النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : جلاص

أبتدأ على بركة الله أولى مشاركاتي في هذا المنتدى الموقر و أسأل الله التوفيق تعتبر من أكبر التجمعات القبلية التونسية في النصف الأول من القرن 19 حيث فاق

  1. #1
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : جلاص

    أبتدأ على بركة الله أولى مشاركاتي في هذا المنتدى الموقر و أسأل الله التوفيق

    تعتبر من أكبر التجمعات القبلية التونسية في النصف الأول من القرن 19 حيث فاق عدد أفرادها 60 ألفا يتوزعون على ثلاثة برادع أولاد إيدير و أولاد خليفة و أولاد سنداسن التي استقرت ولا زالت في كل من معتمديات الشراردة وبوحجلة ونصرالله وحاجب العيون والشبيكة وحفوز والعلا في منطقة السباسب العليا التونسية حالياً ولاية القيروان كما هناك بعض الفروع من أولاد خليفة تستقر اليوم في معتمدية تكرونة (ولاية سوسة) ومعتمديات كل من جرادو والزريبة (ولاية زغوان) . و تضم هذه القبيلة، على غرار بقية القبائل، فروعا دخيلة و هي الكعوب و القوازين و مجموعات أخرى من الهمامة و نفات و الطرابلسية .
    تتوزع أغلب فروع جلاص قرب مدينة القيروان. و حسب وصف بيليسيي لمجال هذه القبيلة سنة 1846 : يستقر أولاد إيدير في شمال القيروان، وفي اتجاه الجنوب الغربي يتواجد أولاد سنداسن. أما الكعوب و القوازين فهم مستقرون خلف جبل وسلات، في حين يقطن أولاد خليفة شرق أولاد سنداسن في اتجاه جريان واد زرود.

    و هذه فكرة عن فروع جلاص حسب توثيق 1860/1884/1885 :

    أولاد إيدير حسب توثيق 1884
    1 الحاجي (عثمان – زرانة)
    2 بومثنانة (أوهيبات - أولاد حاج - أولاد مبارك - أولاد مقاديل - أولاد نصير - أولاد عاشور)
    3 شامخي (نحال - ساهلات - ظهار – عطايا)
    4 الرشين (راجح - بوغابة – رواجح)
    5 خاف الله
    6 قليب
    7 القاطرة (ذويب - مويسات – جهينات)
    8 سلحاوة (فرج الله - شراط - شريطية – رمضان)

    أولاد خليفة حسب توثيق 1860
    1 العجابنة
    2 العزازة (الفكة - الخبز - الخدايمية - أولاد بوحلس)
    3 البدارنة (عرفات - دوايرية - كوارطة - كرايمية - سلاتة – الصفر)
    4 البلاغتة (ذويبات - جوابر – شرامتية)
    5 بريكات (الكريشات - أولاد زايد)
    6 شباطرة
    7 فرجان
    8 فوايد
    9 المجابرة (عبابسية - حميدات - جبيلات - الجزيرة – ثريوات)
    10 مخاليف (أولاد عامر - الحدادة - أولاد بوضرع – روانة _ أولاد مسكين )
    11 مواغير (أولاد حاج - أولاد جميلة - أولاد طعم الله _ سوالم _ تمامة )

    أولاد سنداسٍن حسب توثيق 1885
    1 فضول
    2 هدايد (شوامق - عواطفية – فارسية)
    3 المحافيظ (أولاد بعيو - جراء - أولاد ضيف الله - أولاد غرسلة - أولاد عيساوي)
    4 أولاد محفوظ (أولاد علي بن سالم - أولاد سود - أولاد سعد الله)
    5 مسعود (عوايلية - بسيلات - جلايبة - جوامعية - المعيز - مخالفية - أولاد بكوش - أولاد عنان - أولاد براهيم – دبابشة)
    6 نفاتي (سعيد - شواربية - أولاد منصر - جويدات – قطاية)
    7 عامر
    8 شايب
    9 فضول
    10 زواتنية
    11 زايد
    12 خير (الطوال - نقاقصة - جريرات - أولاد عامر - أولاد علي بن خلف الله)

    و نلاحظ من خلال هذا العرض المفصل لفروع اتحادية جلاص تواجد قبيلة عربية قديمة هي جهينة و كذالك قبائل الكعوب من بنى عوف السليمية مثل أولاد المنتصر و أولاد كليب و من عرب بني سليم قبيلة الصعانين من أولاد أبو صعنونة من قبائل أولاد القوس السليمية و كذالك قبيلة أولاد مسكين او المساكنية وأولاد يعقوب من أولاد القوس السليمية وكذالك أولاد شامخ أو الشوامخ من هبيب السليمية و البدارنة من قبائل بني على من حصين السليمية و فروع من قبيلة الفرجان الهلالية و أولاد سباع من بني سعيد الريايحية و عرب من بني تميم أو التمامة
    إما القبائل البربرية المستعربة التي تمثل نواة قبيلة جلاص من لواتة ومنها جلاص أولاد سنداسن ( المحافيظ و النقاقزة و النقاقطة والطوال و الفضول ) و جلاص أولاد يدير ( العقابية و الوهيبات و المثانين و أولاد عاشور )
    و الوسلاتيه من هوارة وكذالك زعازعه أو أولاد زعازع من قبيلة قيصرون من بني ونيفن الهوارية و فطناسة


    و قد اختلف الباحثون و المؤرخون حول أصل جلاص ، فذهب "قانياج" إلى أنها من أصول عربية حجازية . كما أكدت المصلحة التاريخية لجيش البر الفرنسي على عدم وضوح أصلها بالقول أنه لم يقع الحسم في هذا الموضوع بصفة نهائية، و لكنها تبنت الرأي القائل بأن هذه القبيلة قدمت خلال القرن الأول هجري من مدينة جهينة الموجودة بين مكة و المدينة المنورة بالحجاز و هذا خلط كبير بين النواة الصلبة البربرية لاتحادية جلاص و بين بقايا المجموعات العربية التي اندمجت معهم و منهم بقايا قبيلة جهينة العربية النازلة بالقيروان منذ القرن الأول هجري

    بينما يؤكد Du Veryrier على الأصل البربري لهذه القبيلة و هو ما يؤكده أيضا بعض شيوخ جلاص ، فقد ذكر " بول دوماس" من خلال استجوابه لشيخين من فرع أولاد إيدير بحضور قايد جلاص الطاهر بن إبراهيم في أفريل 1910 ما يلي : نحن أولاد إيدير كنا منذ زمن بعيد أسياد هذا البلد نحن ننحدر من أصل بربري .. و جدنا البربري مدفون في خنقة زقلاس . و حسب أسطورة التأسيس فإن تسمية القبيلة بجلاص مصدرها كلمة "زقلاس" المشتقة من كلمتين بربريتين "زقا" أي صاح و "لاس" أي ابتعد و هرب ، و حصلت هذه التسمية ، حسب الأسطورة أيضا، خلال اصطدام القبيلة بجيوش الفاتحين العرب في القرن الأول هجري و هذه الروايات التي كثيرا ما تروج لها السلط الاستعمارية هي أقرب إلى اسطورة التكوين منها إلى الحقبقة

    و يرى محمد حسن أن أصولها بربرية بترية إذ أشار إلى أن قبائل ضريسة كانت تحيط بمدينة جلولا في القرن 11م ثم نزلت حولها قبائل الكعوب السليمية . كما ذكر البكري تواجد ضريسة قرب جلولا و ببلد البطمة و أجرّ القريبة من القيروان . و يضيف محمد حسن أن تسمية جلاص و جريصة لا تعدو أن تكون تحريفا لضريسة ، بحيث تحولت "ضراس" إلى جلاص و "ضريسة" إلى جريصة و هذا التفسير فيه الكثير من المبالغة لأن ضريسة شعب يضم كبرى القبائل البربرية مثل لمايا و مطماطة و زواغة و زوارة و مكناسة و زناتة و من المتفق عليه أن جلاص فرع من لواتة و هذه الأخيرة لا تنتمي إلى شعب ضريسة بل تنتمي إلى شعب لوا الأكبر

    و المرجح أن جلاص و إقليم جلاص هو تحالف قبلى ظهر بعد بن خلدون بشكله الكبير لأن قبل بن خلدون لم تكن جلاص سوى بطن و فرع من قبائل لواتة ( ارتحل جزء منهم مع قومهم لواتة إلى مصر في العهد الفاطمي و هم متواجدون إلى اليوم في الدلتا و الصعيد تحت مسمى إجلاص ) ثم تحالفوا مع قبائل العرب من الكعوب أكبر القبائل العربية السليمية ومعهم فروع أخرى من مختلف قبائل بني سليم العربية الكبرى مثل المساكنية و الصعانيين و أولاد يعقوب و أولاد المنتصر و الشراردة و أولاد عامر و أولاد زايد و معهم قبائل عربية من بني تميم و جهينة وأولاد سباع و أولاد شامخ من فزارة العربية كلها فروع من بطون قبلية مشهورة سكنت ارض بلاد لواتة غرب القيروان التى طغى عليها اسم جلاص و التي تغلبت و ترأست على لواتة و بمرور الزمن و نظرا للضعف و التفكك الذي حل بالقبائل العربية خاصة بعد سقوط الدولة الحفصية انصهر هؤلاء العرب مع جلاص ( بربر لواتة ) ليشكلوا في ما بعد اتحادية قبلية كبيرة في الوسط التونسي

    و رغم الاختلاف على أصل هذه القبيلة فإن المؤرخين أجمعوا على أهميتها و وزنها في الإيالة التونسية قبيل الاحتلال الفرنسي ، حيث اعتبرت من أكبر القبائل على الإطلاق (60 ألف نسمة ) في ذلك الوقت إلا أن هذه الهيمنة الديمغرافية فد تقلصت بحكم تأثير أوبئة 1867 و مجاعات 1868_1869 .
    و خلال الفترة الحسينية كانت من أهم القبائل المخزنية ، و بقيت وفية للأسرة الحسينية عند اندلاع الحرب الأهلية سنة 1740 بين حسين بن علي و علي باشا ، و شاركت في قمع الوسالتية المتمردين على سلطة البايات الحسينيين. و كانت في عداء متواصل مع القبائل الباشية مثل أولاد عيار و ماجر و الوسالتية .
    حظيت هذه القبيلة بمكانة مميزة لدى الباي حسين الذي اعتبر أن جلاص هم " الرأس" ، و هو دليل على دورها في توطيد حكم الحسينيين و تدعيم ركائزه . و تواصلت حظوتها لدى حمودة باشا الحسيني الذي استعان بأعيانها و شيوخها في إدارة ملكه.
    و رغم خضوعها للسلطة المركزية إلا أنها تسوس نفسها في المسائل الداخلية للقبيلة مثل الانتجاع و تحديد فترات الأشغال الفلاحية ، و كذلك إبرام معاهدات السلم و الهدنة مع القبائل الأخرى. فهذه القبيلة التي هيمنت على أرياف القيروان شديدة التماسك .

    و على إثر دخول القوات الفرنسية التراب التونسي فكت قبيلة جلاص الارتباط بالسلطة المركزية و رفضت دعوة محمد الصادق باي إلى الاستسلام للجيش الفرنسي دون مقاومة. فوحد حسين بن مسعي جميع عروش جلاص و عقد تحالفات مع الهمامة و أولاد سعيد و السواسي استعدادا لمواجهة الغزاة المحتلين. و تميز دور قبيلة جلاص في المقاومة المسلحة سنة 1881 بمظاهر عديدة أهمها محاربة المحتل في مناطق بعيدة عن مجالها مثل معركة القلعة الصغيرة، كذلك التنظيم المحكم لهذه المقاومة سواء على مستوى الاستعداد للحرب أو على مستوى التنفيذ.
    لقد ركز المقاومون في البداية على توحيد مختلف عروش القبيلة ثم توحدوا مع بعض القبائل المقاومة مثل الهمامة و السواسي. و بعد ذلك انتقلوا إلى تنفيذ عمليات عسكرية محدودة تهدف إلى الاستحواذ على الأسلحة من البروج العسكرية مثل برج حفيظ، و استولوا على عدد كبير من إبل الباي كانت ترعى بضواحي باردو. و من المعارك التي خاضها فرسان جلاص معركة مساكن في أكتوبر 1881 ثم معركة القلعة الصغيرة التي استشهد فيها القائد علي بن عمارة الجلاصي، كما حاولوا احتلال القيروان للدفاع عنها لكن تواطؤ القايد محمد المرابط لم يمكنهم من دخول المدينة بعد أن أغلق أبوابها في وجوههم. و بعد تلك الحادثة بثلاثة أيام استسلمت القيروان دون مقاومة للقوات الفرنسية بقيادة ايتيان. و قد فرضت حادثة سقوط المدينة الرمز في أكتوبر 1881 ضرورة تحالف جلاص مع الهمامة لتصدي للجيوش الفرنسية المتوغلة داخل البلاد و مواصلة المقاومة بقيادة علي بن ضو الهمامي الذي خير استعمال استراتجية حرب العصابات التي تنفذها مجموعات صغيرة تقوم بعمليات خاطفة و سريعة لإرباك العدو بدلا عن المواجهة المباشرة و ذلك نظرا للتفوق العسكري و التقني للجيش الفرنسي.
    و لكن بعد أن أحكمت القوات الفرنسية السيطرة على الوسط و سقوط مدينتي صفاقس و قابس، قررت معظم القبائل التونسية بعد انعقاد ميعاد الحامة الهجرة إلى طرابلس سنة 1882 و ذلك بعد أن تعذر على هذه القبائل مواصلة المقاومة. فهاجر أكثر من عشر سكان البلاد ( ما بين 140 ألف و 120 ألف نسمة ) و ينتمي جل المهاجرين إلى القبائل شبه البدوية و خاصة الهمامة و دريد و جلاص و أولاد سعيد و بني زيد و نفات و غيرهم من القبائل التي قاومت المحتل. و نشير هنا أن ما يعادل ربع عرش أولاد إيدير أي قرابة 3500 نسمة هاجروا إلى طرابلس، و قد قامت السلطات الاستعمارية بمصادرة أملاكهم و عقاراتهم. و بعد عودتهم سنة 1885 أجبرتهم على دفع غرامة مالية ثقيلة كتعويض على الحرب و التخلي عن المطالبة بالأراضي التي صادرتها مقابل منحهم الأمان.
    بقلم حاتم الضاوي

