسابهما المباشر إلى الجد (فايد) ولايزالون يشتهرون باسمه حتى اليوم, كما يرى بعضهم الآخر أن فايد بن برغوث أنجب ولدين فقط هما: (رمح. وفايد) وأن فايد بن فايد بن برغوث قد أنجب كذلك ولدين هما: (عبدالكريم. وابريق) وعلى هذا يكون (رمح) أخاً لفايد (الأصغر) وعماً لكل من: (عبدالكريم وابريق) وأن كل منهما قد تمسك بالانتساب إلى اسمه الخاص, فصاروا يعرفون هكذا: (الرماح. والفوايد) دون أن يضر ذلك بالتقائهم جميعاً في شجرة الجد الأكبر (فايد بن برغوث) أو يحول دون حقهم في الانتساب إليه, ومما يؤيد ذلك أنه لم يسبقكم أحد, وبخاصة من أصحاب كتب التاريخ والأنساب المعتبرة, في القول بمثل ما قلتم, سواء كان ذلك تصريحاً أو تلميحاً, وإن كان الأمر كما ترون, فأرونا ما عندكم إن كنتم صادقين, بل أصبح لزاماً عليكم أن ترونا عمود النسب الجديد لقبيلة (الرماح) وكذلك عمود النسب (النهائي) لقبيلة (الفوايد) فور انتهائكم من هذه العملية منقطعة النظير.
=============
سابعاً: وإذا كان يحق لنا أن نحيي فيكم الجرأة البالغة في هدم ما هو قائم من التاريخ الموثق والأنساب الواضحة والموروث المتواتر, من خلال هذه العملية ـ أي الإحلال والتجديد ـ فإنه يحق لنا أيضاً أن نربط جرأتكم هذه بالطيش والتهور واللهو والعبث, وليس أدل على ذلك من قولكم بأن وجود قبيلة (الرماح) في بلاد شمال الصعيد سابق على وجود (الفوايد) أو منفصل عنه, دون أن توضح لنا أي الفوايد تقصد, أهي الفوايد التي ينحدر منها (الرماح) يعني أبناء فايد بن برغوث؟ أم الفوايد التي تقتصر على (عبدالكريم. وابريق)؟ وسواء كنت تقصد هذه أم تلك فإن قولك مردود عليك, إذ لا يؤيده الكثير من الحقائق التاريخية, وبخاصة ما يتعلق منها بالفترة السابقة لوجود (محمد علي باشا) والتي تخلو تماماً من وجود اسم (الرماح) منفصلاً عن (الفوايد) التي كانت تفرض سيطرتها التامة على كافة بلاد شمال الصعيد آنذاك, بما فيها مديريتا (الفيوم وبني سويف) اللتان تمثلان المراكز الرئيسية لقبيلة (الرماح) وخاصة مركزي (إطسا والفشن) وذلك إما لاعتبار الرماح جزءاً من (الفوايد) وغير منفصل عنها في تلك الفترة, وإما لحداثة عهدها بهذه المنطقة, وخير شاهد على ذلك هو اختفاء اسم (الرماح) من الجزء الخاص بقبائل العرب في كتاب وصف مصر لعلماء (الحملة الفرنسية) على مصر عام (1798م) والذي ورد تحت عنوان: (العرب في ريف مصر وصحراواتها) إذ لوكان وجود الرماح سابقاً على وجود الفوايد في إقليم شمال الصعيد في ذلك الوقت ـ كما تدعي ـ لما تغافل علماء الحملة عن ذكر اسم هذه القبيلة ـ أي الرماح ـ كقبيلة مستقلة بذاتها أو متفرعة من (الفوايد) التي كان يبلغ إجمالي عدد فرسانها في ذلك الحين (300) فارس, شاملة المكون العام لقبائل (الفوايد) وهم: (رمح. عبدالكريم. ابريق) الذين تم إدراجهم معاً تحت اسم (الفوايد) وتصنيفهم ضمن القبائل التي هاجرت حديثاً إلى مصر من بلاد الشمال الإفريقي.
