عاش في قريته مع أهله وذويه
منذ صغره
وبعد إنصرافه من المدرسة
يأخذ مسحاته ويبدأ بالعمل في مزرعته
مع والده وبقية إخوته
هكذا عاش طوال تلك الأعوام
بعدما أن حصل على شهادة الثانوية العامة
قرر أن يكمل دراسته الجامعية
في إحدى الدول الأوروبية
طرح هذه الفكرة على والديه
ولكن قوبلت فكرته بالرفض التام
من قِبل والديه
يابُني :
لا نسمح ولا نرضى لك
بالذهاب للدراسة لخارج بلدك
الجامعات ولله الحمد لدينا بكثرة
بأقسامها وأنواعها
وأهم شيء أنها قريبة منا
وكما تعلم
االفُرقة صعبه جدا لا نطيقها ولا نتحملها
ونحن خايفين عليك في الغُربة
لاسيما دوله أجنبية
لا هم منا ولا هم منا
لا في معيشتهم ولا في لغتهم ولا في عاداتهم ولا في تقاليدهم
فالأمر يابُني صعب للغاية
مستحيل أن نسمح لك بالدراسة خارج بلدك
حاول ثانية أن يقنع والديه
لكن هذه المرّة كانت الضربة القاضية من الأب للإبن
إسمع يابُني :
شيل فكرة السفر والدراسة في الخارج
وإلا سوف أعاقبك عقابا شديدا
في حال عدم سماعك وإصغائك لنا
كما أمنعك بعدم مواصلة دراستك الجامعية
وتبقى معي ومع إخوتك الصغار
نعمل في مزرعتنا التي عشنا عليها وتربينا فيها
وأكلنا من خيراتها التي وهبها الله لنا
هدأ الإبن بعد ما سمع ذلك التهديد العنيف والعقاب الشديد
حاضر ياأبي
في هذه الفترة الوجيزة
أفتتح في أحدى الجامعات في بلاده
قسم كان من ألأقسام التي وضعت لها مميزات خاصة
عن جميع بقية الجامعات الأخرى في البلاد
من حيث المكافآت ومن حيث السكن ومن حيث المواصلات
أضف إلي ذلك تلك المميزات العالية والمرموقة عند التخرج
قدم الإبن أوراقه وشهاداته المتفوقة للجامعة
فكانت جميع شروط القبول والتسجيل متوفرة لديه
فتم قبوله بالجامعة من ضمن الأوائل المتقدمين المعدودين على الأصابع
وهذا بدأ في دراسته وماهي إلا سنوات معدودة
ويتخرج من الجامعة
بتلك الشهادة العالمية الراقية النادره على مستوى العالم بأجمعيه
وهكذا تمت الفرحة وغمرت والدية بالأخص وجميع أفراد قريته وعشيرته
و قرروا أهل قريته وعشيرته بإقامة حفل كبير ساهر بهذه المناسبة والفرحة العظيمة
وقد أعدت الولائم وقُدمت الهدايا وألقيت الخطب والكلمات وتغنى الشعراء بقصائدهم وقد غطت السماء بتلك العيارات النارية
محتفلة بتلك المناسبة التاريخية .


i;`h ;hkj hgtvpm