    المصادر
    (1) د. سالم لبيض: مجتمع القبيلة ص72/78
    (2) التهامي الهاني : قمودة تاريخها و أعلامها ص 65-72
    (3) محمد حسن : المدينة والبادية بافريقية في العهد الحقصي ج1 ص 222
    (4) Pellissier : Description de la Régence de Tunis p126/200
    (5) محمد علي الحباشي : العروش من النشأة إلى التقكيك ص 140
    (6) محمد علي الحباشي : عروش تونس ص 38 _ 39
    (7) د: محمد الحماص : الاستعمار الفرنسي و قبائل الوسط و الجنوب بالبلاد التونسية 1881-1950 ص 31/50-75
    (8) عمر البكوش : القيروان 1881-1939 من المقاومة المسلحة إلى المقاومة المنظمة ص 22-26



    jtwdg hglrhg td hgrfhzg , hguv,a hgj,ksdm : [ghw


  2. #2
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي

    [align=right][/align] المعذرة على الخطأ المطبعي بالنسبة لفرع أولاد خليفة رقم 6 الشطابرة و لبس الشباطرة

  3. #3
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : جندوبة

    جندوبة
    تعتبر أهم قبيلة بسهول مجردة الوسطى و تضم اثنى عشر عرشا منتشرين على ضفاف وادي مجردة و يمتد وطن جندوبة في الشمال إلى وادي غزالة و هو الحد الفاصل مع مجال خمير و يمتد جنوبا إلى بداية مرتفعات الكاف و تبرسق و هو سهل فسيح تعبره ثلاثة أودية و هي مجردة و ملاق و تاسة ، يشجع على تعاطي زراعة الحبوب و تربية الماشية فقد كانت هذه القبيلة تزود المحلة أثناء تنقلها لجمع المجبى ب 450 رأسا من غنم و ماعز و بقر و كذلك تزود معظم مناطق البلاد بمادتي القمح و الشعير و تعتبر من القبائل الميسورة
    و قد أثار تسمية جندوبة جدلا في أوساط الباحثين فهذا الاسم عرفت به سهول مجردة الوسطى منذ أحقاب من الزمن ويروي "جان دوبوا" في كتابه " تونس " عمن اتصل بهم أن هذا الاسم يعود إلى ستة قرون حيث يقول : ومعظم السكان يذهبون إلى أنهم من سلالة عربية مثل عرش جندوبة بمنطقة سوق الأربعاء و عرش هذيل فالأولون يقولون أنهم هناك منذ ستمائة سنة و الآخرون منذ ثلاثمائة سنة .
    وقد قام الأستاذ الطاهر مزي بتحقيق عن معنى اسم جندوبة نورد منه ما يلي : إن كلمة جندوبة تعني قبيلة كبيرة كانت تسكن هذه المنطقة كقبيلة ربيعة وحكيم و ورغه وهذيل و العواوضة و ربما كثرة عدد أفرادها هو الذي جعل اسمها يطغى ويسود هذه الجهة . وقد استند الأستاذ الطاهر مزي في تحقيقه إلى تقرير "إميل فيولار" عن عمل جندوبة سنة1904 الذي يقول فيه: ينتسب أغلب مواطني هذا العمل إلى قبيلة جندوبة الكبيرة ويسكن هؤلاء على ضفتي نهر مجردة شرقي الرقبة ويعدون تقريبا 8 آلاف نسمة وقد قدم الجنادبة من ضفاف النيل حوالي القرن الحادي عشر ميلادي أثناء الزحف الهلالي . و اعتمد كذلك على مراسلة للمؤرخ التونسي حسن حسني عبد الوهاب إلى بلدية سوق الأربعاء ليبرر تغير اسم المدينة سنة 1966 والتي ورد فيها:
    أما في العصر التركي يعني عصر الدايات و المراديين و البايات الحسينيين أي من القرن الحادي عشر للهجرة إلى الآن فان الجهة كانت لا تسمى إلا باسم جندوبة نسبة إلى بعض القبائل الهلالية التي استقرت بالناحية و استمرت على هذا التعريف إلى أن تأسست سوق الأربعاء في العهد الأخير، فخير الاستعمار أن يطلق عليها يوم السوق الأسبوعية وترك التعريف القديم.
    فيتبين من هذا التحقيق أن اسم جندوبة هو اسم لقبيلة عربية قدمت منذ زمن بعيد رغم الاختلاف فيه بين إميل فيولار و حسن حسني عبد الوهاب من المشرق العربي بحثا عن الكلأ والمرعى فاستهوتها سهول هذه المنطقة بخصوبتها و خضرة مراعيها ووفرة مياهها فاستقرت بها و استوطنتها ومما يجدر لفت النظر إليه أن اسم جندوبة موجود بليبيا ولكنه يطلق على منطقة ترابية توجد على حدود غريان وقد أورد ذلك أحمد الطاهر الزاوي في كتابه " معجم البلدان الليبية " ص 108 حيث قال:
    جندوبة اسم لأرض تقع على حدود غريان الجنوبية الغربية وهي موطن قبيلة الأصابعة .
    إذن جندوبة يطلق في تونس علي قبيلة وفي ليبيا على منطقة ترابية أو قرية ولا ندري حقا إن كانت تسمية جندوبة التونسيّة ناجمة عن هجرة من هذه القرية أم عن اتفاق بين اسمي الموضعين باللّغة البربريّة ولكن هذا لا يمنع من وجود صلة بين الاطلاقين هي : أن قبيلة الأصابعة العربية التي كانت تسكن أرض جندوبة بليبيا انتقل فخذ منها إلى هذه السهول بالشمال الغربي التونسي واستوطنه وعرف نفسه بموطنه المنحدر منه و هو جندوبة و أخذ هذا الاسم يشتهر حتى عرف به و بالتالي عرفت به المنطقة التي استوطنها.
    اختلف الباحثون و المؤرخون في أصل هذه القبيلة فمنهم من قال انها تنحدر من احدى قبائل الزحفة الهلالية كما بينا سابقا و بين ما ذهب إليه آخرون مثل المؤرخ محمد حسن و د. سالم لبيض
    فمحمد حسن يعتقد أن جندوبة قبيلة بربرية (مستبعدا انتماءها إلى القبائل الهلالية كما ذهب إلى ذلك ح. ح. عبد الوهاب و الكعاك و عمر السعيدي) تحمل نفس اسم قرية بجبل نفوسة ذكرت منذ القرن الثاني هجري، و قد نزلت هذه القبيلة بالسهول العليا لوادي مجردة (بمنطقة سوق الأربعاء)منذ الحقبة الموحدية / الحفصية هروبا من زحف القبائل الهلالية و هو نفس الرأي الذي ذهب إليه د. سالم لبيض الذي يعتبر جندوبة قبيلة بربرية طرابلسية كانت مستقرة بجبل يفرن وغريان . وتتوافق إحدى الروايات الشفوية مع هذا المعطى إذ يقول بعض الجنادبة أن أجدادهم استقروا أول الأمر في سهل خصب غربي البلاد الطرابلسية حدده بعضهم بجهة مصراتة ، ولكن المناوشات التي اندلعت بينهم بين بعض أجوارهم من القبائل، بسبب ما يعاب عليهم من العيث و الفساد، أجبرهم على الارتحال من ذلك المكان إلى بلاد افريقية حيث وجدوا في منطقة وادي مجردة سهلا شبيها بالذي كان لهم فاستوطنوه و سمي باسمهم
    و يضيف محمد حسن أنه ابتداء من العصر الموحدي / الحفصي كثر استعمال نسبة " الجندوبي " في المصادر، فقد ورد ذكر جابر الجندوبي في القرن السادس هجري و في القرن الموالي ذكر يعقوب بن سعيد الجندوبي.
    و حسب الأسطورة التي روجت لها السلط الاستعمارية أن سيدي عبيد جاء من فاس في القرن 14م مع أبنائه علي و عمارة و عياد برفقة عبد له يسمى "دوبة" أصابه جنون فقيل "جن دوبة" .
    و يفضل الأحفاد المنحدرين من الجد المؤسس سيدي عبيد تسميتهم باسم جدهم فتفرع عنهم:
    أولاد سيدي عبيد الحجاج و أولاد سيدي عبيد العمارة و أولاد سيدي عبيد العيايدة و منهم العلماء و الأغنياء
    بينما تفرع عن دوبة
    الريابنة و أولاد بوسليمى و النغامشة ومنهم الجهال و الفقراء و لهذا يحتقر الثالوث الأول الثالوث الثاني
    و في الواقع ينتسب الريابنة إلى طرابلس و الجريد، ويجمع بين أولاد بوسليمي اختلاف الأصل ففيهم الحوالية من ماجر و السعايدية من أولاد سعيد و الوسالتية من جبل وسلات وجميعهم قدم إلى جندوبة بسبب مطاردة البايات لهم.
    و اعتبارا لخصوبة الأرض استقرت مجموعات قبلية أخرى منذ انتفاضة علي بن غذاهم سنة 1864 بالمجال القبلي للجنادبة و تعايشت معهم بسلام. نذكر منهم الغرابة من الجزائر بما فيهم الزواوة من منطقة القبايل و الطراخنة ، بنو بشر من السواسي الوافدون من جهة الجم و المعارف من أولاد سعيد ، الهمامة و الحوامد من الجريد ، الأعشاش و منهم الماغرني و أولاد إبراهيم من الجزائر، الجواودة من قلعة السنان، الدريدية الذين هجروا إلى قسنطينة في بداية ق17م، ثمّ استرجعهم حمّودة باي في أواسط القرن واستعملهم هو وغيره عساكر في المحلّة لجمع المجبى. ومن الجماعات المنضمّة إلى عروش جندوبة بعد الدريدية أولاد سيدي عبيد الصّوابة. وكان هؤلاء من جهة قسنطينة ، ومن تلك الجماعات أيضا أولاد مرزوق من ماجر، شارن من تاجروين .

    تتفرع قبيلة جندوبة إلى العروش التالية :
    العيايدة _ أولاد سيدي عبيد الحجاج _ أولاد سيدي عبيد عمارة _ الطواهرية _ الحوامد _ الريابنة _ الغرابة _ الطراخنة _ المعاريف _ النغامشة _ أولاد بو سليمى _ الأعشاش
    و انضم إليهم فروع من دريد و هي : بني رزق _ أولاد عرفة _ تيساوة _ أولاد مناع _ أولاد جوين كما نجد لقب الإينوبلي في جندوبة
    و يعود العبدة في جندوبة إلى أولاد سيدي عبيد المتواجدين على كامل الشريط الغربي للحدود التونسية بالوسط الغربي( مجال الفراشيش ) و الجنوب الغربي ( مجال الهمامة ) و هم أولاد سيدي عبيد الحمادي المقيمين بتونس و من جهة الجزائر في جنوب مدينة تبسة ( مجال النمامشة ) و شمالها ( مجال أولاد سيدي يحي بن طالب ) و هم أولاد سيدي عبيد عبد الملك المقيمين بالجزائر . و يتوزع العبدة في جندوبة على عدة تجمعات سكنية منها سيدي مسكين و سوق السبت و الخضراء و حسب الروايات المحلية تعود هذه المجموعات إلى عبدة الكريب المقيمين ببرج المسعودي غرب الكريب
    و يعود هذا التنوع و التمازج إلى أن فضاء جندوبة كان يعاني منذ عدة قرون من قلة الحضور البشري رغم خصوبة الأرض و توفر المياه و المراعي فكان فضاء جاذبا و متقبلا للفائض السكاني من المناطق الأخرى و من الجزائر و قد شجع هذا الفراغ السكان على الاستقرار و امتلاك الأراضي دون معارضة القبائل التي جاءت منذ فترة أقدم و التي حددت مجالها دون أن تكون رافضة لتوطن عناصر جاءت من بعدها و ليست لها علاقات دموية أو علاقات مصالح و هذه الميزة الفريدة لا تتوفر لدى قبائل الوسط و الجنوب التي كانت ترفض رفضا قاطعا توطن قبائل أخرى و امتلاك و لو جزء بسيط من أراضيها
    عرف الجنادبة بولائهم لسلطة البايات، بل إن بعضهم كانوا مخزنيين وفّروا المزارقية لدولة البايات الحسينيين مثل الطراخنة (الذين نجد ضمنهم عائلة بن بشر التي تولى بعض أفرادها وظائف إدارية و عسكرية في القرن 19 ) و كانوا يعتمدون علي قبيلتي جندوبة و أولاد بوسالم في إعانة المحلة على استخلاص الجباية من القبائل المتمردة مثل الخزارة و وشتاتة و المراسن و أولاد عيار الذين كثيرا ما يمتنعون عن دفع أداء العشر . و هي من القبائل القليلة التي رفضت الانضمام إلى علي بن غذاهم مما جعلها عرضة لغارات القبائل المجاورة. فقد كتب مشائخهم إلى محمد الصادق باي "أن عرش جندوبة صرنا كبقعة بيضاء في رأس بقر أكحل بين الأعراش قبلة و جوفا و غربا على عدم مخالفة الدولة العلية " و هدد علي بن غذاهم في كتاب بعثه إلى عروش جندوبة بالقدوم إليهم في أربعة آلاف فارس إن لم يمتنعوا عن أداء المجبى و داعيا إياهم للانضمام إلى أتباعه من ماجر و الفراشيش و ونيفة .
    إن الولاء للسلطة المركزية و الخوف من غارات سكان الجبال و سيطرة الطرق الدينية و اعتماد الفلاحة على زراعة الحبوب قد ساهم في ترسيخ ثقافة الخضوع للسلطة و عدم المبادرة لدى الجنادبة . و كذلك الاحتياطات التي اتخذتها القوات الفرنسية بمحاصرة المناطق الجبلية من كل النواحي و منع أي محاولة التحام بين قبائل الجبال و سكان السهول ساهمت في عزل الجنادبة و عدم انضمامهم إلى مقاومة أهالي الجبال و الوسط و الجنوب رغم محاولة علي بن عمار جرهم إلى صفوف و دعوته لهم للالتحاق بأنصاره في السرس . بل كانوا على استعداد لمحاربته لو نفذ وعيده تجاههم بمعاقبتهم و نهب أرزاقهم و قد انضموا إلى كتيبة الجيش الفرنسي المتمركزة بسوق الأربعاء و أصبحوا تحت إمرة قائدها و قاموا بدور كبير في تأمين قسم من السكة الحديدية بين سوق الخميس و غارديماو و كان عدد الذين انضموا إلى الجيش الفرنسي 180 فارسا و 300 من المشاة كما قامت مجموعات من جندوبة بنهب دوار أولاد سيدي عبيد صوابة الذين انضموا إلى المقاومة التي أعلنها علي بن خليفة النفاتي و التحقوا به في القيروان كما عاقبوا رجلين بتهمة مد علي بن عمار بمعلومات حول الجيش الفرنسي بسوق الأربعاء
    بقلم حاتم الضاوي
    المصادر
    • محمد حسن : المدينة و البادية بإفريقية في العهد الحفصي ج1 ص204/205
    • د. سالم لبيض : مجتمع القبيلة ص90
    • علي الطيب : مجال جندوبة و مكثر – سليانة التحولات الاجتماعية و الاقتصادية ( 1860-1956 ) ص20-22 / 50-51 / 66/68
    • الأزهر الماجري : القبيلة الولائية و الاستعمار _ أولاد سيدي عبيد و الاستعمار الفرنسي في الجزائر و تونس 1830-1890 ص 228-229
    • محمد علي الحباشي : العروش من النشأة إل التفكيك ص 128/129
    • محمد علي الحباشي : عروش تونس ص 13
    • أحمد الحمروني : الشمال الغربي التونسي ص 175
    • أحمد الحمروني : معجم المدائن التونسية ص 57/58 /59
    • عمر السعيدي : Le peuplement de la haute vallée de la Medjerda :in R.T.S.S , vol 12, N° 40-43, 1975, p 185-241
    • أحمد الحمروني : جهة جندوبة _ مدائن ة أعلام و مواضيع ص 26-31
    • عبد الحميد الهلالي : جندوبة 1881-1956 علاقة الحركة الوطنية بالأرياف ص 37-41 / 70-78
    • بيت الحكمة : الموسوعة التونسية الجزء الأول ص 552-553