انظر كتاب وصف مصر, لعلماء الحملة الفرنسية: العرب في ريف مصر وصحراواتها (ص 212 / 394)
===========
ثامناً: وليس من شك في أن البدايات الأولى لظهور اسم (الرماح) مستقلاً عن (الفوايد) ترتبط بالفترة التي حكم فيها (محمد على باشا) البلاد المصرية, بعد نجاحه في المؤامرة البشعة التي تمكن فيها من التخلص من المماليك في مذبحة القلعة عام (1811م) تلك المؤامرة التي جعل منها ذلك الباشا منهاجاً واضحاً لضرب مراكز القوى التي يتألف منها المجتمع المصري, والتي كان على رأسها القبائل العربية المصرية, لما تمتلكه من كتلة اجتماعية ضخمة ومهارات قتالية فائقة, تستمد وجودها من الصلات القرابية في الداخل, ونفوذ خارجي يستمد قوته من الصلات العرقية التي تربطها بالقبائل التي تنحدر منها في باقي أقطار الوطن العربي, ولعل ذلك ما دفعه إلى تركيز انتباهه في ضرورة تطبيق مبدأ (فرق تسد) بهدف تمزيق هذه الكتلة وإضعاف قوتها وتشتيت شملها, فما إن ستحالت فكرة جر العرب إلى مذبحة أخرى تشبه مذبحة المماليك في القلعة, لتباين القوى والنفوذ واختلاف الظروف بين العرب والمماليك, حتى أخذ يفكر في طرق أخرى لذبحهم بأيديهم, وكان من أهمها إثارة القلاقل والفتن والمؤامرات فيما بينهم, ومن هنا بدأ تطبيق قواعد لعبة (الشطرنج) في مواجهة أبناء هذه القبائل عن طريق اللعب بمناصب (العمد والمشايخ) ومنح الأبعاديات. فإذا ما أراد ضرب العائلات داخل الكيان العام للقبيلة الواحدة, قام بخلق صراع بين عمد القبيلة ومشايخها قد يصل إلى مرحلة (الدم) وإذا ما أراد ضرب القبائل داخل التكتل القبلي القائم على القرابة أو الحلف, قام بخلق صراع آخر عن طريق فكرة فصل (العمديات والشياخات) وقد تتزامن هذه الصراعات فتحل الكوارث الكبرى على رؤوس عامة أبناء هذه القبائل, ومن هنا يبدأ اللعب على أوتار التاريخ والأنساب من قبله لتوفير مزيد من الوقود لإثارة الفتن والقلاقل بين أبناء الدم الواحد أو الجد الواحد, فتتعكر النفوس وتتعقد النفسيات وتراق الدماء وتتباعد المسافات, وليس من الغريب أو المستبعد أن تكون فكرة فصل مشيخة أو عمدية الرماح عن الكيان العام للفوايد قد حدثت في مثل هذه الأجواء المضطربة كمحاولة لتفتيت قوتهم وإضعاف كلمتهم, ومن يتأمل كتاب (العربان ودورهم في المجتمع المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر) أي في عهد (محمد علي) للدكتورة إيمان محمد عبدالمنعم, يجد أن صفحاته قد خلت من اسم صريح لشيخ أو عمدة يندرج تحت اسم قبيلة (الرماح) خلال تلك الفترة, في الوقت الذي حفل فيه هذا الكتاب بذكر أسماء العديد من الشيوخ التي تندرج تحت اسم الفوايد, كما حفل كذلك بالأحداث الهامة التي ترتبط بهذا الاسم, وذلك على النحو التالي:
(أ) أسماء مشايخ الفوايد في إقليم شمال الصعيد:
(1) الشيخ محمد أبو حمد: تم وصفه في هذا الكتاب بأنه كبير مشايخ عربان الفوايد بالفيوم, وأنه قام بالتعهد في سبتمبر عام (1828م) أمام (محمد علي باشا) بعدم تعرض عربان الفيوم للأهالي بأي أذى وعدم حدوث أية أضرار لممتلكاتهم, دون التصريح أو التلميح بذكر شيخ يحمل اسم (الرماح) خلال تلك الفترة, وفي تلك المنطقة التي تمثل الموطن الرئيسي لعائلة (الباسل) التي ينحدر منها (حمد باشا) نفسه (كتاب العربان ـ ص 83)
(2) الشيخ محجوب عمار كيشار: تم منحه مساحة (500) فدان من أبعادية بني وركان وغيرها بمديريات المنيا وبني مزار. (كتاب العربان ـ ص 131 / 132).
