بنو أمية في تطوان:
ورثت تطوان الأندلس أصلا وفصلا ومجتمعا وعقلية وسلوكا وعادات، ذلك أن القائمين على تجديد بناء المدينة كان أكثرهم أندلسيين، وكان من الطبيعي أن ترث هذه المدينة شيئا ولو قليلا من تركة ملوك الأندلس أيام عزها من أمراء وخلفاء بني أمية.
وإذا استثنينا بعض ذرية حضرة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذين جاء أكثرهم من البادية خصوصا من قبيلة الأخماس أو من بني سعيد، فإنني وقفت من أبناء الخلفاء على أربع بيوت أشهرها وأكبرها بيت بني لوقش (يكتب في الرسوم القديمة لوكس وهو لقب أعجمي) وهم من مهاجرة 1018 للهجرة/ 1609م، وكان جل الرعيل الأول منهم حريصا على زيادة لقب "الأموي" في رسومه، وقد بلغ بعضهم مرتبة الإمارة على المدينة في عهد السلطان إسماعيل ومن أتى بعده وهما القائد الفارس والعالم المفسر والأديب الشاعر أبو حفص عمر لوقش الذي نفي آخر الأمر إلى تارودانت من بلاد السوس الأقصى، ثم ولده القائد محمد بن عمر الذي كان من خيرة ولاة هذه المدينة والذي نكبه المخزن هو الآخر وانتهى به الأمر مستجيرا بالضريح المشيشي في جبل العلم.
ومن أبناء الخلفاء أيضا بيت قديم هنا كان يلقب ب"أبري" بتشديد الراء، كان جلهم يضيف لقب "الأموي" ولكنهم الآن بادوا، والذين في تطوان الآن بهذا اللقب جاؤوا من بعض قبائل غمارة. ومثلهم عائلة من السكان الأقدمين لعين المر (بوعنان) بين قريتي بني صالح وأبي سملال خارج المدينة تحمل لقب "الماوي" وأصلها من سبتة من ولد عبد الملك بن الخليفة عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد الأوسط بن الحكم الربضي بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان على ما وجدنا بيدهم من رسوم عددها ثلاثة.
وأما الرابع فهو بيت عريق في هذه المدينة هم أولاد "ابن حساين"، وقد ورد في رسم قديم أنهم كانوا يعرفون بلقب "اليزيدي"، من ولد الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأولاد ابن حساين لم ينزلوا تطوان من الأندلس رأسا بل كان نزولهم أولاد بساحل الريف في قبيلة تمسامان ومنها انتقل بعض أسلافهم إلى تطوان. وربما كان بعض الشيوخ والعجائز يعيرونهم قديما بأنهم من ذرية قاتل الحسين، ومثل هذا حكاه العلامة التهامي الوزاني في "مدرسة لوقش" عن أولاد لوقش أيضا، وهو من عمل بعض الجهلة.
وإذا كان حال الخلف وهم مهاجرون لا يقارن بحال السلف وهم الملوك فإن الأصل الرفيع سرعان ما يظهر في الأفعال والآثار، وانظر كيف أن أولاد لوقش على قصر مدة ولايتهم في تطوان تركوا الكثير من الآثار أولها سقاية باب العقلة وآخرها مدرسة لوقش العظيمة الملاصقة لساحة "الغرسة الكبيرة" التي تظهر في الصورة الثانية. ارسل لي المعلومة الصديق بوعمامة المرابط الزآوي بارك الله فيه


uhzgm g,ra hglv,hkdm hghl,dm