  4. #4
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : بجاوة

    بجاوة
    تصنف ضمن القبائل الجبالية التي استقرت بالمرتفعات و بسهل وادي جومين الذي يفصل بين قبيلتي بجاوة و هذيل محافظين على ملامحهم و عاداتهم البربرية المميزة و لهجتهم البجاوية القريبة من اللهجة القبايلية مع اختلاف بسيط
    و يحدد المستكشف الفرنسي Pellissier بعض القبائل المجاورة لبجاوة في منتصف القرن 19 بين باجة و تاهنت نجد على الشمال هذيل وعلى اليمين الكعوب و أولاد صولة و أولاد منديل ( وهي عروش رقيقة من بقايا أولاد بالليل الكعبيين ) و تمثل أكبر قاعدة بشرية لقيادة ماطر
    ينسبها Pellegrin إلى قبيلة "بوجاوة" أصيلة القبائل الجزائرية بجهة بجاية وحول أصل بجاوة يبدو أن الأوائل قدموا من مدينة بجاية في زمن غير محدد وتعود تسمية مدينة بجاية إلى اسم القبيلة "بجاية" الصنهاجية المتواجدة في المناطق الجبلية قرب وادي الصومام ولها منفذ مأمون على البحر و قرب مرسى قديم لهذه القبيلة بنى الناصر بن علناس الحمادي مدينة سمّاها الناصريّة سنة 1068 م، و لكن اسم القبيلة "بجاية" بقي شائعا و غالبا على المدينة الناصر ومن الملاحظ أن هذه القبيلة كانت مستقرّة بقرية صغيرة وحسب ما ذكر البكري أن بجاية كانت قرية صغيرة قبيل بنائها من قِبل الناصر بن علناس و حول هذا الموضوع يقول صالح بعيزيق " بحثت السلطة الحمّادية ( المنحدرة من صنهاجة) عند اختيارها لموقع مدينة بجاية حين أرادت تأسيسها سنة 1068 م عن وسط قبلي هادئ أو على الأقل قابل للانصياع لاسيما و أنها فرّت من الضّغط الذي مارسته عليها قبائل بني هلال و اختارت أن تنزل وسط قبيلة بجاية الصنهاجيّة "
    و يبدو أن قبيلة بجاية قد تكون في العهد الحفصي اندمجت تماما في المدينة و البعض منهم بقي متفرّقا بين قبائل البربر حتى أيام ابن خلدون في القرن 14م
    و يقول الدكتور موسى لقبال " يظهر أن رهطا من بجاية هاجروا إلى افريقية لأننا نلاحظ في الشمال التونسي اسم "بجاوة" و ينسب إليها الكثير من النّبهاء في عصرنا و النسبة إليها كالنسبة إلى بجاية "بجاوي" وعلى ذلك إن صحّت نستها إلى بجاية الأم في المغرب الأوسط تكون هي (أي قبيلة بجاوة) و اسم مدينة بجاية آخر ما تبقّى من صنهاجة العتيدة"
    و ذكر ابن خلدون في سياق الصراعات العربية / البربرية أن مدينة بجاية أو الناصرة كانت تعمرها مجموعات قبلية بربرية متصاهرة و منصهرة في بعضها اضطروا إلى النزوح من بجاية إبان توسع القبائل الهلالية في المنطقة وتوجهوا نحو الشرق في اتجاه افريقية و لكن هذا لا يستقيم منطقيا لأنه إذا فرت هذه القبائل البربرية من وجه الهجمة العربية الهلالية بمنطقة بجاية و توجهوا نحو افريقية فسيصطدمون حتما بالقبائل العربية الهلالية و السليمية المتغلبة على البلاد في تلك الفترة
    والأرجح أن بجاوة هي تجمع لشتات القبائل البربرية الكتامية و منها زواوة قدموا إلى افريقية في أوائل القرن 16 م هروبا من الفوضى و انخرام الأمن الذي حل بمنطقة القبايل أثناء الصراع الاسباني / العثماني على الجزائر و خاصة بعد سقوط بجاية في سنة 1510 م على يد الاسبان و المجزرة التي ارتكبوها في حق الأهالي العزل حيث قتلوا أكثر من أربعة آلاف مسلم و مسلمة بعد استشهاد جنود الحامية عن آخرهم جراء القصف المدفعي العنيف و بذلك فقدت الدولة الزيانية أكبر معاقلها في الشرق الجزائري قبل أن تسقط نهائيا سنة 1554 م . و كان لهذا الحدث و ما تلاه من فوضى نتيجة الصراع المتواصل بين الاسبان و الأخوين عروج و خير الدين بربروس المدعومين من العثمانيين على بجاية و منطقة القبايل عموما ، تداعيات على بعض سكان القرى التي آثرت الرحيل و التوجه نحو أماكن أكثر أمنا فكانت تونس محط ترحالهم و التي كانت آمنة نسبيا في تلك الفترة مقارنة ببقية بلدان المغرب العربي و كانت كذلك الوجهة الطبيعية للجوء سكان الشرق الجزائري أثناء الحروب و الشدائد. حطت هذه المجموعات في أول المطاف بمنطقة باجة ثم انتقلت تحت ضغط القبائل المحلية و خاصة عرب أولاد بليل إلى مرتفعات جومين و استقرت هناك في نهاية العهد الحفصي و في العهد العثماني و بالتحديد في الفترة المرادية التي شهدت حملة عسكرية كبيرة على القبائل العربية المتغلبة على شمال البلاد و كسر شوكتهم تمكن الغرابة ( أي القادمين من الغرب ) من فرض سيطرتهم على السهول المحيطة بمرتفعات جهة ماطر كسهل وادي جومين و سهول بحيرة ماطر و سهول طبربة و انتسبوا كلهم إلى مدينة بجاية و النسبة إليها " بجاوي " فسمي هذا التجمع بعرش بجاوة، لذلك لا نعثر لها على ذكر قبل تلك الفترة فأول ذكر ل"بجاوة" ورد في مؤلف "المشروع الملكي في سلطنة أولاد علي التركي" لمحمد الصغير بن يوسف (الذي أرّخ لبداية حكم الأسرة الحسينية) و كان يسميهم تارة بجاوة و تارة "الغرابة" وهي تسمية تطلق على كل القادمين من الغرب وخاصة من الجزائر

    تنقسم قبيلة بجاوة إلى إثنى عشر فرعا و هي :
    بني مزّي _ بني سليمان _ بني عبد الجبّار _ بني مليكة _ بني يرمان _ بني عبد العزيز _ بني تيزي _ بني ميمون _ بني عيسى _ بني مسعود _ بني إسماعيل _ بني وهجان
    و انضم إليهم مجموعات قبلية أخرى مثل الكعوب و الوسالتية و التاهنتية ( من رياح قدموا من الشمال الغربي ) و الملالة و طياش ( بقايا أولاد بليل )

    و ذكر محمد الصغير بن يوسف خلال الفتنة التي قامت بين حسين بن علي(1705/1735) وابن أخيه علي باشا (1735/1756) الغرابة و يسمون "بجاوة" يقودهم علي بن سعيد وكان أيضا شيخا لمدينة ماطر و كانوا مستقرين في جهة ماطر أواسط القرن18م وقد وقع ترحيلهم قسرا إلى جهة بنزرت وذلك لكثرة غاراتهم على المناطق المجاورة وخاصة قبيلة هذيل التي كانت تخاف منهم لتعودهم الإغارة عليهم و على مواشيهم و يذكر أيضا أنه نظرا لامتلاكهم كمية وافرة من البارود كانوا يقومون بغارات على المناطق المجاورة لهم ففرض عليهم محمد الرشيد بن حسين ( 1756 – 1759 ) تغيير موطن إقامتهم و الانتقال إلى نواحي بنزرت و رغم محاولتهم استرضاء الباي بخمسين ألف ريال مقابل إبقائهم في موطنهم الأصلي فقد اضطروا إلى الانتقال إلى بنزرت في البداية العساكر ثم لحقت بهم عائلاتهم ومع ذلك لم يتخلوا عن تنظيم غاراتهم خاصة على سكان هذيل من مستقرهم الجديد ويبدو أنهم عادوا إلى موطنهم الأصلي بجهة ماطر وجومين في فترة حكم علي باي ( 1759 – 1782 ) الذي تقرب إليهم و حاول استمالتهم لصفه اتقاء لشرهم و لتدعيم سلطته في منطقة بنزرت و ماطر
    اشتهر البجاوية بشدة البأس و بامتلاك الأسلحة النارية الحديثة في تلك الفترة و بخبرتهم في صناعة البارود و كانت علاقتهم بالقبائل المجاورة علاقة متوترة و صدامية . فخلال النصف الثاني من القرن 18 م دخلت بجاوة في صراع مستمر مع القبائل المجاورة و خاصة هذيل و مقعد اللذين كونا حلفا للتصدي للقوة المتنامية للبجاوية حتى أن السلطة المركزية نفسها كانت تهابها و من ذلك رفع الباي ذاته سنجق زاوية سيدي البشير( هو عبد الله بن عبد الرحمان السعدي الونيسي المشيشي قدم إلى تونس من جبال زواوة ببجاية بعد وفاة عمه سيدي الونيسي و كان عالما و مدرسا بجامع الزيتونة و تتلمذ على يده أحمد بن أبي الضياف و الكثير من العلماء و كانت له خلوة بقرب جامع سيدي البشير الحالي، توفي بتونس في 12 ماي 1827 م ) الذي تتقرب إليه بجاوة و زواوة إضافة إلى إقطاعهم للعديد من الهناشير و إعفائهم من الضرائب
    كانت بجاوة من القبائل القوية في منطقة ماطر و ما يؤكد ذلك هو أنه عقب الإغارة على ماطر و التحرش بقايدها محمد العبدلي، عوض أن ينصف الباي عامله قايد ماطر الذي تطاولت عليه بجاوة بتحريض من قايدها حسن المرابط ، زكى صنيع بجاوة و ذلك بخلع قايد ماطر و تعيين حسن المرابط قايد على ماطر و بجاوة معا و بذلك نجحت بجاوة في فرض إرادتها على الباي نفسه طابعة تاريخ الجهة خلال القرنين 18 و 19 بفرض سيطرتها على العروش المجاورة و تحدي السلطة المركزية من خلال فرض إرادتها بالقوة و الامتناع عن دفع الضرائب في تناغم و اتفاق تام مع مشائخهم و قيادها . و من مظاهر تحدي السلطة المركزية انتفضت بجاوة في وجه السلطة في ماطر بزعامة عبد الرحمان أقوطال و ذلك سنة 1837
    و في القرن19م انفصلت بجاوة عن زواوة و كونوا "وجق الغرابة" الخاص بهم و كاهيته يسمى محمد أوضاحي الذي كان في نفس الوقت خليفة بنزرت وبعكس زواوة و الحنفيّة الذين لم يكونوا مكلّفين بمهام عسكرية في أوقات السلم فقد كان الغرابة (بجاوة) يساهمون في حراسة بنزرت أثناء الليل و من الملاحظ أنهم لم يؤمروا بالتوجه إلى الحاضرة (تونس) سوى مرة واحدة في انتفاضة علي بن غذاهم و كان ذلك سنة 1864 م وكعسكر يكون جلّهم معفى من أداء ضريبة المجبى لذلك كانت مشاركتهم ضئيلة في انتفاضة 1864 ولكن كانت لهم مساهمة فعّالة في مقاومة المستعمر الفرنسي كما تشير إلى ذلك دراسة قامت بها مصلحة الاستعلامات لجيش الاحتلال سنة 1885 تحت عنوان "احتلال البلاد التونسية 1881/1883 " فقد التحق متطوعون من بجاوة وهذيل و جزء من سكان ماطر بقبيلة مقعد في 12 ماي 1881 و انتشروا في سهل ماطر و لم تتمكن قوات الاحتلال من القضاء نهائيا على مقاومة هذه القبائل إلاّ في بداية شهر جوان
    بقلم حاتم الضاوي