(3) مشايخ عائلة لملوم: تم ذكرهم ضمن الأسر التي بلغت أوج الثروة والقوة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر, فامتلكوا قلعة قصر لملوم التي تقع في الجهات الغربية لمركز العدوة محافظة المنيا, كما ظلوا يحتفظون بشهرتهم ككبار الحائزين على الأراضي في القرن العشرين. (كتاب العربان ـ ص 170)
(4) الشيخ مطيعة نغماش: صدر أمر إلى مدير الأقاليم الوسطى ليبحث بنفسه مدى صلاحيته للترشح لمشيخة عربان الفوايد. (كتاب العربان ـ ص 177 / 178)
(5) الشيخ مقرب العلواني: بلغت مكانته لدى الحكومة المصرية, الدرجة التي ظلت تناصره بالوقوف إلى جانبه في مواجهة طلب الكثيرون من عربان الفوايد بالانفصال عن تبعيتهم له, فصدر لهم فرمان بضرورة التزام السمع والطاعة لشيخهم المذكور وتأدية ما هو مطلوب منهم للحكومة وإلا تعرضوا للعقاب. (كتاب العربان ـ ص 180)
(6) الشيخ مقرب العلواني: ذكر ضمن مشايخ العربان الذين تم تكليفهم بتجنيد سبعمائة خيال, وتعيين رئيس عليهم, وإرسالهم للجيش بعكا. (كتاب العربان ـ ص 224)
(7) الشيخ محجوب كيشار: ذكر ضمن المشايخ الذين حاولوا التدخل في الشئون العسكرية أو في تحريك وجهة الفرسان التابعين لهم, فصدر أمر عال إلى مدير نصف أول وسطى بتفهيمه بأن السر عسكر باشا هو المسئول الوحيد عن الأمور العسكرية في بر الشام, وصاحب الحول والطول في تعيين الرؤساء. (كتاب العربان ـ ص 227)
(ب) الأحداث التي تحمل اسم الفوايد في هذا الإقليم:
(1) ذكر اسم الفوايد باعتبارها من القبائل التي وفدت من شمال إفريقيا إلى مصر خلال فترة الاضطراب التي شهدها القرن الثامن عشر, ثم أغاروا على مديرية الجيزة في أوائل حكم محمد علي سنة (1813م) واستقر أفرادها بعد ذلك في مديريات المنيا وبني سويف والفيوم (كتاب العربان ـ ص 53)
(2) ذكر اسم (الفوايد) ضمن القبائل التي استجابت لقرار (محمد علي) بضرورة توطين العربان, فحصلت على مساحات واسعة من أراضي أبعاديات مديريات (الفيوم وبني سويف والمنيا) في الوقت الذي لم يرد فيه اسم الرماح مستقلاً في هذا الشأن وفي تلك المرحلة (كتاب العربان ـ ص 146)
(3) ذكر اسم الفوايد ضمن القبائل التي كان يقوم ناظر عربان الأقاليم الوسطى بتحصيل الضرائب منها على الأطيان الممنوحة. (كتاب العربان ـ ص 150)
(4) ذكر اسم الفوايد ضمن قبائل الوجه القبلي التي تعهدت بعدم العصيان, والإقامة بنجوعهم المعينة لهم في مختلف أنحاء بلاد شمال الصعيد, دون ذكر لاسم الرماح مستقل في هذا الشأن, مما يشير بوضوح إلى قدم وجود اسم الفوايد وقوة نفوذها في تلك المناطق. (كتاب العربان ـ ص 160)
(5) ذكر اسم الفوايد ضمن القبائل التي تم تكليفها بنقل الدقيق والحنطة والمسلي من الفيوم إلى بني سويف مقر الجيش المعسكر هناك. (كتاب العربان ـ ص 194)
) 6) ذكر اسم الفوايد ضمن القبائل التي تم تكليفها من قبل (محمد علي باشا) بإخماد الفتنة التي اشتعلت في المنيا على أثر ظهور أحد أهالي قرية (الحمدية) التابعة لقسم (قوص) وادعائه بأنه (المهدي) فتم تشتيت شمل أهل الفتنة على أيديهم, حتى فر المدعي إلى قبيلة العليقات (كتاب العربان ـ ص 206)
(7) ذكر اسم الفوايد ضمن قبائل الأقاليم الوسطى, التي تم تكليفها من قبل (محمد علي باشا) بإرسال ستمائة شخص وتعيين رئيس لهم ليكونوا بمعية إبراهيم باشا. (كتاب العربان ـ ص 209)
(8) ذكر اسم الفوايد ضمن القبائل التي صدر أمر عام لشيوخها باختيار (25 خيالاً) من كل قبيلة لتكوين (75 خيالاً) ليكونوا في معية إبراهيم باشا كحراس له. (كتاب العربان ـ ص 213)
