قبائل الفوايد سعداوية الأصل برقاوية الموطن

قبائل الفوايد سعداوية الأصل برقاوية الموطن

قبائل الفوايد سعداوية الأصل برقاوية الموطن:
=========================
لقد جاء هذا المقال نتيجة لتعرضنا لسؤال هام جاء على صفحة (قبيلة الفوايد) وهو:( هل كان أوغستيني الإيطالي على خلاف أو مشكلة أو عراك مع قبيلة الفوايد حتى يستبعدها من كتابه (معجم سكان ليبيا) قبل مائة سنة وأيضا لم يضع قبيلة الفوايد ضمن مشجر قبائل السعادي، ولم يذكر إلا جبريل وعريف على أنهم من نسل برغوث من السعادي. ولتأكيد ذلك فإن السائل لم يضع علامة استفهام واحدة، بل وضع تسع علامات استفهام.
أما إجابتنا على هذا السؤال فقد جاءت على النحو التالي:
----------------------------------------------------
أولا: لم يكن أوغستيني على خلاف أو مشكلة أو عراك مع قبيلة الفوايد، كما أنه لم يستعبدها من كتابه سكان ليبيا ترجمة التليسي، أو سكان برقة ترجمة الدكتور المهدوي، بل لم يختصها وحدها بالاستبعاد من مشجر السعادي، بل استبعد منه قبائل السلالمة الثلاث (الهنادي والبهجة والعونة) رغم إشارته إليها في هامش (ص 56) كما استبعد منه كذلك ثلاثة من قبائل الجبارنة وهي (الجوازي والمجابرة والعريبات) رغم إشارته إليها كذلك في ثنايا كتابه المذكور، كما لم يتطرق أيضا لذكر الجلالات باعتبارها كانت تندرج تحت اسم الجوازي في برقة آنذاك، وبالمثل لم يتطرق لذكر (الرماح والبريقات) لكونها تندرج تحت اسم الفوايد أيضا، إلى جانب عدم ذكره لقبيلة العبيد في هذا المشجر لأسباب وضحها في غير هذا المشجر، رغم تصنيفه لهذه القبائل جميعا ضمن قبائل السعادي اجتماعيا وجغرافيا. فهل هذا يعني إخراج هذه القبائل جميعا من الكيان العام للسعادي، لمجرد عدم وجودها في المشجر رغم وجودها مفصلة في نفس هذا الكتاب؟!
==========================
ثانيا: أما بالنسبة للرد على الادعاء الذي ينفي وجود الفوايد قديما وحديثا في برقة، لمجرد أن أوغستيني لم يذكر أنه التقى بأحد من أبناء قبيلة الفوايد، فنقول: إن الظروف التي كانت تحيط بأوغستيني خلال الفترة التي تم فيها تأليف هذا الكتاب، جعلته يحرص على عدم ذكر مصادر بحثه الميداني والمتعلقة بالأشخاص الذين اعتمد عليهم في أخذ المعلومات عن القبائل، حتى يتمكن من الاحتفاظ بسرية المعلومات من جهة، ثم الإفلات من المحاسبة أو المراجعة من قبل من أخذ عنهم من جهة ثانية، وذلك ليقر في أذهان الجميع أن كل ما جاء في كتابه يتمتع بالمصداقية والشفافية والوضوح، الذي لا يحتاج إلى مراجعة أو استفسار، في تلك الأجواء التي كانت تموج بالولاءات الزائفة والعداءات الراجفة تحت أصوات القذائف المتتالية وصرخات الثكالى لمتوالية، ما بين الخيانات المقنعة والأمانات المتصنعة، والرعب الشديد من النار والحديد، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكننا التحقق من مصداقية الرواة وأصحاب النفوذ والجاه، أو حتى التأكد من أنه لم يقابل أحدا من أبناء الفوايد أو غيرهم في ليبيا؟!
وبخاصة أنه كان رجلا عسكريا تابعا لقيادة الجيش الإيطالي، والتي انحصرت مهمته في عمل دراسة وافية عن القبائل ذات الوجود المؤثر والفاعل والتمركز - آنذاك - في الأراضي الليبية، أي أن مهمته كانت عسكرية استطلاعية في الأساس، لمد قيادة جيشه الإيطالي بمفاتيح هذه القبائل، وكيفية استخدامها في تسهيل مهمته هناك، ولعل ذلك ما جعله يحرص على عدم التوسع في الحديث عن القبائل التي هجرت مواطنها القديمة، ولم يبق منها إلا القلة القليلة التي حاولت إخفاء اسم قبائلها لظروف اجتماعية وسياسية خاصة، فدخل معظمها في قبائل أخرى، وبالتالي لم يصبح لها وجودا مؤثرا على أرض الواقع الميداني، وكان من بينها قبيلة (الفوايد) وغيرها من قبائل السعادي السابق ذكرها، مما عرض أنساب هذه القبائل وتاريخها إلى حالة من التشويه والتحريف على أيدي أصحاب النفوس الضعيفة، والأساليب السخيفة، سواء من داخل أبناء هذه القبائل أو من خارجهم، مما اضطرنا إلى مواجهتهم بكل قوة وحزم، دفاعا عما تبقى من صحيح تاريخ هذه القبائل صريح نسبها.
==========================
ثالثا: أما بالنسبة للادعاء القائل بأن أوغستيني لم يتطرق لذكر وجودهم في برقة في عهده أو قبله بمدة كبيرة، فإنه عاري من الصحة، وليس له ما يؤيده في هذا الكتاب، وليس أدل على ذلك من قيام أوغستيني بتصنيف الفوايد ضمن مجموعة (البراغيث الحمر) أي الذين يعيشون في برقة الحمراء الواقعة بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وذلك بقوله:" وتتكون قبائلهم من العرفة والعبيد بالإضافة إلى أجداد الفوايد" (صفحة 60 من كتابه سكان برقة).