    المصادر
    • Pellissier : Description de la Régence de Tunis p37
    • PELLEGRIN :Essai sur les noms de lieus d’Algérie et de Tunisie P :102
    • الشيخ الصغير بن يوسف : المشروع الملكي في سلطة أولاد علي التركي المجلد الرابع ص 192-195 / 222
    • محمد الأزهر الغربي : المجال في المغارب بين التاريخ و الذاكرة ص 59_66
    • محمد علي الحبّاشي : العروش من النشأة إلى التفكيك ص126
    • محمد علي الحباشي : عروش تونس ص 33
    • د- موسى لقبال : دور كتامة في تاريخ الخلافة الفاطمية ص 88
    • البكري : المسالك و الممالك ج2 ص 757
    • صالح بعيزيق : الاندماج القبلي في مجتمع المدينة – المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية عدد127 سنة 2004 ص123/117
    • فوزي المزوغي : عمل بنزرت قبيل الاحتلال 1855/1881 ص79 و 113
    • علي المحجوبي : انتصاب الحماية الفرنسية بتونس ص 47
    • Mohamed Seghir Ben Youssef : Chronique Tunisienne p 434-436 / 454-455

  5. #5
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : المعاوين

    المعاوين
    ينتسب المعاوين إلى الأشراف وينحدرون من جدهم الأعلى " سيدي معاوية الشارف " الذي ينحدر من ذرية علي بن أبي طالب و فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم , قدم من المغرب من الساقية الحمراء في النصف الثاني من القرن 15 م واستقر بالدخلة شمال شرقي منزل تميم . و في رواية أخرى تقول أن أحد العلويين قدم من مكة المكرمة في حدود سنة 430 هجري، و أنه نزل بالدخلة فنسبت بالتالي لأحد أسلافهم الأولين و هو الشيخ معاوية الشارف .
    وقد اعترفت السلطة العثمانية بصحة هذا النسب استنادا إلى وثيقة " شجرة النسب " التي يحتفظ بها المعاوين والتي كانوا يستظهرون بها لدى بايات تونس ثم السلطة الاستعمارية الفرنسية، كما كانوا يرسلونها إلى نقيب الأشراف بتونس لإمضائها اعترافا بصحتها ( و حسب قولهم كذلك كانت ترسل إلى المغرب الأقصى كل 5 سنوات حتى يتم إمضاؤها من قبل ملك المغرب باعتباره علويا و الأشراف من أتباعه ) لكي يحافظوا على المكاسب المتحصل عليها ولاسيما الإعفاء من دفع مختلف أنواع المجبى ومن الخدمة العسكرية و إقطاعهم لأراضي فلاحية شاسعة في كامل الوطن القبلي .
    استقر المعاوين بالوطن القبلي وبالتحديد ب"دخلة المعاوين " وتضم مجموعة من القرى تقع كلها في الممر الواقع بين جبل سيدي عبد الرحمان شمالا والبحر جنوبا و تتشكل ضمن مجموعات جغرافية و سلالية تعرف بتسميات محلية و كل مجموعة تنتسب إلى جد مؤسس و يكون بمثابة الجد الجامع لأهالي القرية الواحدة أما " سيدي معاوية الشارف " فهو الجد الجامع لكل القرى و بالتالي فإن انتماءهم للأشراف العلويين هو انتماء دموي سلالي .
    1) المجموعة الغربية تعرف ب" زوي قطع الواد " وهي القرى الواقعة غرب وادي لبنة أحد أهم الأودية بالوطن القبلي والقرى هي فرتونة – سيدي بو علي – زاوية الجبالي – الرويقات – داموس الحاجة – أم ذويل – بئر مسعودة – القرشين – تافلون – بلياس – طبق – المعيصرة – المنقوب وتنتسب جلها لجد واحد وهو "سيدي معاوية المجدوب" دفين فرتونة من سلالة معاوية الشارف
    2) المجموعة الشرقية تضم قرى المعاوين الواقعة شمال منزل تميم و شمال قليبية و القرى هي الصقالبة – داموس الخرابشية – زاوية سيدي حميدة – آزمور – كاف شامي - سيدي عبد المنعم – القارسولين – تازغران – تافخسيت – زاوية الشعبان وينتسب سكان كل قرية منها إلى جد مؤسس تلتقي القرابة بينهم عند الجد الأعلى " معاوية الشارف "
    3) قرى منزل حر وهي تجمع قروي مستقل
    وقد احتكرت بعض القرى إدارة شؤون القبيلة بينما نجد القرى المعاوية الأخرى غائبة عن الساحة
    _ احتكرت قرية الصقالبة ( وخاصة عائلة بالرحومة ) منصب نائب أشراف دخلة المعاوين منذ بداية القرن 18م حتى إلغاء هذه الوظيفة سنة 1957
    _ احتكرت قرية منزل حر ( وخاصة عائلة بن علية ) منصب القضاء المحلي لمختلف النزاعات لقرى المعاوين مدة ثلاث قرون
    _ احتكرت قرية أم ذويل ( وخاصة عائلة الشاوش ) مشيخة 11 قرية تابعة للمعاوين قرابة القرنين من الزمن
    و قد شكلت هذه العائلات المتنفذة ما يسمى بجماعة المعاوين أو جبهة المعاوين و يعرفون لدى البايات ب" وفد المعاوين " و ب " أسياد الدخلة "
    ويعتبر المعاوين مرابطون أولاد زوايا و يلبسون العمامة الخضراء علامة على شرف أصلهم كبقية أشراف تونس المعترف بهم ، تولوا تعهد ونشر الدين الإسلامي عبر مختلف المؤسسات الدينية كالزوايا و المدارس القرآنية والمساجد إضافة إلى إيواء الطلبة الجوالة الوافدين على المنطقة من مختلف جهات البلاد والمغرب والجزائر وطرابلس و لعبوا أيضا دورا مهما في فض النزعات القبلية خاصة بين أولاد أمحمد و سكان المدن كقليبية و منزل تميم ، كما تولوا المساهمة في تجهيز وفد الحجيج وقد ذكر محمد لصرم وفيكتور سريس في chronique Tunisienne ص417 أن تسميتهم الحقيقية ليست المعاوين بل المعاونين لأنهم عاونوا السلطة الحفصية في حماية السواحل الغير المحصنة ضد الغزو المسيحي وكان الحجاج يحطون رحالهم في المواقع التي يحرسونها وهو ما أكسبهم شهرة لدى القبائل الأخرى و السلطة ... واعتبرت زوايا المعاوين فضاء حرما يلتجئ إليه كل فار من القصاص أو هارب من العدالة وقد التجأ إليها عدد من علماء العاصمة وأعيانها عند اندلاع الفتنة الباشية – الحسينية ( خاصة أتباع حسين بن علي هربا من انتقام علي باشا )
    ورغم النفوذ و السيادة التي مارسها المعاوين على الفضاء الجغرافي المسمى بالدخلة إلا أنهم تقاسموه مع مجموعات أخرى محلية ذات طابع ريفي وهم أولاد الحجري و أولاد أمحمد إلى جانب المدن الثلاث منزل تميم و قربة و قليبية،
    بقلم حاتم الضاوي

    المصادر :
    · عروسية بن صميدة : دخلة المعاوين المجال الجغرافي و نسب الشرفاء _ المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية عدد127 سنة 2004 _ ص171_184
    · بن خوجة (أحمد): كيف انتشر الشرف بإفريقية؟ ومتى ظهرت خطة نقيب الأشراف بتونس؟ المجلة الزيتونية، ماي، جوان، 1938
    · محمد علي الحباشي : العروش من النشأة إلى التفكيك ص 141
    · محمد علي الحباشي : عروش تونس ص22_23 / 42_44
    · Mohamed Seghir Ben Youssef : Chronique Tunisienne p 417

  6. #6
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : ورغمة

    ورغمة
    تتكون اتحادية ورغمة من مجموعة من القبائل تمتد أراضيها من المنطقة المعروفة بخط مارث وصولا إلى الحدود التونسية الطرابلسية. كانت تعد في أواسط القرن 19 حسب تقديرات "مارتال" 40 ألف نسمة . يعتمد اقتصادها على تربية الماشية و الإبل و غراسة الزياتين بمنطقة جرجيس .
    و تشير المصادر القديمة إلى قبيلة أو تجمع " الأُوْغِمِّي" أو "آغَرْمِي" الشبه المستقرة و المتمردة ضد الهيمنة الرومانية في المناطق الممتدة بين جبل دمر و أراضي الأعراض و هو نفس مجال ورغمة المعاصرين الذين حافظوا نسبيا على مواطن استقرارهم و انتجاعهم منذ عدة قرون قبل الإسلام و إلى حد اليوم . كما أشار إليها ابن حوقل في قائمته تحت تسمية " ورجمة " وكان ابن خلدون أول من نسبها إلى دمر إذ قال "ومن بطون إيدمر هؤلاء بنو ورغمة و هم لهذا العهد مع قوهم بجبال طرابلس "، و في مطلع القرن 14م أصبحت إحدى قصور جبل دمر" غمراسن " تنسب إليه. و هم على مذهب النكارة الخوارج حسب إشارة التيجاني . و مما هو ثابت أن القبائل المكونة لحلف ورغمة هم من زناتة في الغالب و هي :
    _ الخزور : نسبة إلى بني خزر و هم بطن من دمر الزناتية
    _ التوازين : نسبة إلى توزين
    _ الودارنة : نسبة إلى وارديرن من بني دمر
    _ عكارة : وهي تنحدر من زناتة مباشرة
    و كان نفوذ ورغمة الزناتية يمتد على كامل ربوع قايس قيل أن تزحزحها قبائل الزحفة الهلالية خاصة رياح و جشم الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على الأراضي التي تخيم بها ورغمة البربرية التي أجبرت على الانزواء في المرتفعات الجبلية بدمر و القصور و في أواسط القرن 15 م تمكن أولاد دباب السليميون برئاسة المحاميد من إزاحة رياح و جشم إلى الشمال و الغرب و السيطرة على السهل
    فانحسر وجود هذه البطون الزناتية في الجبال حيث سكنوا قصورا منيعة مثل قصر زناتة ( بني في سنة 475 هجري ) و ظل البدو مسيطرين على سكان الجبل . و ابتداء من القرن 14 م بدأت القبائل البربرية المتبقية و المستقرة بجبل دمر و مطماطة تجمع شتاتها و تدعم وحدتها بعد أن تعربت و فرطت في مذهبها الإباضي و كونت تدريجيا حلف ورغمة الذي برز في القرن 16م و تمكنت بقيادة الودارنة التي تزعمت حركة الاسترداد ، من التغلب على السهل و النزول من الجبل. فانتزع الودارنة مجال أولاد يعقوب الذين اضطروا إلى التوغل في الصحراء ، و انتزع التوازين مجال الحزم الذين اجبروا على الانتقال في اتجاه الشمال ، و تمكن العكارة من إجلاء النوايل من جرجيس و دفعهم إلى جنوب البيبان . فأصبحت المنطقة الواقعة بين جبال مطماطة جنوبي قابس و الحدود الطرابلسية تحت السيطرة الكاملة لاتحادية ورغمة منذ القرن 17 في شبه استقلال كامل عن السلطة المركزية ، فضبطت قوانين "العرفية" و قوانين "الشرطية" لتحكم علاقتها ببعضها و تسير شؤونها اليومية في الاجتماع و الاختلاف .
    تشكل هذا الاتحاد تقريبا في القرن 16 بتحالف واسع بين المجموعات المتواجدة في الفضاء الكائن بين البحر و الصحراء و سيطرت "إتحادية" ورغمّة على المناطق الممتدة من وادي الزاس (خط مارث) جنوبي مدينة قابس إلى حدود ليبيا الحالية، بفضاءاته الأربعة: سلسلة جبال دمر، سهل الجفارة، الظاهر، السواحل (جزيرة جربة؛ جرجيس) و جمع مجموعات ذات أصول بربرية و هي النواة التي اندمجت و انصهرت فيها مجموعات ذات أصول عربية سليمية و مجموعات ذات أصول إدريسية مرابطية وانصهر وافدها مع أصيلها في اتحادية كبيرة استطاعت أن تكوّن لنفسها رصيدا من رأسمال رمزي جماعي أنتج مصالح مشتركة تتحرك بمقتضاها في ذلك الفضاء الجغرافي الكبير ، وتتصدى به للقبائل المجاورة ، وتستعمل اسمه في مخاطبة السلطة المركزية في كثير من مراسلاته لها. وقد استمر استعمال الاسم الجامع لذلك التنوع من البطون والقبائل إلى حدود الاستقلال، بل وأعطت اسمها لكامل المنطقة، ما حدا بالمستكشفين الفرنسيين في العهد الاستعماري إلى إطلاق تسمية "كنفدرالية ورغمّة" عليها، و اتخذوا في الأول من غمراسن عاصمة لهم قبل أن تتخذ ورغمّة لها – لاحقا - (قصر مدنين) مركزا لها يتوسط مختلف القبائل ، وتمارس فيه نشاطاتها المتعلقة بالكنفدرالية في مجمله، وتخزن فيه ثرواتها الأساسية.. و رغم أن هذه المجموعات لها أصول إثنية مختلفة إلا أنها تجمعت لتواجه مصيرا مشتركا و هو الدفاع و التصدي لاعتداءات القبائل المجاورة مثل بني زيد و خاصة القبائل الطرابلسية مثل النوايل و المحاميد و زوارة و هو ما ساهم مساهمة فعالة في توحيد قبائل ورغمة و مع مرور الزمن ساد لديها اعتقاد بأنها تنحدر من أصل واحد حتى تتمكن أجيالها من العيش المشترك. و بلغ إتحاد ورغمة من حيث الهيكلة و التنظيم إلى حد وصفه من طرف الضباط الفرنسيين غداة احتلالهم للجنوب التونسي بشبه دويلة صغيرة لها قوانينها الشرطية و العرفية المنظمة لسير الحياة اليومية لمواطنيها . فمنذ البداية وزعت ورغمة بعض المهام على بعض القبائل داخل الاتحادية، وذلك بحسب القدرة والتمرس والاختصاص. فكان للتوازين تربية الماشية، و للودارنة تربية الماشية والفروسية (أي الحماية العسكرية)، وللجبالية العمل الفلاحي، و لعكارة الفلاحة والصيد البحري، و لمدنين (أولاد سيدي عبيد) الاهتمام بالقصر وحمايته... وقد أصبح الجليدات، بفضل التدخلات الحكيمة لسيدي السايح بوجليدة لحل بعض الإشكالات الطارئة بعد أن وضع تحت جناحه قبيلة حمدون غمراسن البربرية، القبيلة ( أي الجليدات ) التي تجمع بين يديها وظائف "القلم، والإحياء الديني، والوظائف الكتابية"، أي أنها تولت القيادة الروحية والسياسية لورغمة كلها، تضع لها قوانينها وترسم لها طريقها
    و ككل القبائل الكبرى بالمغرب الكبير لابد لكل قبيلة من أسطورة تأسيس وجد مؤسس يتصف بالصلاح والحكمة و كنفدرالية ورغمة القبلية لم تشذ عن هذه القاعدة وسنقدم لمحة مختصرة حول ما تزال تحتفظ به الذاكرة الشعبية الجماعية حول تأسيس القبيلة الأم وانقسامها إلى عروش:
    في أواخر القرن الخامس عشر ميلادي قدم إلى قصر حمدون (غمراسن حاليا) الشريف الإدريسي موسى بن عبد الله رفقة ستة من مرافقيه انطلاقا من الساقية الحمراء بالمغرب وجاء هذا المرابط في ظرفية داخلية اتسمت بالتناحر والصراع بين القبائل و العروش حول مناطق النفوذ ومحاور المياه التقليدية وقد استقر هذا الشريف الإدريسي بقصر حمدون( غمراسن حاليا) حيث شرع في مهمته المتمثلة في إعادة بلاد البربر إلى حضيرة الإسلام ونشر قيم التأخي و التسامح بين البربر المستقرين بالجبل والعرب الرحل من أولاد دباب وغيرهم كللت مهمته بالنجاح حيث تمكن من إدماج البربر المستقرين والعرب الرحل داخل تحالف قبلي كبير سمي حلف ورغمة وبوفاة هذا المرابط توجه كل من أبنائه نحو منطقة معينة و التفت حولهم العروش المكونة للتحالف القبلي وتسمت بأسمائهم. تقول الرّوايات إن الإخوة السّبعة هم : الجليدي (أو امحمّد السّايح جدّ الجليدات ) و التّوزني ( جدّ التّوازين : أهل بنقردان : وهم من يسمّون بأهل الجناح الأخضر لأنّ جدّهم ستر أخاه امحمّد بطرف برنسه عندما عثروا عليه ) و الحويوي ( جدّ الحوايا وهم ساكنو الجبل الغربي فيي الرويس ) و الودرني ( جدّ الودارنه وهم الزّرقان و الكراشوه و الحميديّة والعمارنه و العواديد ) و الغمراسني ( جدّ أهل غمراسن ) و الغبنطني( ومعروف بجملة اهلي غبنوني ) و التّرهوني (وهو جدّ أهل ترهونه بالجماهيريّة الليبيّة وقد سمّي بذلك لأنه كان ينطق الكاف تاءً ، وقد وقع خلاف فيما يبدو بينه و بين إخوته ، فقال ” خُوتِي تِرْهُونِي ” يعني : كِرْهُونِي … فابتعد عنهم و استقرّ بترهونه )
    اما عن عروش ورغمة و اهم فروعها حسب تعداد 1884