(9) ذكر اسم الفوايد ضمن القبائل التي كلفها إبراهيم باشا بتجهيز ألف جندي بذخائرهم وأسلحتهم, ثم إرسالهم إليه على دفعات. (كتاب العربان ـ ص 221)
(10) كافأ (محمد علي) مشايخ الفوايد بمبالغ عالية كبيرة فور عودتهم من أداء مأمورياتهم بالسودان, كما كان يكافئهم بتعيينهم في منصب كبير المشايخ في قبائلهم عند أول فرصة تسنح لتعيين شيخ آخر للقبيلة. (كتاب القبائل ـ ص 223)
(11) ذكر اسم الفوايد ـ دون وجود اسم الرماح ـ في مديريات كل من: (الفيوم والمنيا وبني سويف) وذلك في الملحق الخاص بالتوزيع الجغرافي للقبائل العربية في كل أنحاء مصر تبعاً لما ورد في كتاب وصف مصر والوثائق والوثاق والمصادر المعنية بالمنطقة, مما يؤكد بوضوح أن اسم الفوايد أقدم من اسم الرماح في بلاد شمال الصعيد, كما يحول دون صحة اعتقاد الأخ (سنوسي) بأسبقية وجود اسم (الرماح) على الفوايد في هذه البلاد. (كتاب العربان ـ ص 278)
============
تاسعاً: ومن هنا فإن قولك:" رواية أن حمد باشا الباسل هو من فصل عمدية الرماح غير صحيحة لأن قبيلة الرماح يوجد لها شياخة وعمدية ثابتة قبل مولد حمد باشا الباسل سنة (1871م) بزمن طويل وكان لها امتياز ثابت أثناء حكم محمد علي باشا" فهو قول يحتاج إلى مزيد من التفسير والتحليل والتحقيق. فمن يتأمل استقلال الاسمي لقبيلة (الرماح) عن (الفوايد) يجد أنه قد تم تدريجياً, إما طبقاً لسياسة (محمد علي) السابق ذكرها, وإما نتيجة لرغبة (الرماح) أنفسهم في صناعة تاريخ خاص بهم, لا يقل في أهميته عن تاريخ إخوتهم (عبدالكريم. وابريق) الذين تمسكوا بالاتصال المباشر باسم الفوايد وعدم الانفصال عنه تحت أي مسمى آخر, ومما لاشك فيه أن عدم ظهور اسم (الرماح) مستقلاً عن (الفوايد) خلال المراحل السابق ذكرها, لا يقلل من قيمتها ولا ينقص من قدرها, باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الكيان العام لقبائل الفوايد, وباعتبار تاريخها جزءاً لا يتجزأ أيضاً من تاريخ (الفوايد) وأن انفرادها بتاريخ مستقل عن الكيان العام للفوايد فيما بعد, لا يعيبها ولا يقلل من شأن الفوايد كذلك, ومما لاشك فيه أيضاً أن ظهور الزعامة المستقلة لقبيلة الرماح قد تزامن مع ظهور (حمد باشا الباسل) على الساحة السياسية, وبخاصة في ظل الأحداث التي ارتبطت بثورة (1919م) مما جعل المنافسة على الزعامة فيما بينه وبين أمثاله من زعماء الفوايد, أو بين عائلة (كيشار... عبدالكريم) وعائلة (الباسل... رمح) تصل إلى ذروتها, إلى الحد الذي جعلها تصل إلى حد المنافسة على (الخيول) وقد استمعت إلى روايات مختلفة أثناء زيارتي البحثية لبعض عائلات الرماح
والفوايد بالفيوم, عن مغامرات (حمد باشا) في الحصول على بعض الخيول النادرة من ديار عائلة (لملوم) بالمنيا؛ ليثبت من خلالها أمام حكام أسرة (محمد علي) قدراته الفائقة التي تمكنه من الاستقلال بالزعامة عن الكيان العام للفوايد, وجدارته في القيام بمهام عمدية خاصة للرماح مقرها الفيوم, مما يشير بوضوح إلى أن هذا الاستقلال في الزعامة ـ وليس في النسب ـ قد بدأ تدريجياً, وأنه لم يتأكد بشكل تام سوى على يد هذا الرجل الذي تجلت زعامته بوضوح خلال الأحداث المتعلقة بثورة (1919م) والتي استطاعت أن تسلط الأضواء على قبيلة الرماح, فتمنح تاريخها صفة الاستقلال الذاتي عن تاريخ الفوايد, حيث يطالعنا عام (1883م) ربما لأول مرة, بحصر مستقل لقبيلة (الرماح) عن (الفوايد) في عهد الخديوي توفيق, حيث كان عددها في حصر 3 مايو (1883م) يساوي (3695 نسمة) في الوقت الذي كان فيه إجمالي عدد قبيلة (الفوايد) يساوي (13190 نسمة) بما يمثل حوالي (ربع) المجموع الكلي لقبيلة (الفوايد).