ثم يتوسع بعد ذلك في ذكر مواطنهم القديمة والحديثة في الجزء الذي جاء تحت عنوان:
(المواطن القديمة لقبائل السعادي في برقة) بقوله:" الفوايد: يعيشون حاليا غربي موطنهم السابق الذي أصبحت تعيش فيه عائلات تنتمي إلى كل من قبائل الحاسة والبراعصة والعبيد، مما جعل الفوايد يتجهون نحو جردس وقصر ساس والبنية وبو سماح وأم الحوابي والناقة وغوط السلطان" ثم يضيف تحت عنوان: (عائلات من قبائل الحرابي) بقوله:" ينتشر بعض من العائلات الصغيرة من قبائل الحرابي في المنطقة الواقعة بين سوسة ووادي رمان شمال من الفوايد" ثم يقوم بعد ذلك بزيادة التأكيد على أنه يتحدث عن قبائل الفوايد البراغيث وليس قبيلة فايد العقاقرة، ضمن حديثه عن الحروب والمنازعات التي وقعت بين قبائل السعادي في برقة، والتي ترتب عليها حدوث هجرات بعضها إلى الديار المصرية، فيذكر الفوايد باسم (عيلة فايد) ضمن الحلف الذي تكون من الجوازي والفوايد في مواجهة حلف المغاربة والعواقير والبراعصة خلال عام 1811 - 1812م، والذي أدى إلى تدخل الباشا يوسف القره مانلي، الذي:" قام بإرسال قوات من طرابلس لغرض حسم النزاع بين الطرفين المتحاربين، الذين لم يتوقفوا عن الحرب إلا بعد إجلاء الجوازي والفوايد إلى مصر، حيث لازالت الأولى منهما تقيم في المنيا، بينما الأخرى في مغاغة" مؤكدا أن أراضي الفوايد التي هجرتها عنوة حينذاك قد استولى عليها الحاسة والبراعصة والعبيد، بينما استولى على أراضي الجوازي كلا من: المغاربة والعواقير" مما يشير بوضوح إلى عدم جدوى هذا السؤال الذي إن دل على شئ إنما يدل على العبث والتخبط من أجل الوصول إلى وهم لا يسمن ولا يغني من جوع، وإذا ما استمر الأمر على هذه الحال فسيصير الحال من سئ إلى أسواء....
ولهذا فإن الواجب يحتم علينا أن نقول لهذا السائل: الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل...
انظر صفحة 63 - 64 من كتابه سكان برقة
==========================
رابعا: وعلى الرغم من تعرض القبائل المهاجرة إلى كوارث خطيرة في الأرواح وخسائر كبيرة في الممتلكات، إلا أنها سرعان ما استطاعت أن تعوض ما فقدته في ليبيا، سواء من الزعامات أو الأراضي بأضعاف مضاعفة في البلاد المصرية، مما يشير بوضوح إلى أن الحروب التي وقعت بين الأشقاء داخل الكيان العام لقبائل السعادي، لم تكن سوى فاتحة خير على من رحل منهم ومن بقي، على الرغم من فظاعتها وقسوتها، حيث تمكنت كل منها من توسيع دائرة نفوذها ومد مواطن إقامتها في كل من البلدين الشقيقين، ففي الوقت الذي تمكن فيه الجوازي من تحقيق نفوذهم في الجهات الجنوبية لمحافظة المنيا، والفوايد من تحقيق نفوذهم كذلك في شمالها، إلى جانب البحيرة والفيوم، تمكن أولاد علي من تحقيق نفوذ آخر في الجهات الشمالية المصرية، مما ترتب عليه امتداد مواطن السعادي من الحدود الشرقية ﻹقليم طرابلس حتى محافظة سوهاج - وربما بعدها - بإقليم جنوب الصعيد، ثم امتدادها شرقا في شمال القاهرة حتى الضفة الغربية لقناة السويس، حيث تمركزت قبائل العقاقرة ( أولاد على والحرابي) في الجهات الغربية منها، كمطروح والبحيرة، يليهم قبائل أولاد سلام (الهنادي والبهجة والعونة أو بني عونة أو العناوية) الذين يمتد نفوذهم من الجهات الشرقية للعقاقرة حتى قناة السويس.
==========================
خامسا: وعلى الرغم من افتقاد هذه القبائل بعض الوسائل التي تعينهم على حفظ تاريخهم وضبط أنسابهم، بسبب هجراتهم الجبرية من مواطنهم الليبية القديمة إلى مواطنهم المصرية الحديثة، إلا أن موروثاتهم الشعبية لاتزال قائمة في وجدانهم الجمعي، وقارة في أعماق ذاكرتهم العامة، كفيلة بأن تمكنهم من تحقيق قدر كبير من الضبط والتحقيق والحفظ والتدقيق، بشكل لا يقل في قيمته عما يحظى به اشقاؤهم السعادي الذين يحظون بتواجد قوي في إقليم برقة، ولهذا فإننا نحيط الجميع علما أننا على استعداد تام لمساعدتهم في تحقيق ذلك بإذن الله تعالى، من أجل إغلاق الباب أمام كل من يحاول استغلال ذلك في النيل من تاريخهم أو العبث بأنسابهم.
والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل
الدكتور / عبدالغفار العبيدي السلمي

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس قبيلة الفوايد

---

rfhzg hgt,hd] su]h,dm hgHwg fvrh,dm hgl,'k