    -عرش التوازين و ينقسم إلى : أولاد حامد، أولاد بوزيد، أولاد خليفة، أولاد مزروطة. - العدد التقريبي (1884) : 8000

    - عرش الودارنة و ينقسم إلى: أولاد سليم (أولاد شهيدة، أولاد دباب، الدغاغرة، العجاردة، الذهيبات، المقابلة، الغفافرة، المخالبة), أولاد عبد الحميد (الزرقان، حميدية، كرشاوة، عمارنة، عبابسية). - العدد التقريبي (1884) : 20000

    - عرش غمراسن و ينقسم إلى: غمراسن البلاد، غمراسن الحدادة. - العدد التقريبي (1884) : 7000

    - عرش الجليدات و ينقسم إلى: جليدات تطاوين (أولاد حامد، أولاد بوراس، أولاد عبد الجليل), جليدات بني بلال (أولاد محمد، أولاد بوجليدة، أولاد الحاج، أولاد عبد الحميد، الوطاوطة). - العدد التقريبي (1884) : 6000

    - عرش عكارة و ينقسم إلى: أولاد امحمد، أولاد بوعلي، الزاوية، أولاد عبد الدايم، الخلايفية، الموانسة. - العدد التقريبي (1884) : 7000

    - عرش الخزور و ينقسم إلى: الحرارزة، الطمارة، أولاد يوسف، أولاد بالقاسم، الخمايلية، تساوة. - العدد التقريبي (1884) : 7000

    - عرش الحوايا و ينقسم إلى: الجباه، الجوامع، الملالة، أولاد عطية، الكارزة، أولاد مهدي. - العدد التقريبي (1884) : 5000

    - الجبالية و ينتشرون في قرى : الدويرات ، شنيني، قرماسة، قطوفة، بني بركة، بني يخزر، المقدمين، سدرة. - العدد التقريبي (1884) : 8000

    نجد أيضا عروش أخرى تابعة للاتحاد اقل وزن من التي ذكرنا مثل الجلالطة، الربايع، غبنتن، الحدادة، مخالبة، مدنين. - العدد التقريبي (1884) : 15000


    و كانت علاقة هذه "الدويلة"، حسب توصيف ضباط المخابرات الفرنسية، مع السلطة المركزية شديدة التوتر نظرا لطابعها الحدودي ، فهي تتهرب من أداء واجبها الجبائي فكانت في حركة مد وجزر مع المحلة التي تؤدي قرب قدومها إلى توغل قبائلها في الحدود و إذا عادت أدراجها عادت القبيلة إلى مضاربها . وقد جاء على لسان رستم باشا وزير الحرب و عامل الأعراض " إن قبيلة ورغمة لا يضعفها جدب و لا المحلة و لا ينقادون بسهولة بل لا بد من استعمال القوة معهم بما يكفي "
    و الملاحظ أن قبائل ورغمة لم تتمتع بالأمن مما جعلها تتحول إلى قبيلة محاربة نظرا لوقوعها بين فكي كماشة القبائل المجاورة المحلية و الطرابلسية . ومن أهم أسباب هذه الصراعات اختلال الأمن و ضعف السلطة المركزية و كثرة الضرائب و شح وسائل العيش في مضارب القبيلة خاصة في سنوات الجدب حيث يضيق المرعى و يشتد الطلب على الكلأ . و كانت ورغمة المتوثبة دائما في موقع الدفاع تارة و الهجوم تارة أخرى شرقا و غربا . فقد كانت هذه القبيلة في صراع متواصل مع النوايل و الصيعان خلال الأربعين السنة التي سبقت الاستعمار الفرنسي ، ففي سنة 1844 اشتكى والي طرابلس إلى أحمد باي من عرب ورغمة و الودارنة قائلا " أنهم حيروا الراحة و عطلوا التجارة بالغارات و القتل و النهب ..." و من جهة أخرى تحالفت القبائل الطرابلسية مع بني زيد و الحمارنة و اجتمعوا على ورغمة لتضييق الخناق عليها . و لم تتوفق الدولة في أواخر القرن 18 من وضع حد للغزوات بين اتحادية ورغمة و حلف بني زيد الذي كان يضم الحمارنة و الحزم و العلايا . كما حاولت كل من السلطة بتونس و طرابلس الحد من الصراع الدائر في المنطقة الحدودية الشرقية ، فحاصرت السلطة المركزية بتونس القبائل المغيرة من الطرف التونسي أما السلطة الطرابلسية فقد ألزمت كل قبيلة تبدأ بالإغارة غرامة بألف بعير .
    ومن الملاحظ أن ورغمة لم تشارك في المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال الفرنسية بجهتي صفاقس و قابس و لكنها صمدت أمام القوات الغازية المتوغلة في مجالها بحهة الأعراض و بقي عدد هام من عروشها و خاصة من التوازين و الودارنة في حالة عصيان و تمرد إلى حدود سنة 1888 باستثناء عكارة الذين سارعوا بتقديم استسلامهم منذ سنة 1881 و ذلك نظرا لطابعها المستقر و للمحافظة على مصالحهم الاقتصادية و الرخاء النسبي الذي ينعمون به
    بقلم حاتم الضاوي

    المصادر :
    • محمد حسن : المدينة والبادية بإفريقية في العهد الحفصي ص 138/142_144
    • محمد علي الحباشي: العروش من النشأة إلى التفكيك ص 149
    • محمد علي الحباشي: عروش تونس ص 26 / 51_54
    • محمد بوزرارة : التخوم التونسية الليبية عبر التاريخ _ نجع الذهيبات و جيرانه ص 119_129
    • عبد الحق الزموري : قبيلة زمور بالجنوب التونسي _ الحياة الثقافية عدد 190 –فيفري 2008 ص83-96
    • د. سالم لبيض : مجتمع القبيلة – البناء الاجتماعي و تحولاته في تونس – دراسة في قبيلة عكارة ص 74/81_84/101
    • د. الشيباني بن بلغيث : بحوث و دراسات في تاريخ تونس الحديث و المعاصر -قبائل ورغمة خلال القرن 19 ص201_217
    • تونس عبر التاريخ ج2 تأليف جماعي ص 224
    • Histoire Générale De La Tunisie – Tome 3 p 62/103
    • Pellissier : Description de la Régence de Tunis p 163_164/170_171
    • د.محمد الحماص: الاستعمار الفرنسي و قبائل الوسط و الجنوب بالبلاد التونسية ص 102