انظر كتاب قبائل العرب في مصر لأحمد لطفي السيد (ص 32 وما بعدها)
============
وخلاصة القول:
* إن استقلال الرماح بحصر خاص أو شياخة مستقلة عن المكون العام لقبائل الفوايد, لم يكن بدعة كبيرة أو سابقة خطيرة, وإنما قد يكون استجابة لرغبة ملحة لدى أبناء هذه القبيلة, لا تتعارض مع أخوتهم لكل من (عبدالكريم. وابريق) ولا تصطدم مع السياسة العامة التي كانت تنتهجها الأسرة العلوية آنذاك للأسباب السابق ذكرها, وقد حدث مثل ذلك مع قبيلة (البراعصة) التي تحتوي (أولاد حمد) الحرابي, والتي تم حصرها أيضاً آنذاك بشكل خاص وشياخة مستقلة عن الكيان العام لقبائل (الحرابي) حيث كان عددها في ذلك الحصر (3994 نسمة) في حين كان عدد باقي قبائل (الحرابي) يساوي (9492 نسمة) بما يمثل حوالي (ثلث) المجموع الكلي للحرابي.
* إن تكثيفنا الحديث عن شيوخ قبيلة الفوايد والأحداث المتعلقة بها, لا يعني خلو غيرها, كالرماح أو غيرهم من القبائل المصرية من الشخصيات والأحداث التي تضيف إلى تاريخها قيم رفيعة لا تقل في مضمونها عما ذكر من تاريخ هذه القبيلة العريقة, وإنما كان الغرض منه الرد العملي على هذه المحاولة البائسة للنيل من الكيان العام للسعادي خاصة, وبني سليم على وجه العموم.
* لم تكن هذه المحاولة البائسة سوى حلقة في سلسلة طويلة من الاختراقات المشؤومة التي لا تزال تستهدف الكيان العام للسعادي خاصة وبني سليم عامة, والتي تمرسنا على التعامل معها وإحباطها في حينها, وذلك بداية من محاولة أشرفة (ضنا عقار) عن طريق كتاب (الأصلاب الطاهرة في أنساب العقاقرة) لعادل رواق السمالوسي وحمدي حسين الفايدي
ومروراً بمحاولة أشرفة (السعادي) عامة عن طريق كتاب (تاج المعالي في نسب آل الجبالي وبني عمومتهم السعادي) لعمر الشامخي الجبالي وسيد عبداللطيف الضعيفي
ثم بمحاولة صهينة بني سليم عامة عن طريق مشروع الحمض النووي الذي افتراه وائل بهجت شاهين ومتولي الحاسي
وانتهاء بهذه المحاولة للسيد (محمد السنوسي الفايدي) ولايزال هناك محاولات أخرى جاري التعامل معها بكل شدة وحسم, ونأسف إذ نقول:
إن كل هذه الاختراقات نابعة من أرض الفيوم, وبترحيب من أهلها...
فهل من معجزة لتطهيرها من هذا الفايروس اللعين؟!؟!؟!
ولايزال للحديث بقية:
عبدالغفار العبيدي السلمي
المنسق العام لقبائل بني سليم بالبلاد المصرية.
مواقع النشر (المفضلة)