  7. #7
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : الجرابة سكان جربة

    الجرابة
    هم سكان جزيرة جربة أكبر جزر السواحل التونسية التي عُرِفَتْ منذ القديم بأسماء عديدة. فهوميروس أشار إليها منذ القرن الثامن قبل الميلاد في كتابه الأوديسّة عند تعرّضه لزيارة أوليس للجزيرة واصفا إياّها بجزيرة اللوّطوفاج, آكلي اللّوطوس. وخلال القرن الخامس قبل الميلاد حملت اسم "جزيرة فْلا" ولكن انطلاقا من القرن الرّابع قبل الميلاد برز اسم مينانكس معرفا في نفس الوقت الجزيرة وعاصمتها واستمر اعتماد هذه التّسمية إلى حين ظهور اسم جيربا المذكور فوق نقيشة عثر عليها بحفريّات البرج الكبير تعود للقرن الثّالث ميلادي CRATI IN INSULA MENINEE QUAE NUNL GIRBA DICITUR. جيربا الغير بعيد عن حومة السوق الحالية أصبحت بمرور الأعوام "جربا" ثم "جربة" و حافظت على هذه التسمية إلى يومنا هذا. أما تعليق ابن خلدون الذي يقدم جربة كاسم لإحدى بطون لمايا فإنه اجتهاد و تأويل منه نظرا لمدى سيطرة لمايا على الجزيرة في تلك الفترة . فتحها القائد رويفع بن ثابت الأنصاري سنة 667 م في غزوة معاوية بن حديج زمن إمارة معاوية ابن أبي سفيان ومنذ ذلك التاريخ لا نعرف عن جربة شيئا كثيرا لانطوائها على نفسها وخروجها عن مذاهب السّنّة. ففيها عرف المذهب الإباضي نجاحه واستقراره في نطاق التّنافس بين الوهبية في الشمال الغربي و النكارة ( المستاوة ) في الجنوب الشرقي
    و سكانها هم حصيلة تيّارات هجريّة متعاقبة وإلى نهاية القرن التاّسع عشر كانت الأغلبيّة السّاحقة من المجتمع الجربيّ تتألّف من البربر أو من البربر المتعرّبين و المنحدرين من قبائل بربريّة معروفة في المغرب الإسلاميّ خلال العصر الوسيط مثل هوارة ونفوسة وزناتة ولماية وزواغة وكتامة. و يُذْكَرُ أن زواغة و زناتة و هوارة و لواتة وردوا أولا على جربة من الجهات المجاورة و في موجة ثانية أثناء فترة الدولة الرستمية الإباضية قدمت مجموعات بربرية أخرى تبنت المذهب الإباضي إلى جربة مثل لمايا و نفوسة و بني مصعب المزابيين و أن صدغيان و سدويكش فرعان من كتامة وردا على جربة أيام سيطرة الفاطميين على الجزيرة.
    و هذا عرض لأهم القبائل البربرية التي استقرت بجربة منذ القدم
    قبيلة لواتة
    هُم بنو لوا الأصغر بن لوّا الأكبر بن زحيگ بن مادغيس بن برّ بن مازيغ. قال ابن خلدون: ولوا، اسم أبيهم، والبربر إذا أرادوا العموم في الجمع زادوا الألف والتاء فصار لوات فلما عربته العرب حملوه على الأفراد وألحقوا به هاء الجمع قصدها الداعية سلمة بن سعد لنشر الفكر الاباضي وبعض من سكان حومة صدغيان من هذه القبيلة واليها ينسب مسجد بن داود الذي يسمى بمحراب لواتة الذي يعود تاريخ بناؤه إلى القرن الرابع الهجري
    قبيلة هوارة
    تنسب لهوار بن اوريغ بن برانس بن مازيغ واليها تنسب عائلة الهواري وتنسب إليها عائلة هقار بصدغيان كما سكنوا منطقة بركوك.
    قبيلة نفوسة
    هذه القبيلة التي حكمت مدينة قابس في الماضي تنسب إلى نفوس بن زحيك بن مادغيس وهي من أشهر القبائل في العلم والفروسية و أكثر عائلات حومة غيزن منهم وعائلة بن تنفوست في ميدون بالاضافة لعائلة الشماخي و الباروني و ماطوس و الفسطوي و الطمزيني و البعطور و الجرجني و الكباوي و النالوتي و السيفاو و بن يخلف وبن داود و بوفرقين ومعظم أهالي أجيم أصولهم من نفوسة و كانوا مختصين في صناعة الجير و نعتوا بأصحاب الأكواش
    قبيلة زواغة
    لهم قرابة بقبيلة زوارة وهم من بني سمكان من شعوب ضريسة و مازل فرع كبير منهم يقطن بجوار زوارة وقد استقروا في جربة في أواسط القرن الأول الهجري واغلب سكان حومة بني معقل و بدوين منهم
    قبيلة كتامة
    تنسب لجدهم كتام وبعض بطونهم سكنوا بحومتي صدغيان و سدويكش في القرن الثالث الهجري
    قبيلة زناتة
    هي من أوجه القبائل الامازيغية الاباضية وكان موطنها غرب طرابلس وكانت ورجلان عاصمة الصحراء تابعة لها ومنهم بنو يفرن وقد سكن بعضهم جزيرة جربة وخاصة في جهة تزداين وتملال إليهم ترجع عائلة البوزيري وبن يغلان وبن سدرين ومن أبرز شخصياتهم يزيد بن فدين الذي خرج على الإمام عبد الوهاب بن رستم
    قبيلة لمايا
    ترجع في نسبها إلى قبيلة فاتن بن تمصيت بن زحيك من شعوب ضريسة بن مادغيس وقد حملت هذه القبيلة لواء المذهب الاباضي ونشرته في شمال إفريقيا منذ القرن الثاني الهجري وقد أسست إمامة بن رستم وقد سكان بعضهم حومة الماي وحومة ربانه
    قبيلة بني مصعب
    ينحدر الميزابيون من بني مصعب هو الاسم القديم الذي أطلقه كتّاب سير الإباضية على قبيلة "بني مزاب" الزناتية في غرداية وترجع إليهم عائلة بكير و زكري و بوالغ و المصعبي بميدون
    لم تعرّب الجزيرة بصورة تامّة إلاّ خلال القرن العشرين بعد أن شهدت موجات متتالية من هجرة الأعراب الوافدين خاصة فروع أولاد دباب من المجال القارّي القريب خلال القرون الأخيرة. فقد وجدت الدّولة الحسينيّة في هذه المجموعات العربية خير سند لبسط سلطتها على الجزيرة ومواجهة أطماع أتراك طرابلس ولذلك شجّعتهم على الاستقرار بها وبفضل هذه الموجات اكتسح كذلك المذهب "المالكيّ" شيئا فشيئا أرض الجزيرة وانتشر بين سكّانها مزاحما المذهب الإباضي و حاليا جل اباضية جربة وهبية بم أن النكار المستاوة تحول معظمهم إلى المالكية. وتوجد بالجزيرة أقليّة يهوديّة، وأقليّة أخرى زنجيّة منحدرة من بقايا النّظام العبوديّ الّذي كان قائما على مدى قرون.
    و منذ القرن التاسع ميلادي عاشت جربة انقساما بين فرقتين اباضيتين الوهبية المناصرة للإمام عبد الوهاب الذي خلف والده الإمام رستم و النكار المستاوة الموالين ليزيد ابن فندين والذين نكروا ولاية عبد الوهاب بن رستم و الاختلاف كان حول مسالة الإمامة و توارثها من عدمه و تمثل هذا الانقسام في توزيع أخماس جربة فقد كانت الجزيرة تنقسم إلى عشرة أخماس انقسمت بدورها إلى مجموعتين متنافستين
    _ أخماس الوهبية و هي : صدغيان _ مصكوداسن (والغ)_ بني ديس _ آجيم _ قلالة _ سدويكش
    _ أخماس مستاوة ( النكار ) و هي : الماي _ بني معقل _ آركو _ آفار (التسمية القديمة لحومة ميدون)
    و للمحافظة على هويتهم التي كانت أحيانا مهددة أو مقموعة و مخفية, أسس الجربيون، نظام العزابة الذي يعوض حكم الأئمة تحت النظام السياسي المخالف للمذهب الاباضي. و بفضل هذا النظام توصلت هذه الأقلية للحفاظ على هويتها الاباضية في مناخ مسالم دون أن تمثل خطرا بالنسبة للحكم السياسي للبلاد الذي لم يضطر لمحاربتهم. وقد دام نظام العزابة بجربة طيلة تسع قرون قبل أن يتلاشى. و قد مثل مؤسسة دينية واجتماعية كبرى كانت تسير المجموعة و تنظم الحياة الفردية و الاجتماعية فهي تراقب الأسواق و تفصل فيما يقع بين الناس من مشاكل و القضايا و تشرف على العلاقات الخارجية بين المجموعات الإباضية وبينها وبين غيرها في حالتي السلم و الحرب و تشرف على التعليم و على الأوقاف. و لكن خلال القرنين التاسع عشر والعشرون عرفت جربة تغييرات داخلية جذرية و ذلك اثر تقلص سيطرة العزابة شيئا فشيئا مع توسع المذهب المالكي في حومة السوق و في مناطق مستاوة أي بالجهة الوسطى و الجنوب الشرقي للجزيرة. و بالمقابل ظلت بقية المناطق وهبية الانتماء.
    كانت جربة تابعة للبلاد التونسية، وفي بعض الفترات لأتراك طرابلس حتّى ألحقها نهائيا بتونس حمّودة باشا المرادي منذ بداية حكمه سنة 1631م، واضعا بذلك حدّا لاستغلال باشا طرابلس للجزيرة خاصّة سنتي 1568م و1598م في عهد إبراهيم باشا وخضعت بالتالي تباعا للدّولتين المراديّة والحسينيّة. و تمتعت الجزيرة على امتداد تاريخها باستقلالها الذاتي عن السلطة المركزية التابعة لها و تداول على حكمها ثلاث أسر هامة وهي الأسرة "السّمومنيّة"الّذي دام أكثر من ثلاثة قرون حتى سقوط الدولة الحفصية ثم انتقل الحكم إلى أسرة جديدة موالية للأتراك العثمانيين و هي أسرة "بن جلود" و ذلك من سنة 1560 م إلى سنة 1759 م . و بنهاية الفترة المرادية وخلال العهد الحسيني, تولت أسرة "بن عيّاد" الحكم الذي تغيّر من نظام "المشيخة" إلى نظام"الولاة" فالڤايد يوليه "الباي" حكم الجزيرة ويكون ملزما تجاهه بجباية ما بذمّة أهلها من ضرائب.
    ورغم تمثيل الدّايات والبايات الأتراك والحسينيين بمشائخ وقيّاد في الجزيرة من عائلات السمومني وابن جلّود وابن عيّاد فإنّها لم ترضخ لسلطتهم بل ثارت عليهم في ما بين سنتي 1599 و1601م. وتضرّرت من غزوة يونس باي سنة 1738م وعلي برغل صاحب طرابلس سنة 1794م وزحف بدو عكّارة و ورغمّة سنة 1864م، كما تضرّر اقتصادها القائم على التجارة والفلاحة بقرار أحمد باي تحرير العبيد، مما اضطر العديد من العائلات الجربية مغادرة الجزيرة و الاستقرار بتونس العاصمة و رأس الجبل و بنزرت و الكاف و القيروان و الوطن القبلي و منطقة الساحل خاصة المهدية و المنستير و أصبحوا شتاتا يتعاطون التجارة خاصة تجارة التفصيل و أصبحنا ننعت تاجر التفصيل بالجربي
    بقلم حاتم الضاوي



    المصادر :
    • د. سالم لبيض : مجتمع القبيلة ص 126
    • محمد علي الحباشي : عروش تونس ص 57
    • محمد علي الحباشي : التونسيون الأصول و الألقاب 165_166
    • أحمد الحمروني : معجم المدائن التونسية ص50/52
    • أحمد الحمروني : 100 مدينة تونسية ص 61_62
    • اللجنة الثقافية بميدون : دراسات في تاريخ جربة أعمال الدورات الأربعة من 1988_1990_1992_1994 ص46_47/106_110
    • يوسف بن أحمد الباروني : جزيرة جربة في موكب التاريخ الحلقة الأولى الحياة السياسية و الاجتماعية بجربة
    • محمد حسن : المدينة و البادية يإفريقية في العهد الحفصي ص 139/ 141
    • روبار برنشفيك : تاريخ إفريقية في العهد الحفصي ص 349
    • بيت الحكمة : الموسوعة التونسية الجزء الأول ص 493

  8. #8
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : أولاد أمحمد

    أولاد أمحمد
    من أكبر العروش في جهة الوطن القبلي يقيمون بين قليبية و تاكلسة و في قلب دخلة المعاوين و هم فرع من أولاد سعيد بالنفيضة و هم من القبائل السليمية و ليس من القبائل الرياحية كما هو سائد و سنعود لهذا الموضوع عند تطرقنا لأولاد سعيد.
    وفي بداية عهدهم لم يستقروا بمكان معين أما الآن فيحتلون القسم الشرقي من الدخلة و امتزجوا بعناصر أخرى مثل أهمها العنصر البربري و مما حفظته الذاكرة أن أحد فروع الجلاص انظم إليهم و يعرفون ب"جلاص الوطن" لتمييزهم عن القبيلة الأم في القيروان و من أهم فروعهم
    أولاد نصر _ أولاد الحويج _ أولاد الواعر _ المدايسة _ أولاد الزرقة _ الذيابة
    و هم أهم عنصر بشري تعامل معه المعاوين ويطلقون عليهم اسم "الأعراب" يسكنون الخيام و يمارسون الرّعي و لا يمارسون الحرث و الزرع . يتنقّلون باستمرار من مكان إلى آخر وقد نتج عن هذه التّحركات عدّة وقائع دامية عرفت محليّا بمحنة "الأعراب" إلى حد أن سكان قليبية استنجدوا بحمودة باشا يلتمسون منه صد أذى أولاد أمحمد في رسالة هذا نصها " الحمد لله هذا عرض حال أهل قصر قليبية مما نالهم من الضرر و الأذية ممن لا يخاف الله تعالى و لا يرهب من جناب السلطة الحسينية ...هو أن جماعة أولاد محمد منهم أهل البغي و الظلم و الفساد و قد أكثروا على أهل البلد كثرة فادحة بتسورهم على بعض ديارهم ليلا و على سرحهم نهارا ..." إذ كان أولاد أمحمّد لا يستنكفون عن سرقة مواشي الأجوار كما وصل بهم الحدّ إلى حصاد و دراس الحبوب التّابعة لأهالي المدن و وضعها في مخازن خاصّة بهم ، و بذلك فرضوا المجاعة على أهالي مدينتي قليبية و منزل تميم كما سيطروا على السوق الأسبوعية بمنزل تميم فكانت كل عمليات البيع و الشراء تتم تحت أنظارهم – ولكنّهم لم يتجاسروا على المعاوين لاحترامهم الأولياء الصالحين – و هم لا ينكرون ما نسب إليهم من الأفعال مثل السرقة و السيطرة على المدن و تجويعها ففي نظرهم كأعراب بدو حالة طبيعية بين المجموعات المتجاورة لبسط النفوذ و أحسن وسيلة للدفاع و يقولون أننا لم نسرق لأننا جياع فقد كنا دوما أصحاب كسب و أرزاق وافرة و لكن السرقة كانت في اطار حل و ربط و إرجاع المسروق يكون بإملاء شروط القوي على الضعيف و يعتبرونها كذلك ردة فعل طبيعية على انتهاك أعراضهم و أشد الأعراض عند العرب هو الاعتداء على المرأة و تتمثل الواقعة في أنه بعد مغادرة رجال أولاد أمحمد للرعي و قضاء شؤونهم أغارت مجموعة من الفرسان على خيامهم و اعتدوا على نسائهم ( و جاءت الحادثة أيضا كردة فعل على اعتداءات المتكررة لأولاد أمحمد على سكان مدينتي قليبية و منزل تميم ) فثارت حمية أولاد أمحمد و اعتبروا هذا العمل خسيسا لأنه ليس من أخلاق الرجال أخذ النساء عنوة و اعتبارها هدفا بل الرجل للرجل ندا و يصف أحد شيوخهم ردة فعلهم تجاه الحادثة أن جعلنا من هؤلاء الرجال إيماء يطعموننا و نحن فوق الخيل و مارسنا تجويعهم ، و تحتفظ الذاكرة الشعبية بتفاصيل هذه الحادثة إذ حمل أهالي مدينة منزل تميم قصاع الكسكسي باللحم فوق رؤوسهم ليأكل فرسان أولاد أمحمد دون النزول عن خيولهم حتى ذاق الأهالي بهذه الممارسة و غيرها الذل و الهوان حتى أنهم طلبوا النجدة من شيوخ المعاوين مرددين " فينكم يا جدودي يا معاوين يا أهل الصلاة و الدين " و على إثر هذه الحادثة تدخلت زوايا المعاوين لحل هذا النزاع و اعتبر أهالي المدينتين أن الحكم كان لصالح أولاد أمحمد و لذلك وقع التقارب بين المجموعتين و أصبحا أسياد الدخلة .
    و كان أولاد أمحمد يتعايشون في الدخلة مع مجموعات قبليةأخرى مثل
    _ أولاد الحجري : يقولون بأن أصلهم بربري و أن أصلهم من المغرب و هناك من يقول أن الحجارة من عرب بني سليم استقروا – في الطور الأول – في ربوع الساحل قبل الارتحال إلى الوطن القبلي بجوار أولاد دلاج تحت ضغط المثاليث في أواخر العهد الحفصي , يقطنون تخوم جبل سيدي عبد الرحمان ولم يبتعدوا عن هذه الأماكن إلا بعد سنة 1956 لأجل تعليم أطفالهم ويمتازون بانكماش شديد في الطباع وعدم الرغبة في مخالطة الغير
    _ أولاد دلاج : من القبائل العربية التي تنتمي لبني سليم ركنت إلى الهدوء و الاستقرار بنواحي جزيرة شريك ( الوطن القبلي ) في بداية الحكم الحفصي و لم يبرز دورها إلا فترة ضعف الدولة، إذ تمكنت من التغلب على بعض نواحي الجزيرة القبلية منذ سنة 1306م و خاصة في فترة حكم أبي يحي زكرياء بن اللحياني و اقتطعت مجالا يمتد من سوسة إلى الوطن القبلي. و لم تكن السلطة المركزية تنظر إلى هذا التوسع في مجال قريب من ناحية تونس بعين الرضى و هو ما يفسر تعيين المخزن لمحمد بن خلدون الأندلسي واليا على الجزيرة و أوكلت له مهمة صد تحركات دلاج التي لم تكن سوى الانتفاضة الأخيرة التي مهدت لاستقرار القبيلة بهذه الربوع ، و بقيت بعض بطونها مستقرة بناحية سليمان من الوطن القبلي. و في سنة 1515م أي في فترة الاحتلال الإسباني تحولت دلاج إلى مجرد فرع تابع لأولاد سعيد برئاسة الشيخ أحمد و كانت نازلة بين قليبية و قصر سعد و ذلك تحت تأثير ضغط بنو علي ( المثاليث ) الذين توسعوا على حسابهم.
    _ مجموعات قبلية أخرى أقل عداد و قوة مثل العوين و الدرادرة و العكارة (أصلهم من جرجيس ) و المهاذبة ( فرع من مهاذبة بالصخيرة ) و أعراب طريف ( من البربر استقروا في الإقليم الممتد بين سليمان و قرمبالية و مواطنهم جبل طريف و زيانة و المصراتية و فندق الجديد و سلتان و برج السدرية ) و بنو وائل ( وائل بن حكيم إخوة أولاد سعيد) أبناء عمومتهم يقيمون بين الحمامات و نابل ) و الحبشة و زياد ( يقيمون بجنوب دخلة المعاوين بين تاكلسة و قربة ) و المثاليث (استوطنوا الإقليم الممتد بين سليمان و بني خلاد ) و كذلك أقليات متفرقة يطلق عليهم تسمية " طياش " و منهم الحمارنة من قابس و الفراشيش من القصرين و نفات من صفاقس و الشنانفة من الكاف و الوسالتية و مجموعات من الطرابلسية
    بقلم حاتم الضاوي
    المصادر
    · محمد علي الحباشي : العروش من النشأة إلى التفكيك ص 141_142
    · محمد علي الحباشي : عروش تونس ص 23/42_44
    · عروسية بن صميدة : دخلة المعاوين المجال الجغرافي و نسب الشرفاء _ المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية عدد127 سنة 2004 _ ص171_184
    · محمد حسن : المدينة و البادية بإفريقية في العهد الحفصي ص 115-116
    · روبار برنشفيك : تاريخ إفريقية في العهد الحفصي ج1 ص343

  9. #9
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    بارك الله فيك .
    و اشير إلى أنه يوجد في الجزائر بالغرب الجزائري(عين تادلس /مستغانم) دوار أولاد محمد و دوار آخر بسيدي بلعطار يسمون بأولاد محمد و هم بنو عمومة ، أكثر ألقابهم عمارة ، و أنهم يزعمون أنهم من العراق نسبة إلى العامرية .و سبق لي أن قدمتهم في مشاركة بهذا المنتدى .

  10. #10
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : الشنانفة

    الشنانفة أو أولاد شنوف

    كانت من أكبر و أقوى القبائل العربية التي استوطنت و سيطرت على ربوع الكاف في نهاية العهد الحفصي و بداية التواجد التركي العثماني بتونس . و هي من أبرز فروع أولاد المهلهل الكعوب من بني عوف السليمية . ترجع أخبارهم كما ذكر الزركشى فى تاريخ الدولتين إلى سنة 1463م عندما ثارت الأعراب بوسط البلاد و منهم أولاد شنوف في وجه السلطان الحفصي عثمان، بعد أن تخلف عن دفع الجراية التي كانت الخزينة تدفعها إلى بعض تلك القبائل المحاربة . و كان أولاد شنوف جزء مهم من اتحادية الحنانشة التي تكونت حسب روايات شيوخها حول شخصية دينية و هو سيدي بولحناش في تالة و ذكرهم الزركشي عام 1395م وقال إن الحنانشة جدهم هو حناش بن عبد الله من عرب الفتح ومن الذين فتحوا جزيرة جربة سنة 668م و أما مونشيكورت فيرى أن جدهم هو حناش بن بعرة الذي حارب بن غانيه عام 1224م. تعود نواة الحنانشة لهوارة من بني ونيفن ( ونيفة ) . و هذا الاتحاد القبلي هو حلف بين القبائل السليمية خاصة قبائل أولاد بالليل و أتباعهم من العرب و هوارة المستعربة كما قال ابن خلدون أن هؤلاء الهوارة المستعربة صاروا في عداد عرب بني سليم حاربهم السلطان الحفصى سنة 1436م. وكان تأثير بني سليم السياسي عليهم ضعيف في البداية و لكن مع تواجد الأتراك بتونس أصبحت الرئاسة عند حلف أولاد شنوف تحت قيادة عبد الله بن مسودة شيخ عرش أولاد صولة بجهة الكاف، استوطنوا وادي مجردة ثم انتقلت القبيلة للجزائر مع الحركة الشابية كقبيلة مخزنية للإمارة الشابية و مع ضعف هذه الإمارة انفصل عنها الحنانشة و رجع الجزء الأكبر لتونس فانقسموا لفرعين الأول تغلب عليه هوارة البربرية بقيادة أولاد أحرار ( أولاد لحرار ) و أصولهم تعود إلى طرابلس جاؤوا مع بني سليم إلى إفريقية و نواحي تبسة عام 1234م سيطروا على ونيفن في البداية ثم تولوا قيادة الحنانشة و الثاني من بنو سليم تحت قيادة أولاد شنوف.
    كان حلف أولاد شنوف هو الأقوى و يضم عرب افريقية المتغلبين على شمال البلاد نذكر منهم أولاد ميمون و أولاد يحي و أولاد صولة وقبيلة العرب أولاد بالليل اللذين كانوا يملكون نواحي باجة و تبرسق و تساندهم قبيلة أولاد سعيد القوية و الحليف التقليدي للشنانفة التي امتد نفوذها من الساحل و الوسط إلى الشمال بعد أن زحفوا نحو السهول الوسطى في القرن 17م و تداخلوا مع حدود الحنانشة.
    وحسب التقرير العسكري لقائد الأسطول الإسباني دو مندوزا Bernardine De Mendoza سنة 1536 يتبين لنا مدى سيطرة القبائل العربية على مختلف المناطق التونسية ذات الأهمية الإستراتجية و الزراعية و كانت هاته القبائل ذات قوة عسكرية مهابة الجانب و هو ما يؤكده كذلك محمود مقديش في نزهة الأنظار و في سياق حديثه عن الدولة الحفصية ذكر أن الأعراب في عهدهم كانوا في قوة استحوذوا على جل البلاد كعرب إفريقية أولاد بالليل و أولاد أبي سالم و أولاد حمزة و أولاد شنوف عرب الكاف و أولاد سعيد و أولاد مدافع و أهل الجبال غالبهم عصاة فكان صاحب المحلة يعاملهم بالمخادعة و الرفق. و بات نفوذ قبائل أولاد مهلهل و أولاد بالليل واضحا على شمال إفريقية في نهاية العهد الحفصي إلى غاية القرن16م ، و كانت اتحادية أولاد شنوف من ضمن هذه القبائل المستقلة ذاتيا تسيطر على وطن الكاف كله تفرض سيطرتها على المنطقة و تجبي الضرائب لمصلحتها
    و مع بداية الحضور العثماني بالبلاد التونسية بدء الصراع بين أولاد شنوف و العثمانيين الذي امتد لفترة طويلة، ففي المرحلة الأولى دافع شيوخ الشنانفة عن امتيازاتهم السابقة، و ساندوا السلطة الحفصية في صراعهم ضد العثمانيين. و لكن بأفول دولة بني حفص تحالف الشنانفة مع الحركة الشابية التي سيطرت على وسط و جنوب البلاد، و اتخذت من القيروان عاصمة لدويلة طرقية بديلة للدولة الحفصية. و بانهزام الشابية و طردهم من القيروان على يد الجيش العثماني القادم من إيالة طرابلس بقيادة درغوث باشا استقر أولاد شنوف في جهة الكاف. و تذكر المصادر أنه في سنة 1575م كان الشنانفة يسيطرون على غربي الكاف و على مواطن أولاد صولة بجهة باجة، و يذكر ابن أبي الدينار في " المؤنس " أنه كانت لهم سمعة في البلاد بين عرب إفريقية و تحكموا في وطن الكاف و جبوا الجبايات من الرعية. و لكن في سنة 1599م تمكن قائد المحلة رمضان باي ( الباي هو المسؤول عن الجباية و صاحب المحلة ) من قمع القبائل المتمردة و المتهربة من دفع المجابي و خاصة أولاد شنوف و أولاد سعيد ، فتحول الشنانفة من قبيلة مخزنية في خدمة السلطة المركزية إلى قبيلة غارمة و متمردة في بداية العهد العثماني بتونس. و اتسمت علاقة أولاد شنوف مع مراد باي (مؤسس الأسرة المرادية التي دامت من 1631 إلى 1702 و عمليا من 1628 و كان آنذاك عضو مجلس الحكم بالإيالة التونسية الذي يترأسه يوسف داي) بالتوتر مع اندلاع النزاع الحدودي بين الجزائر و تونس، فقد استولى مراد باي على ثروة كبير شيوخ الحنانشة و هو ثابت بن شنوف و افتك حصنه الحدودي الاستراتيجي مما أغضب سلطات الجزائر التي اعتبرته خرقا لاتفاقية الترسيم الحدودي سنة 1614م و الذي يعتبر واد صراط حدا بين الإيالتين مما أدى إلى نشوب نزاع مسلح بين البلدين تمكنت فيه قبائل الشنانفة و حلفائهم أولاد سعيد لوحدهم من هزم جيش الجزائر في الجولة الأولى. وبعد انتهاء المعركة أراد الجزائريون تحويل الهزيمة العسكرية إلى مكسب سياسي فمالوا إلى الصلح و طلبوا الحصول على حصون من بينها حصن الكاف و الغريب أن مراد باي وافق على هذه الشروط حسب شهادة أتاردو Attardo الأسير الأوروبي المطلع على تفاصيل الواقعة و هو ما أثار حفيظة أولاد شنوف و أولاد سعيد و اعتبروها خيانة كما رفضها القائد العسكري "أسطا مراد" و طالب بمد النفوذ التونسي إلى قسنطينة. و في يوم 17 ماي 1628م اندلعت معركة ثانية انتهت بهزيمة القوات التونسية فيما يسمى بواقعة "السطارة" و سبب الهزيمة حسب ما ذكره محمود مقديش نقلا عن ابن أبي دينار هو انسحاب فرسان أولاد شنوف و أولاد سعيد بقيادة ثابت بن شنوف من المعركة مما أدى إلى اختلال موازين القوى و هزيمة جيش يوسف داي و فرار مراد باي و ابنه حمودة إلى تونس، و عقد صلح جديد بين الإيالتين يعزز اتفاق 1614م . و بعد سنة واحدة من واقعة السطارة قاد مراد باي حملة عسكرية انتقامية أدت إلى مصادرة جزء كبير من أموال أولاد شنوف و أولاد سعيد و التنكيل الفظيع حيث أن البعض منهم ركبوا على الخوازق في المراكض. و مع تولي حمودة باشا الحكم سنة 1631م بدأت مرحلة جديدة من معاقبة أولاد شنوف و كسر شوكتهم، و يصف ابن أبي دينار هذه الحادثة بنبرة فيها الكثير من التشفي و هو مؤرخ البيت المرادي "أما أولاد شنوف فقد أنزلهم من صياصههم و قتل جل رجالهم و أجلا باقيهم و جز نواصيهم و مازال يتبع فلولهم واحدا بعد واحد إلى أن أفناهم و لم تبق منهم بقية و من نجا بنفسه ضاقت عليه الأرض و طًلِبَ منه التّقِيّة..." فقد كان حمودة باشا حاضرا على هزيمة أبيه أمام عسكر الجزائر و اعتبر أنها كانت نتيجة لخيانة أولاد شنوف و أولاد سعيد و لما وصل الحكم قرر تأديب هذه القبائل فتحالف مع أولاد أحرار ضد الشنانفة و استعان بدريد المتواجدين بمنطقة تبسة و قسنطينة آنذاك، فقتل من أولاد شنوف خلقا كبيرا حتى شارفوا على الانقراض و نفى أغلبهم إلى الجزائر و بقى منهم أقليه في جهة تبرسق و الكاف و بقيتهم فروا إلى الاوراس ومنهم من ذهب إلى الصحراء حسب مونشيكورت و الذي يذكر أن الشنانفة هم الآن من أكبر العائلات في الاوراس بالجزائر و تضيف المصادر أن السلطات العثمانية حاولت خلق صراعات داخل القبيلة لإضعافهم فانقسموا إلى قسمين متناحرين فأفنوا بعضهم البعض في تلك الصراعات الداخلية .
    و هاجم مراد باي كذلك حلفاء أولاد شنوف مثل أولاد يحي و أولاد ميمون بتبرسق فأجلاهم تماما إلى الأراضي الجزائرية و انتزع أراضيهم و احتمت بقية منهم بمرتفعات بن عايش الجبلية، و لاحق كذلك أولاد صولة و قبيلة العرب أولاد بالليل حتى باعت هذه الأخيرة أراضيها لقبائل أخرى كعمدون و بجاوة و فطناسة و غيرها. ثم جاء دور حلف أولاد أحرار بعد حصلبينه و بينهم خلافا، فانقض عليهم و حصل لهم ما حصل لأولاد شنوف. و هكذا انهارت اتحادية الحنانشة و تفككت أحلافها و بقايا هذه الاتحادية انتظمت مرة أخرى في اتحادية جديدة و هو حلف عروش ونيفة.
    إذ استطاعت السلطة المرادية بتفوقها العسكري من عتاد و أسلحة متطورة لدى العساكر الأتراك أن تخضع القبائل القوية المحاربة فتفككت الأحلاف و القبائل الكبيرة و حلت محلها وحدات قبلية صغيرة لا حول و لا قوة لها أمام السلطة المركزية خاصة تلك المتمركزة في شمال السلسلة الظهرية التونسية أو ما يسمى بفريقيا إذ أحصت لوسات فلانسي في هذه المنطقة مالا يقل عن 80 مجموعة قبلية. و أكبر مثال أمامنا هي قبيلة أولاد شنوف التي كانت عبارة عن اتحادية قبلية ذات حجم كبير لعرب بني سليم في المنطقة، تفككت بعد إخضاعها من طرف المراديين و أصبحت عبارة عن مجموعة من الوحدات الصغيرة مستقلة بعضها عن بعض و خاضعة مباشرة لسلطة البايات، و انقرضت قبيلة الشنانفة و لم يبقى منها عائلات متفرقة بين القبائل و المدن، ففي دفتر الجبايات لسنة 1676 لا نجد البتة ذكرا لقبيلة أولاد شنوف بتونس.
    و لكن مع بداية الصراع على السلطة بين علي باشا و عمه حسين بن علي التركي في بداية العهد الحسيني يعود اسم أولاد شنوف للظهور مجددا فقد انضموا إلى الصف الباشي باعتبار علاقة القرابة بينهم و بين علي باشا، فهم أخواله إذ تزوج علي التركي بامرأة من أولاد شنوف أنجبت له محمد والد علي باشا و تزوج بامرأة أخرى من عائلة الغزالي من قبيلة شارن أنجبت له حسين. و لذلك مثل الشنانفة مناصرا قويا للباشا في صراعه مع عمه، و لكن بعد عودة السلطة إلى أبناء حسين بن علي سلط عليهم محمد الرشيد سنة 1750م عقوبة جماعية بالملاحقة والتشريد مرة أخرى. و بقيت منهم قلة قليلة في ربوع تبرسق و الكاف كما انتزع منهم البايات أراضي الأجداد التي فوتوا في البعض منها. و يتواجد الشنانفة حاليا في دوار الشنانفة بالفحص و في الكاف و باجة و في قربة بالوطن القبلي و بشرق الجزائر بمنطقة قسنطينة و تبسة و بسكرة بالأوراس
    قلم حاتم الضاوي

    المصادر
    · برنشقيك : تاريخ إفريقية في العهد الحفصي ج1 ص 287
    · محمد حسن : المدينة و البادية بإفريقية في العهد الحفصي ص 182
    · محمود التايب : السلوك السياسي للقبيلة بتونس في العهد الحديث _ أولاد سعيد بين الولاء و المقاومة _ عائلة بن الواعر نموذجا ( 1864-1881) ص 79/81/84
    · عبد الحميد هنية : الوسط الغربي للبلاد التونسية في خضم التغيرات الناجمة عن مظاهر تحديث الدولة خلال القرنين 18 و 19 _الثورة التونسية القادح المحلي تحت مجهر العلوم الإنسانية _ المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات
    · محمد علي الحباشي : العروش من النشأة إلى التفكيك ص 130/131
    · محمد علي الحباشي : عروش تونس ص 14/ 58
    · Monchicourt Charles : La région du Haut-Tell en Tunisie ( le Kef ,Teboursouk , Mactar , Thala ) essai de monographie géographique p 268-274
    · Histoire Générale De La Tunisie – Tome 3 p 52_54 /62
    · دلندة لقرش – عبد الحميد لقرش – جمال بن طاهر :المغرب العربي الحديث من خلال المصادر ص 58
    · أحمد الحمروني : الشمال الغربي التونسي ص 150_151
    · تأليف جماعي : الشمال الغربي: ذاكرة جهة (ندوة قسم التاريخ 15-16 أفريل 2005 ص 51/59
    · ابن أبي الدينار : المؤنس ص 207_208/258_259
    محمود مقديش : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ و الأخبار ج2 ص 94/ 97/100

  11. #11
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : طباش

    الطياش

    أطلقت هذه الكلمة في الزمن الوسيط في تونس من قبل السكان المحليين و من قبل السلطات المركزية إلى جانب كلمة "توابع " أو " البرانية " على جزء من قبيلة ما أو أسر انفصلوا عن عشائرهم و قبائلهم الأصلية و انتقلوا للحياة قرب قبيلة ثانية و انفرادهم بسكناهم بعيدا عنها فلا يجمعهم نسب مشترك حتى يولوا كبيرا أو شيخا عليهم نتيجة عوامل عدة منها الحروب و النزاعات و المشاكل العائلية ( أي مشاكل داخلية في القبيلة الواحدة ) و المجاعات و الفقر ، تسببت في هجرة فرع منها أو فرقة أو مجموعة معينة من مجالها الأصلي إلى مجال أخر.
    و عندما نعود للسجلات و الأرشيف نلاحظ تواجد الطياش في أغلب القبائل الكبيرة و منتشرة في مختلف المناطق فنجد طياش العكارة في ريف نابل و ريف المنستير و طياش الأعراض في جهة بنزرت و طياش أولاد الهاني و طياش دريد و طياش الهمامة و طياش أولاد عيار في الساحل و طياش جلاص و طياش وسلات و طياش الشيحية و طياش الفراينة بالقصرين و التي ذكرتهم إحدى الدراسات بأنهم غرباء عن المنطقة جاؤوا من مناطق مختلفة و تحدد ذلك زمن قيام الحركة الشابية و يتألف الفراينة من ثلاث فرق و هي أولاد سعد و الهرامسة و العجالنة و كذلك طياش أو برانية شنني المتكونين من أفراد من قبيلة الحزم ينتمون إلى عدة فرق منها الموادسية و العمارات و الشلايبية و القواند و من قبيلة الحمارنة فرقة الهرشة و الطياش بجرجيس و المتكونين في الغالب من الطرابلسية كأولاد شبل و أولاد نوير و وريمة و زواغة و مارغنة و ماقورة و البريكات و خويلد و الشياب ... و غيرها من الطياشات كذلك صفة الطياش نجد الوثائق الارادارية الحسينية لا تطلقها فقط على فروع العروش بل كذلك على عائلات نزحت من مواطنها الأصلية إلى مدن أو بلدات أخرى مثل طياشات صفاقس في المهدية و المكنين و سواحلية نابل.
    و نادرا ما تبقي هذه المجموعات الطياشات على أسمائها في قبائلها الأصلية بل تتخذ اسم القبيلة الأم أو موطنها الأصلي الذي قدمت منه، فمثلا طياش العكارة في ريف المهدية أو ريف المنستير أو ريف نابل لا يحملون ألقابهم الأصلية بحيث تثبت انتسابهم الدقيق بل يُنعتون بالعكارة أو العكارية إي الذين قدموا من وطن العكارة (جرجيس ) كذلك العرضاوي في ريف مساكن و في ريف المنستير لا يحملون لقب أصولهم القبلية بل يحملون لقب المنطقة التي قدموا منه و هي منطقة الأعراض بالجنوب الشرقي.
    و عند تجميع المجبى في المناطق التي يتواجد فيها الطياش لا ينظر إليهم باعتبارهم جزء من هذه الجهات و إنما يقع التأكيد دائما على أنهم سكان من جهة أخرى و يتم إحصاؤهم بمفردهم . و يوجد صنف ثان من الطياش و هم أشخاص تم أسرهم أثناء الصراعات القبلية و بصفة عامة فإن هذا الصنف من العروش الرقاق يمثل أقلية غير محظوظة في المجتمع القبلي التونسي فهي مهمشة جغرافيا و اجتماعيا و ديمغرافيا و سياسيا .
    بقلم حاتم الضاوي
    المصادر:
    · د. سالم لبيض : مجتمع القبيلة – البناء الاجتماعي و تحولاته في تونس – دراسة في قبيلة عكارة ص 81_82
    · محمد علي الحباشي: عروش تونس ص 36/51
    · أحمد جدي : مجتمع العروش الرقاق في تونس القرن التاسع عشر مثال القصارنية (1858_1868) المجلة التاريخية المغاربية عدد 77_78 ماي 1995 ص 105
    · محمد المنصف محلة : شنني في القرن التاسع عشر النظام الاجتماعي –السياسي-الذاكرة عبر الأرشيف _ المعهد الوطني للتراث مجلة افريقية العدد 13 ماي 1995

  12. #12
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    22-08-2020
    العمر
    50
    المشاركات
    11

    افتراضي تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : العقاربة

    العقاربة

    تعتبر من القبائل المرابطية التي تدعي أن أصولها من الساقية الحمراء على غرار العديد من القبائل. استقرت في مجال أولاد نجم من المثاليث في القرن 16م حول قبة سيدي عقارب التي تبعد حوالي 20 كلم غرب صفاقس وتستغل أراضي خصبة لزراعة الحبوب و الزيتون . و كانوا شديدي الارتباط بالمثاليث في زمن السلم و زمن الحرب يتعايشون معهم بسلام مستغلين نفس المجال الترابي حتى أن أغلب الوثائق الادارية و الجبائية تعتبرهم كجزء من قبيلة المثاليث
    و ينقسم العقاربة إلى فروع أصيلة تنحدر مباشرة من سيدي عقارب : الرباحات _ الجواودة _ البكاكرة _ العرابة _ الطوالبية
    أو من أحد أصحابه مثل :التراكة _ النواصر _ المومنية _ السوالم _ أولاد الحاج حميدة
    و أما الفروع الدخيلة فهي السعادي و الرزايقية و الجوالي وهم من أصول طرابلسية حافظوا على انتمائهم القبلي و بقوا على اتصال بموطنهم الأصلي و الزرقان من كنفدرالية ورغمة و العطيات من دخلة المعاوين و العرابة من جلاص
    و ارتبطت نشأة العقاربة باسم إبراهيم بن يعقوب بن فضل بن سباع الذوادي ( ت 1383 م ) المسمى بصيد عقارب أي " أسد عقارب "، لما كان عليه من شجاعة و فروسية و رباطة جأش، مؤسس الزاوية ثم عقبه على رأسها ابنه حامد ثم نصر بن حامد، كانت أسرته من الذواودة المنتجعين بالبلاد الغربية حلت بافريقية على اثر مجاعة أصابتهم في النصف الأول من ق 14 م لكن أبويه ماتا مبكرا فكفلته أسرة عامر بن جامع من أولاد صولة من الكعوب
    و شب إبراهيم على الفروسية حتى كانت له مشاركة تذكر في التصدي لقبائل بدوية منافسة للكعوب بودران الذي كان ميعادا سنويا للقبائل السليمية عند نزولها إلى الصحراء في فصل الشتاء
    ثم أصبح قائدا لمجموعة من الفرسان بها 62 رجلا تتولى الإغارة على القوافل و في إحدى الغزوات التي اعترض فيها قافلة محملة بالجلد و النحاس متجهة من القيروان إلى المحرص التقى بغفير القافلة الصالح أبي الحسن علي العبيدلي نزيل القيروان و المتوفي سنة 1348 م.
    ومثل هذا الحدث منعطفا في سيرة المحاربين الذين تابوا و تخلو عن السيف وفضلوا الاستقرار باستثناء اثنين و نزلت هذه المجموعة البدوية غير بعيد عن صفاقس بواد عقارب و هنشير أصبح يسمى بهنشير "الستين" قرب بئر العرائس
    انتقل دور المحاربين إلى حماة المزارعين الذين يقدمون لهم مقابل ذلك إتاوة تؤخذ تحت اسم زكاة المواشي والحبوب مما شجع على امتداد مجال صفاقس الزراعي و في المقابل نظرت القبائل المنتشرة هناك إلى هذه الزاوية المنتصبة وسط أراضيها نظرة ريبة فكانت قبيلة بنو عثمان من بني علي ( المثاليث ) تشن الغارات المتتالية عليها في بداية أمرها لكن ذلك لم يحد من تدعيم دورها و امتداد الأراضي المستصلحة الذي حضي بموافقة السلطة والحضر والمزارعين
    و توزع العديد من أفراد القبيلة في مختلف الجهات خاصة صفاقس و الساحل و ضواحي تونس وارتحل أحد الفروع ( فرع الطوالبية ) للاستقرار لدى المثاليث حول قبة سيدي محمد بن عمر أحد أصحاب سيدي عقارب
    بقلم حاتم الضاوي

    المصادر
    · محمد حسن : المدينة و البادية بإفريقية في العهد الحفصي ج1 ص 129_130
    · محمد مقديش : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ و الأخبار ص 306-307 / 312-313- 316
    · محمد علي الحباشي: عروش تونس ص 22
    · محمد علي الحباشي : العروش من النشأة إلى التفكيك ص154_155
    · محمد علي الحباشي: التونسيون - الأصول و الألقاب ص146
    · عبد الواحد المكني : الأصل و الفصل في تاريخ عائلات صفاقس
    · Mohamed Ali Habachi : Les Sahéliens Archives beylicales et coloniales 1574_1957 p32_33

  13. #13
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    عزيزنا .. رعاك الله
    لا داع للتكرار الذي يضعف الاهتمام بالموضوع
    خير الكلام ما قل ودل بارك الله بك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : العقاربة
    بواسطة حاتم الضاوي في المنتدى مجلس قبائل تونس العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-09-2020, 04:28 PM
  2. تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : ورغمة
    بواسطة حاتم الضاوي في المنتدى مجلس قبائل تونس العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-08-2020, 08:30 PM
  3. تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : المعاوين
    بواسطة حاتم الضاوي في المنتدى مجلس قبائل تونس العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-08-2020, 09:50 PM
  4. تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : بجاوة
    بواسطة حاتم الضاوي في المنتدى مجلس قبائل تونس العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-08-2020, 11:13 PM
  5. تفصيل المقال في القبائل و العروش التونسية : جندوبة
    بواسطة حاتم الضاوي في المنتدى مجلس قبائل تونس العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-08-2020, 08:45 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum