النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: نسب بني ضبة بن أد عند البلاذري

قال البلاذري رحمه الله في نسب ضبة بن إد: ولد ضبة بن أد بن طابخة: سعد بن ضبة وسعيد بن ضبة. وباسل بن ضبة، وهو أبو الديلم فيما يقال.

  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي نسب بني ضبة بن أد عند البلاذري

    قال البلاذري رحمه الله في نسب ضبة بن إد:


    ولد ضبة بن أد بن طابخة:

    سعد بن ضبة
    وسعيد بن ضبة.
    وباسل بن ضبة، وهو أبو الديلم فيما يقال.
    قال هشام بن محمد الكلبي: حدثني أبي قال: خرج باسل مغاضبا لأبيه فتزوج امرأة من العجم، فولدت له، فيقال إن الديلم ولد باسل هذا، وهم ينسبون إليه. وعمرو بن ضبة درج.

    وقال غير الكلبي: وقع بين باسل وبين أخيه سعد شر فاقتتلا فغضب، ووقع بالديلم فعظمه أهلها حتى عبدوا رحله إلى أن ذهب الرحل، ثم جعلوا له مثالا من طين فعبدوه، فبعض من بالديلم من ولده.


    وحدثني محمد بن الأعرابي عن المفضل بن محمد الضبي قال: خرج سعد وسعيد ابنا ضبة في طلب إبل لهم، فرجع سعد. ولم يرجع سعيد، وكان ضبة كلما رأى شخصا مقبلا قال أسعد أم سعيد؟ فذهبت كلمته مثلا. فبينا ضبة يسير ومعه الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد في الشهر الحرام إذ أتيا في طريقهما على مكان فقال الحارث لضبة: أترى هذا المكان فإني لقيت به فتى من هيئته كذا وكذا فقتلته وأخذت هذا السيف منه، وإذا صفته صفة سعيد. فقال ضبة: أرني السيف أنظر إليه فناوله إياه فعرفه ضبة، فقال عندها: إن الحديث ذو شجون، أي متشعب كشجون الجبل فذهبت مثلا، ثم ضرب الحارث بالسيف حتى قتله فلامه الناس في ذلك، وقالوا: تقتل في الشهر الحرام؟ فقال: سبق السيف العذل، فذهبت مثلا وقال الفرزدق:
    فلا تأمنن الحرب إن استعارها ... كضبة إذ قال: الحديث شجون
    [1] وليس لسعيد عقب، وأم ولد ضبة هؤلاء: ليلى بنت لحيان بن هذيل بن مدركة، وقد روى بعض أهل الكذب في أمر سعد وسعيّد حديثا مصنوعا لا نعرفه ولا تعرفه العرب، ولا يرويه أهل العلم.
    وولد سعد بن ضبة:

    بكر بن سعد
    وأمه من إياد. وثعلبة بن سعد.
    وصريم بن سعد، وهم أهل أبيات. وأمهم هند بنت ثعلبة بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيّئ.
    فولد بكر بن سعد بن ضبة:

    مالك بن بكر.
    وعبد الله بن بكر، وهو عبد مناة، وأمهما الممناة بنت الأوس بن تغلب بن وائل.
    فولد مالك بن بكر بن سعد:

    ذهل بن مالك،
    وأمه هند، وهي الخشبة بنت عبد الله بن قداد من بجيلة، وهي عمة أم خارجة السريعة النكاح. ويقال إنه ذهل بن ثعلبة بن عكابة والله أعلم. والسيد بن مالك.
    وعائذ بن مالك. وتيم بن مالك وهما التوأم- وأمهم السؤوم بنت الحارث بن عبد مناة بن كنانة.
    [1] ديوان الفرزدق ج 2 ص 333.


    فولد ذهل بن مالك بن بكر:

    بجالة.
    وصبح. وتيم. وخزيمة درج.
    فولد بجالة بن ذهل:

    كعب بن بجالة.
    وضبيعة بن بجالة.
    وحنبل بن بجالة. وربيعة درج، وأمهم جرثم بنت ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك.
    فولد كعب بن بجالة بن ذهل:

    زيد.
    وهاجر. وكوز. وعبد الله.
    فولد زيد بن كعب بن بجالة:

    مالك بن زيد.
    وعمرو بن زيد، وأمهما بنت عبد بن عبيد بن نصر بن عائذة بن مالك وهي النعام.
    فولد مالك بن زيد بن كعب: قطن. وأفلت.
    فولد قطن بن مالك بن زيد: شبابة.
    وولد أفلت بن مالك بن زيد: فلان بن أفلت، اسمه فلان.
    وربيعة بن أفلت. وعمرو بن أفلت.

    فمن بني مالك بن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهب بن مالك بن بكر: ضرار بن عمرو، وعمرو هو الرديم بن مالك بن زيد،
    رأس فطالت رئاسته وقال لابنته وأنكحها معبد بن زرارة: يا بثينة أمسكي عليك الفضلين: فضل الكلام، وفضل الغلمة.

    وشهد ضرار يوم القرنتين [1] ،
    وكان خبره أن النعمان بن المنذر جهز أخاه لأمه وهو وبرة بن رومانس بن معقل الكلبي- من بني عبد ود، وأمهما سلمى بنت وائل بن عطية، من أهل فدك وهو الصائغ- في جيش عظيم
    [1] بهامش الأصل: يوم القرنتين. والقرنتان موضع على أحد عشر ميلا من فيد للقاصد مكة.
    معجم البلدان.



    جمعهم من معد وغيرهم، وأرسل إلى ضرار بن عمرو الضبي وهو الرديم- سمي رديما لأنه ردم ردما بأرض قومه، ويقال: إنه كان في حرب فسد موضعا فيها عن جماعة من قومه فقيل الرديم والرادم- وكان يومئذ شيخا كبيرا فأتاه في تسعة من ولده كلهم قد رأس، وقاد جيشا وبلي قتاله، وأتاه حبيش بن دلف أحد بني السيد، وكان أحد فرسان العرب المعروفين وكان آدم نحيفا، فبعث معهم عيرا له إلى مكة، وقال لهم النعمان: إذا فرغتم من أمر العير فعليكم ببني عامر فإنهم قريب منكم. فلقوهم حين فرغ الناس من سوق عكاظ، ورجعت قريش إلى مكة، فزعموا أن عبد الله بن جدعان بعث إلى بني عامر من آذنهم بالجيش، فلقوهم بالقرنتين على حذر، ورئيس الناس أخو النعمان والضبيون معه وغيرهم، وبنو عامر متساندون، فلما رأى عامر بن مالك أبو براء ما يصنع ضرار حمل عليه فطعنه فصرعه، وحامى عليه بنوه وأحاطوا به حتى ركب وكان عليه درعان فلم تعمل فيهما الطعنة، ثم حمل على حبيش بن دلف الضبي فأخذه أخذا عن فرسه فافتدى نفسه بأربعمائة بعير، وأسر وبرة أخو النعمان ورجعت عيون النعمان بما لقي ذلك الجيش وأخبر أن أخاه أسر في أول وهلة فلما انصرف ضرار قال له النعمان:
    بلغني أن وبرة أسر وأنك قمت بأمر الناس وطعنت فسلمت فكيف هذا؟
    قال: نجاني الأجل وإكراهي نفسي على الحق الطوال يعني أمهات أولاده الذين حموه، وافتدى وبرة نفسه من يزيد بن الصعق، وهو كان أسره بألف ناقة صفراء وقينتين وحكمه في أمواله، ومكث يَزِيدَ بْن عَمْرو بْن خويلد بْن نفيل بن عمرو بن كلاب، وهو يزيد بن الصعق. وكان يقال لخويلد:
    الصعق، وقعت عليه صاعقة فأحرقته بعد يوم القرنتين، ثم هلك فرثاه طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب فقال:
    إذا أنتم أبتم قبلنا ... إلى الحي فانعوا أبا عابس
    يزيد بن عمرو لإخوانه ... وللضيف يطرق والبائس
    وللخيل تحسبها شرياتها [1] ... ذي صدور قنا يابس
    وقال يزيد بن عمرو بن خويلد وهو الصعق:
    تركت أخا النعمان يرسف عانيا ... وجدّعن مرا [2] والملوك الصنائعا
    تركنا حبيشا حين لاقاه بأسنا ... يعالج مأسورا لدينا الجوامعا
    ويقال إن حبيش بن دلف قتل يوم القرنتين، وهو قول الكلبي، وكان ولد ضرار بن عمرو يوم القرنتين معه وهم ثمانية عشر: حصين بن ضرار. وعمرو بن ضرار. وعبد الحارث بن ضرار. وعامر بن ضرار.
    وأدهم بن ضرار. ودلجة بن ضرار. وجبار بن ضرار. ومنذر بن ضرار.
    وقبيصة بن ضرار. وحنظلة بن ضرار. وقيس بن ضرار. والحارث بن ضرار. وحسان بن ضرار. وسلمة بن ضرار. وهند بن ضرار. وكان المنذر بن حسان بن ضرار من وجوه أهل الكوفة فخطب إليه عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي ورجل من ضبة فزوج الثقفي، ورد الضبي فقال:
    ما كان في القوم الذين تتابعوا ... على اللوم إذ باعوا أمامة من فقر
    لقد كنت أدنى لو رعى ذاك منذر ... وأقرب رحما من حليف بني نصر
    يريد الذي بين ثقيف وبين نصر بن معاوية.
    قالوا: وكان شتير بن خالد بن نفيل بن عمرو بن كلاب، ويقال
    [1] الفرس في سيره بالغ فهو شريّ، والشرية: الطريقة والطبيعة ومن النساء اللاتي يلدن الإناث. القاموس.
    [2] بهامش الأصل: يعني مرّ بن أد.


    شتير بن عنبة بن خالد بن نفيل، لقي رجلا من ضبة يقال إنه حصين بن ضرار فأراد شتير أسره فعجل رجل ممن معه فرماه فقتله، وبلغ الخبر ضرار بن عمرو فركب فيمن معه من قومه فسأل عن بني كلاب فأخبر أنهم بغول، وهي من بلاد بني عامر، فأغار عليهم فاقتتلوا فأسر شتير بن خالد، وقتل ابن عم له، وقدم ضرار شتير فضربت عنقه، ويقال إنه قتله عبد الحارث بن ضرار، فقال الفرزدق:
    وهن على خدي شتير بن خالد ... أثير عجاج من سنابكها كدر
    [1] فولد حصين بن ضرار بن عمرو: زيد الفوارس بن حصين بن ضرار، وأمه زهرة بنت سويد، ضبية، وهرثمة بن حصين وهو أخو زيد لأمه أسرته بنو قيس بن ثعلبة ففداه أخوه زيد، وأدرك الإسلام وهاجر إلى البصرة، وولده بالبصرة كثير.
    فقال الذي أسر هرثمة:
    أهرثم لا منّا عليك ولا فدى ... أودت ولكن كنت للود راعيا
    حبوت بها زيدا على بعد داره ... وما أملت نفسي هناك الأمانيا
    ويقال إنه بعث به إلى زيد أخيه بلا فداء.
    وأما زيد الفوارس بن حصين بن ضرار صاحب محرق، وخبره أن محرقا الغساني، وهو الحارث بن عمرو بن عامر أخو جفنة بن عمرو، وسمي محرقا لأنه أول من أحرق وعذب بالنار، وكان حرق نخلا باليمامة، جمع جيشا عظيما من أحياء العرب، إياد وغيرها، فمر ببني تميم فاستقبلوه وأعطوه الأتاوة، وهي من كل رجل للسنة جراب من أقط، ونحي من
    [1] ديوان الفرزدق ج 1 ص 253.



    سمن، وجزة من صوف، وكبش، ثم مر ببني ضبة فأرادهم على أن يؤدوا مثل ذلك فأبوا ونادوا فيمن غاب عنهم من قومهم فاجتمعوا، وشهد ذلك اليوم زيد الفوارس بن حصين بن ضرار، فاقتتلوا مليا من النهار أشد قتال:
    فأسر زيد الفوارس محرقا وأسر هنيء بن حبيش بن دلف أخا محرق، ويقال أسره حبيش نفسه، فلبثا فيهم أياما ثم قدمهما زيد الفوارس فقتلهما واستنقذ قوما من طيّئ كانت لهم به حرمة، وضرب يومئذ زيد على شماله وعلى رجله فلذلك عزم على قتل محرق وأخيه، وفي ذلك يقول ربيعة بن مقروم الضبي الشاعر:
    ويوم تخمط الملك ابن عمرو ... كسونا رأسه عضبا شنينا
    وقال الفرزدق:
    ومحرقا جمعوا إليه يمينه ... بصفاد مغتصب أخوه مكبل
    ملكين يوم بزاخة قتلوهما ... وكلاهما تاج عليه مكلل
    [1] ويقال لهذا اليوم يوم بزاخة، ولم يجتمع سعد بن زيد مناة بن تميم والرباب على أحد غير زيد الفوارس.




    ksf fkd qfm fk H] uk] hgfgh`vd


  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    قالوا: وغزا بنو سعد ومعهم بنو ضبة والرباب ورئيسهم زيد الفوارس، بني بكر بن وائل بالخوع فنذرت بهم بكر فاقتتلوا قتالا شديدا، فبينا هم يقتتلون أثبت المسلب أحد بَنِي تيم اللَّه بْن ثعلبة بْن عُكابة بْن صَعب بْن عَلِي بْن بَكْر زيد الفوارس فقصد له فرماه فقتله، وهزموا بكر بن وائل بعد مقتل زيد وقتلوا المسلب قاتل زيد وقتلوا أخاه أبا عمرو، وقتلوا عمرو بن همام، فقال رجل من ضبة.
    [1] ديوان الفرزدق ج 2 ص 158.


    نحن قتلنا المسلبين كليهما ... وعمرو بن همام وبشر بن حابس
    وعمرو بن هند قد تركنا مجندلا ... تعفى عليه العاصفات الروامس
    قتلنا عداء خمسة من سراتهم ... بواء فما أوفوا بزيد الفوارس
    وأغارت بنو ضبة على ابن سبيع بن الخطيم التيمي، فأتى زيدا فشكا ذلك إليه فلبس لامته وأخذ رمحه ونادي: يال ذهل، وهم قومه، فأجابوه فانتزع الإبل وردها على ابن سبيع.
    ومن ولد زيد الفوارس: ضرار بن حصين بن زيد، كان قتيبة ولاه أمر بني تميم بخراسان والبادية. ولحيان بن ضرار أخي زيد الفوارس عقب بالبصرة والكوفة والبادية.
    وأما قبيصة بن ضرار فقتله بنو ثعلبة بن سعيد بن ضبة لشر كان بينهم. وقتلت بنو ثعلبة أيضا حكيم بن قبيصة قبل أبيه فقال قبيصة:
    فهل أنا إن تركت لكم حكيما ... مضلي الموت يوما إن أتاني
    وله عقب بالبصرة والبادية، وفي قبيصة تقول جعدة بنت ضرار أخته.
    ما بات من ليلة مذ شد مئزره ... قبيصة بن ضرار وهو موتور
    لا تقرب الكلم العوران مجلسه ... ولا يذوق طعاما وهو مستور
    ومن ولده بالبادية رجل يقال له عمرو بن الحارث كان له فضل وسؤدد.
    وأدرك حنظلة بن ضرار الإسلام وطال عمره حتى أدرك يوم الجمل.
    وقيل له: ما بقي منك؟ فقال: أذكر القديم وأنسى الحديث، وآرق في الخلاء وأنام في الملإ.
    ومنهم: المنذر بن حسان بن ضرار شرك في دم مهران الفارسي يوم النخيلة، في أيام عمر بن الخطاب، فأعطي بعض سلبه.
    وسلمة بن عمرو بن ضرار، شهد فتح الري.

    ومنهم: عبد الله بن شبرمة [1] بن الطفيل بن هبيرة بن المنذر بن حسان بن ضرار،
    ولي قضاء الكوفة وسوادها لأبي جعفر أمير المؤمنين، وكان فقيها نبيلا، وكان صديقا لابن المقفع فزعموا أنه قال: الرائد رائدان:
    رائد يكذب، ورائد لا يكذب، فأما الكاذب فسلم بن قتيبة أطلعته مني على خلة فاغفلني، ومر بي ابن المقفع وأنا ملزوم فصفحني ومضى، فقيل لي:
    هذا صديقك مر بك وأنت على هذه الحال فلم يعرج عليك. فقلت: أنا به واثق وإن وراء هذا من أمره لخير. فلم ألبث أن أتاني غلامه بحقة فيها حلي ذهب وجوهر ثمين فقال: يقول لك سيدي إني رأيتك على تلك الحال فغمني أمرك، ولم أكن على ثقة من أن هذا في منزلي حتى أخبرني أهلي أنه عندهم وجاؤوا به لي إذ شكوت إليهم اهتمامي بأمرك فبعه واقض دينك، واستعن بباقي ثمنه على دهرك. وكان عبد الله بن شبرمه يكنى أبا شبرمه وهو القائل:
    هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول سعد وفي قول ابن مسعود
    إن دام ذا العيش لم نحزن على أحد ... منا يموت ولم نفرح بمولود
    فقال ابن شبرمة: مواضع الصمت المحمود قليلة ومواضع الكلام المحمود كثيرة.
    وروي عنه أنه قال: عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار.

    [1] بهامش الأصل: ابن شبرمة.





    وقال: رأس المروءة صلة الرحم، ومن آثر بصلة غير ذوي رحمه ومنعهم فضله كان كمن لبس لباس الرأس في الرجلين ولباس الرجلين في الرأس.
    وكان يقول: إياك وعزة الغضب فإنها تحوجك إلى ذلة الاعتذار.
    وكان يقول: الرأي ضالة فاستدلل عليها بالمشاورة.
    وقال ابن شبرمة: ليس حسدك صاحبك أن تتمنى مثل نعمته، ولكنه أن تتمنى زوالها عنه.
    وكان يقول: من حسن خلقه لم تملل معاشرته.
    وحدثني عبد الله بن صالح عن أبي زبيد قال: قال ابن شبرمه: ما عرفت من رجل كذبا إلا استوحشت من النظر إليه فضلا عن استماع كلامه وحديثه.
    ومات عبد الله بن شبرمه بالكوفة سنة أربع وأربعين ومائة.
    وروي عنه أنه قال: ما طولب كريم بمثل التأني والرفق.
    والقعقاع بن شبرمه، ويزيد بن القعقاع بن شبرمه.

    ومنهم: مثجور بن غيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار بن عمرو،

    كان شريفا عالما بأنساب الناس وأيامهم، وكان الحجاج ولاه ابن قباذ، ثم قدم عليه وقد بنى الديماس فقال: أدخلوه إياه حتى ينظر إليه، فأدخلوه فلما خرج منه قال: كيف رأيته؟ قال: مدخل سوء. قال: فلا تعرض نفسك له. قال: والله لا أدخله أبدا. فقال: ارجع إلى عملك، فانكسر عليه خراج من خراجه لاعتلال أهل الخراج فيه عليه وادعائهم مظالم امتنعوا لها من الأداء، فلما انتشر أمره واستبطأه الحجاج هرب إلى جنديسابور بالأهواز فاستخفى عند موسى بن يزيد الأسواري وتزوج ابنة امرأته، وبلغ الحجاج مكانه فبعث في حمله فهرب فأخذ الحجاج موسى فقطع يديه ورجليه، ونجا مثجور فأتى المدينة ونزل قصر المطرف، وهو عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، فبعث الحجاج إلى عثمان بن حيان المري، وهو والي المدينة في طلبه وإشخاصه إليه فبحث عنه، وأخبر أنه في دار المطرف، فهجم في أصحابه فوجد مثجورا يقرأ في مصحف فأفلت من أيديهم فأخذوا امرأته ليقتلوها فصاحت: يا مثجوراه فخرج عليهم مثجور بالسيف وهو يقول:
    لقد حذرت لو نجا يوما حذر ... والله ما ينفعني يوما أفر
    والموت خير لي من وال أشر
    وقاتل حتى قتل، فاحتز عثمان بن حيان رأسه فبعث به إلى الحجاج، فأمر الحجاج بإدخال رأسه الديماس وقال: احنثوه وأمر به بعد ذلك فنصب وصلبت جثة مثجور بالمدينة فقال القلاخ [1] :
    أمثال مثجور قليل ومثله ... فتى الصدق إن صفقته كل مصفق
    وما كنت أشريه بدنيا كثيرة ... ولا بابن خال بين غرب ومشرق
    فإن يأخذوا أوصاله يصلبونها ... فلن يدركوا الأرواح جسم محلق
    وادعى المطرف على عثمان بن حيان وأصحابه أنهم حين هجموا أخذوا دروعا له، فقال عثمان: وما دروعك يا منكوح، إنما هي دروع النساء، فلما عزل عثمان اقتص له منه، وقد كتبنا خبر المطرف في نسب ولد عثمان رضي الله تعالى عنه.

    [1] هو القلاخ بن حزن المنقري. انظر حماسة أبي تمام ص 556. الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 444.


    وقال الحجاج لمثجور: أخبرني عن قومك فقال: بنو حنظلة أكرمنا وفودا وأحسبنا جدودا. وبنو عمرو بن تميم أعظمنا أحلاما وأكثرنا حكاما.
    قال: فما بقيت لكم معشر الرباب؟ قال: نحن أحدها رماحا وأحسنها صفاحا.
    وكانت لمثجور ابنة يقال لها منيعة تحت قتيبة بن مسلم، فأمره الحجاج بطلاقها فطلقها، فتزوجها مخلد بن يزيد بن المهلب فمات قبل أن يبني عليها، ثم تزوجها محارب بن مسلم بن زياد، وكان الحجاج يذكر مثجورا فيقول: لعن الله ابن الحباق، وذلك أن غيلان بن خرشنة أباه كان أثيرا عند الولاة وعند زياد خاصة، فإنه لعنده ذات يوم إذ حبق غيلان، فتغافل القوم عنه، وأقبل زياد عليهم في الحديث، ثم إن غيلان قال ذات يوم لرجل من ثقيف: أشرب الخمر أفسد عينيك؟ قال: لا ولكنه أفسدها حبقك عند أميرك، وكان الأحنف حاضرا فقال له: ذق غيلان.
    وكان غيلان بن خرشنة يكنى أبا معدي كرب وكان حلف ألا تتبكر له امرأة بجارية إلا طلقها، فقال فيه بعض من خطب إليه:
    أقبلت توضع بكرا لا خطام له ... حسبت ريطة عندي بيضة البلد
    انك من خاطب أهل لمشتمة ... إذ هب فلا تخطبن بعدي إلى أحد
    وتزوج بعض بنات زياد فجاءته بابنتين في بطن وهما: أم الفضل، وأم عاصم، فدخل على عبيد الله بن زياد وهو كاسف البال فقال له: مالك يا أبا معدي كرب؟ قال: صبحت بابنتين وفارقت أعز أهلي علي فأمر له ولأمرأته وابنتيه بمال.

    فأما أم الفضل فتزوجها دَاوُد بْن قحذم، أحد بني قيس بْن ثعلبة، ثم خلف عليها يزيد بن المهلب، فولدت له مخلدا. وأما أم عاصم فتزوجها أبو حاصر الأسيدي، ثم تزوجها عيسى بن خصيلة ثم تزوجها سليمان بن عباد، فمضى بها إلى عمان.

    ومنهم الرقاد بن المنذر بن ضرار
    الذي يقول فيه الأخضر بن هبيرة بن المنذر:
    إني امرؤ عمي الرقاد بن منذر ... وحسان والشيخ الرئيس المخاصم
    وكان الرقاد شاعرا.

    وولد كوز بن كعب بن بجالة:
    منقذ بن كوز.
    فولد منقذ: حنين بن منقذ. ومسعود بن منقذ. منهم المسيب [1] بن زهير بن عمرو بن جبيل بن الأعرج بن ربيعة بن مسعود بن منقذ بن كوز صاحب شرط أبي جعفر أمير المؤمنين المنصور، وإليه تنسب المنارة بقرب باب الكوفة ببغداد، وابنه زهير بن المسيب قتل ببغداد، وربط بحبل وجر في الطرق، وذلك في فتنة محمد بن هارون الرشيد المعروف بابن زبيدة، ومحمد وهو المخلوع قتله طاهر بن الحسين حين وجهه إليه المأمون أمير المؤمنين أخوه من خراسان.

    وولد هاجر بن كعب بن بجالة:
    زيد بن هاجر. وعبيد بن هاجر.
    وأسيد بن هاجر.
    منهم علقمة بن موهوب بن عبيد بن هاجر كان فارسا من فرسان ضبة في الجاهلية. ووهب بن موهوب وكان مع زيد الفوارس طليعة يوم لقيت طيّئ، وفيهم قيس بن أوس فقال زيد:

    [1] بهامش الأصل: بلغت المعارضة ولله كل حمد وفضل.


    دعاني ابن موهوب على شيء بيننا ... فقلت له إن الرماح مصائد
    وقلت له كن عن يميني فإنني ... سأكفيك إن زاد المنية زائد

    وولد ضبيعة بن بجالة بن ذهل:
    هلال بن ضبيعة. وعامر بن ضبيعة. ومرة بن ضبيعة. منهم هبيرة بن الأشعث بن عبد الرحمن بن عصم بن عامر بن هلال بن ضبيعة بن بجالة كان شريفا.
    ومنهم معبد بن سعنة من بني هلال بن ضبيعة بن بجالة، وهو ابن رميلة الشاعر، وكان ممن حبس بالمشقر [1] زمن الصفقة [2] ، فهلك هناك وكان كسرى بن هرمز أبرويز كتب إلى باذام صاحبه باليمن في البعثة إليه بما أمكنه من برودها وطرائفها ففعل ووجه إليه بعير فيها طرف وهدايا وجوهر وعنبر، فوثبت عليها بنو تميم فانتهبتها وقتلت من كان يبذرقها من الأساورة، وذلك بحمض، وهو ماء لبني كنانة بن سعد رهط العجاج، وكانت بينهم فيها حرب شديدة. ويقال لليوم أيضا يوم نطاع، ويقال إن كسرى كان بعث أيضا بعير تحمل أشياء من طرف العراق لتباع ويشترى له بثمنها الأدم وغيره مما بالحجاز وما يردها من الشام وغير الشام، فأنهبوها فكتب إلى صاحب البحرين أن إذا كان الزمان الذي يحضر فيه بنو تميم للقاط النخل والثمر أن يجمعهم ويطعمهم حتى إذا أدخلتهم حصن المشقر لم تدع عينا تطرف، ففعل فكان الرجل إذا دخل المشقر أخذ سيفه فلما اجتمعوا صفق عليهم

    [1] المشقر: حصن بين نجران والبحرين، وقيل المشقر: حصن بالبحرين عظيم لعبد القيس. معجم البلدان.
    [2] يعرف يوم الصفقة أيضا باسم يوم الكلاب الثاني. انظر أخباره في العقد الفريد لابن عبدربه ج 6 ص 68- 75.


    الباب فقتلوا إلا من نجا ومن استبقي من الغلمان فحملوا إلى كسرى فاستخدمهم.

    وولد صبح بن ذهل بن مالك:
    عصم بن صبح. وهاشة بن صبح.
    وعريف بن صبح. وشفاء بن صبح. وتيم بن صبح. والحارث بن صبح.

    وولد تيم بن ذهل بن مالك:
    منقذ بن تيم. والحارث بن تيم.

    وولد عائذة بن مالك بن بكر:
    نصر بن عائذة. وقيس بن عائذة.
    منهم شرحاف بن المثلم بن علباء بن قيس بن عائذة، الذي قتل عمارة بن زياد العبسي أخا الربيع بن زياد العبسي، قال الفرزدق:
    وهنّ بشرحاف تداركن دالقا ... عمارة عبس بعد ما جنح العصر
    [1] وكان يقال لعمارة: دالق.
    ومنهم الهويجة بن بجير بن عامر بن سفيان بن أسيد بن زائدة بن حصين بن شبيب بن عبد قيس بن علباء بن عائذة، قتل يوم مؤتة فيقال إن جسده فقد.

    وولد السيد بن مالك بن بكر:
    ذؤيب بن السيد، فيه العدد.
    وغيظ بن السيد. وحيي بن السيد.
    فولد ذؤيب بن السيد: ثعلبة بن ذؤيب. وذكوان بن ذؤيب.
    وولد ثعلبة بن ذؤيب بن السيد: شيم بن ثعلبة. وحرثان بن ثعلبة.
    وعامر بن ثعلبة. وشيبان بن ثعلبة.
    فولد شيبان: غضبان بن شيبان. وربيعة بن شيبان. وبلال بن

    [1] ديوان الفرزدق ج 1 ص 253.



    شيبان. منهم ظالم بن غضبان الذي يقول له الشاعر الضراري [1] :
    إن تك يا ظالم الديان في مدر ... فاننا معشر لا نبتني الطينا
    ومنهم زيد بن حصين بن زهير بن نضلة بن خولي بن نضلة بن ظالم، ولي أصبهان، ويقال الري فأتاه ابن عم له ضبي فجفاه فقال:
    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ... وإذ نعلاك [2] من جلد البعير
    فلست مسلّما مادمت حيا ... على زيد بتسليم الأمير
    فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك القعود على السرير
    ثم دعاه فوهب له بغلا فقال:
    قد قلت لما أتى بالبغل قيمه ... لا بارك الله في زيد وما وهبا
    أعطاني البغل لما جئت زائره ... وأمسك الفضة البيضاء والذهبا
    وولد حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد: وائل بن حرثان.
    وقثمة بن حرثان. وعنمة بن حرثان وهو أبو عبد الله بن عنمة. وعبد الله الشاعر الذي يقول:
    وخيل كريغان الجواد وزعتها ... لها سبل [3] أعراضه تتألق
    وولد عامر بن ثعلبة بن ذؤيب: زبان. منهم يعلى بن عامر بن سالم بن أبي سلمى بن ربيعة بن زبان كان على خراج الري.
    ومن ولده: المفضل بن محمد بن يعلى الرواية، وهو كوفي، ثم إنه شخص إلى البصرة منتظرا لخروج إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، فلما خرج وقتل هرب، فلم يزل يتنقل في البوادي فكثر كتابه عن العرب، ثم استؤمن

    [1] لم أقف على تعريف به بالمصادر المتوفرة.
    [2] بهامش الأصل: خفاك.
    [3] السبل: المطر، والأنف. القاموس.





    له فعاد إلى الكوفة، وأتى بغداد، وكان يكنى أبا عبد الرحمن.
    وولد ذكوان بن ذؤيب بن السيد: الهون بن ذكوان. وعسير. منهم:
    حبيش بن دلف بن الهون الفارس المقتول يوم القرنتين، وابنه هنيء بن حبيش، وكان هنيء فيما يقال أسر الحارث بن عمرو الغساني فقال الفرزدق:
    خالي الذي اغتصب الملوك نفوسهم ... وإليه كان حباء جفنة ينقل
    [1] ولحبيش عقب الشام، ويقال إن حبيشا نفسه قتل الغساني.
    وولد حيي بن السيد بن مالك: كعب بن حيي. وربيعة بن حيي.
    والأحوزي بن حيي. وزيد بن حيي.
    وولد غيظ بن السيد بن مالك: عمرو بن غيظ. وعامر بن غيظ.
    وبالية بن غيظ.
    منهم: سهم بن المنجاب بن راشد بن أصرم بن عبد الله بن زياد- أو زياد شك هشام ابن الكلبي- ابن حزن بن بالية. وكان أحد الثلاثة الذين أوصى إليهم زياد بن أبي سفيان حين مات بالكوفة.
    ومنهم: ربيعة بن مقروم الشاعر، جاهلي، وهو ممن أوقع به أصحاب كسرى يوم الصفقة، ثم عاش في الإسلام زمانا طويلا.
    ومنهم: عياض بن كبير بن جابر الشاعر.

    وولد عبد مناة، وهو عبد الله بن بكر بن سعد بن ضبة:
    عبد الله بن عبد مناة. ومازن بن عبد مناة. ونصر بن عبد مناة.
    منهم: عميرة بن يثربي بن بشر بن وحف بن أمية بن عبد غنم بن

    [1] ديوان الفرزدق ج 2 ص 158.




    نصر، قاضي عمر بن الخطاب بالبصرة، وأخوه عمرو بن يثربي قتل يوم الجمل مع عائشة، وهو القائل:
    إن يقتلوني فأنا ابْن يثربي ... قاتل علباء وهند الجملي
    ثُمَّ ابن صوحان على دين علي
    وكان بشر بن وحف بن أمية الذي قتل محلم بن سيار بن الحارث بن ذهل الشيباني.
    ومنهم: قيس بن عبد الله بن عسعس بن عمرو بن جساس بن عبد غنم بن نصر الذي يقول:
    إني أدين بما دان الشراة به ... يوم النخيلة عند الجوسق الخرب
    ومنهم: لبد بن عبد بن عبيد بن نصر بن عامر بن مازن، كان من فرسان ضبة.
    ومنهم: جليلة بن ثابت بن عبد العزى بن جلاس بن عامر بن مازن، كان رديفا للملك.
    ومنهم: المجذام بن عبد يغوث بن الجلاس بن عامر بن مازن بن عبد مناة، وهو عبد الله بن بكر بن سعد الذي يقول له الشاعر:
    لقد لقي المجذام خيلا كثيرة ... فما طعن المجذام فيها ولا قتل
    ومنهم: أنيف بن جبلة بن عمرو الشاعر، وهو فارس الشميط، وبعضهم يقول فارس السيط، والأول قول الكلبي.

    وولد ثعلبة بن سعد بن ضبة:
    ربيعة بن ثعلبة. وكعب بن ثعلبة.
    والدؤل بن ثعلبة.
    فولد ربيعة بن ثعلبة: كعب بن ربيعة. وبكر بن ربيعة.
    فولد كعب: ربيعة. ومازن. ومعاوية.
    فولد ربيعة بن كعب بن ربيعة: عامر بن ربيعة. وشقرة بن ربيعة.
    وزيد مناة بن ربيعة وهو جروة.
    فولد عامر بن ربيعة: عمرو بن عامر. ومبذول بن عامر. وهلال بن عامر. فولد عمرو بن عامر بن ربيعة: معاوية بن عمرو. وزيد بن عمرو.
    منهم: عبد الحارث بن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسماه عبد الله.
    ومنهم: حويص بن معقل بن صباح الذي يقول:
    وجدت الباهلية أرضعتني ... بثدي لا أجد ولا وخيم
    ومنهم: مالك بن المنتفق بن معقل بن صباح، كان بينه وبين رجلين من بني هلال بن ضبة يقال لهما: أبو الليل والجلاخ شيء، فقتلاه، ثم هربا فاتبعوهما فأدرك أبو الليل في الحرم فقتل، وأدرك الجلاخ بمصر فقتل فقال الفرزدق:
    فلا يصرم الله اليمين التي سقت ... أبا الليل تحت الليل سجلا من الدم
    هم فرقوا قبريهما بعد مالك ... ومن يحتمل ضغن العشيرة يندم
    [1] وكان الذي قتل أبا الليل خالد بن ثوبان وهو ابن ابنة مالك.
    ومنهم: عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح، قاتل بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني، وكان بسطام غزا بني ضبة، ومعه دليل من بني أسد بن خزيمة، فلما كان ببعض الطريق رأى رؤيا هالته: فقصها على الأسدي فتطير فهرب عنه، ودفع بسطام إلى ألف بعير لمالك بن المنتفق بن

    [1] ديوان الفرزدق ج 2 ص 200.




    معقل، وقد فقأ مالك عين فحلها فسر بها واطردها، فاستغاث مالك ببني ضبة فركبوا فلحقوا بسطاما وقد حوى الإبل وكلما اعتاصت عليه ناقة عقرها، فحاربوه ثم إن عاصم بن خليفة بن معقل رمى بنفسه على بسطام، وأخذ الرمح بيديه جميعا فطعنه طعنة لم يخطئ صماليخ [1] إحدى أذنيه، وأنفذ رمحه إلى الناحية الأخرى فخر ميتا. وكان عبد الله بن عنمة الضبي مجاورا في شيبان، ويقال إنه كان معهم في الوقعة فخاف أن يقتلوه فقال:
    أحقا آل مرة لن تروه ... تخب به مواشكة ذمول
    [2]
    فإن يجزع عليه بنو أبيه ... فقد رزئوا ونابهم جليل
    بمطعام إذا الأشوال راحت ... إلى الحجرات ليس لها فصيل
    يقسم نهبه فينا وندعو ... أبا الصهباء إذ جنح الأصيل
    لك المرباع فينا والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول
    الصفي: ما اصطفاه الرئيس، والنشيطة: ما انتشطه وأخذه سوى الصفي، ويروى النشيطة وهو ما كان في الغنيمة وحده مما لا يقسم مثل الجارية والفرس.
    وقد قتلت بنو زيد قتيلا ... وما يوفى ببسطام قتيل
    وأدرك عاصم الإسلام وله بالكوفة خطة وعقب.
    ومنهم: الأضجم بن خناس بن عبيد بن سيف بن عبد الحارث بن طريف بن زيد بن عامر، كان سيدا.

    [1] الصملاخ: داخل خرق الأذن. القاموس.
    [2] المواشكة: السريعة، والذمول: التي تسير الذميل، وهو سير سريع من سير الإبل. شرح حماسة أبي تمام ج 1 ص 553- 555.


    وولد شقرة بن ربيعة بن كعب: معاوية بن شقرة. وعمرو بن شقرة. ومنبه بن شقرة. منهم محلم بن سويط بن عبد بن معاوية بن شقرة وهو الرئيس الأول الذي يقول له الفرزدق:
    زيد الفوارس وابن زيد منهم ... وأبو قبيصة والرئيس الأول
    [1] أبو قبيصة: ضرار بن عمرو، وكناه الفرزدق أبا قبيصة وكنيته أبا عمرو.
    ومنهم: معد بن عوف بن هلال بن شأس بن ربيعة بن محلم بن سويط صاحب عذاب الحجاج. ومنهم: الغطمش [2] بن الأعور بن عمرو بن عطية بن سالم بن عبد الله بن وائلة بن معاوية بن شقرة الذي يقول:
    عَلَى الجوسق [3] الملعون بالري لا يني ... عَلَى رأسه داعي المنية يلمع
    وولد معاوية بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة: قعين بن معاوية. ويقال قعنب بن معاوية، شك ابن الكلبي. وسلول بن معاوية.
    وولد مازن بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة: لأي بن مازن.
    فولد لأي: زفر بن لأي. وضبيعة بن لأي.
    [سائر رجال بني ضبة]
    وقال أبو اليقظان: من ضبة ثم من بني حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد: المحترب بن أوس احتكم إليه بنو رياح بن يربوع وبنو العنبر في

    [1] ديوان الفرزدق ج 2 ص 157.
    [2] انظر شرح حماسة أبي تمام ج 2 ص 1190 حيث هو أبو الغطمش.
    [3] بهامش الأصل بشكل شبه مطموس: يعني جوسقا هزم فيه العدو.


    ماء، يقال له أراب فقضى به لبني العنبر، وحكم على بني العنبر بإبل يدفعونها إلى بني رياح، فقالت امرأة من بني رياح:
    وكانت أراب لنا مرة ... فأضحت أراب بني العنبر
    وقال بعض بني العنبر:
    أنا ابن جلا ليست علي غضاضة ... إذا السيد ووافتني غدا وبنو ذهل
    ومنهم: نواس بن عصمة كان ذا قدر.
    قال: ومنهم يزيد بن سفيان الضبي الذي ضربه الحكم بن أيوب عامل الحجاج بسبب تأخيره الصلاة، وإنكار يزيد ذلك وسنذكر خبره مع أخبار الحجاج إن شاء الله. وصاح يزيد أيضا ببلال بن أبي بردة، وبلال يخطب كما فعل بالحكم بن أيوب، فغضب بلال وهم بعقوبته فقال داود بن أبي هند: أصلح الله الأمير، الناس أربع طبقات منهم من دينه أرجح من عقله، ومنهم من عقله أرجح من دينه، ومنهم كامل العقل والدين، ومنهم ناقص العقل والدين، فرأى بلال بالطبقات ما كان يريد، فإنه لم يرد إلا الخير وكف بلال عنه.
    ومن بني عامر بن ثعلبة بحير بن دلجة بن عوف، الذي عقر بجمل عائشة يوم الجمل، وذلك أنه كان كل من أخذ بخطام الجمل يومئذ قتل، فأراد أن يبرك لئلا يحتاج إلى الأخذ بخطامه. قال ويقال: إن الذي عقربها رجل من الأنصار.
    قال: وكان أخوال الفرزدق من بني شييم وأمه لينة بنت فرطة، قال جرير:
    محليه علي بنو شييم ... بأجدع لا يذب عن الدمار
    ترى الضحاك يمشي مزمهلا ... كأن أباه زيد بني ضرار
    [1] وقال أيضا:
    وما أم الفرزدق من هلال ... ولا أم الفرزدق من صباح
    ولكن أصل أمك من شييم ... فأبصر وشم قدحك في القداح
    ألاك الحي ثعلبة بن سعد ... ذوو الأكال والأدم الصحاح
    [2] ومنهم: العلاء بن قرظة خال الفرزدق، وكان الفرزدق يقول: أتاني الشعر من قبل خالي، وهو الذي يقول:
    إذا ما الدهر جر على أناس ... كلاكله أناخ بآخرينا
    فقُل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كَمَا لقينا
    ومنهم: حصين بن أصرم الذي قتل أرقم بن الجون الكندي في يوم جبلة، حين شد عوف بن الأحوص الكلابي على معاوية بن الجون فأسره يوم شعب جبلة وهو من بني غيظ بن السيد، وفيه يقول الفرزدق:
    ويوما على ابن الجون جالت جيادهم ... كما جال في الأيدي المحزمة السمر
    غداة أحلت لابن أصرم طعنة ... حصين عبيطات السدائف والخمر
    بها فارق ابن الجون ملكا وسلبت ... نساء على ابن الجون جدعها الدهر
    [3] ومنهم: المنجاب بن راشد صاحب حمام منجاب بالبصرة الذي يقول فيه القائل:
    يا رب قائلة يوما وقد لغبت ... كيف الطريق إلى حمام منجاب

    [1] ليسا في ديوان جرير المطبوع. والمزمهل: المنتصب. القاموس.
    [2] ديوان جرير ص 82 مع فوارق.
    [3] ديوان الفرزدق ج 1 ص 253- 254 مع فوارق.




    وفي مولاه معاذ الأعور بن سعيد يقول الفرزدق:
    فتى من بني غيظ كأن جبينه ... حسام جلى عنه فأبلغ صيقل
    [1] ومن بني السيد عمرو بن عفرى، وكان عنينا، وكان يتحدث إلى النساء، فبلغ ذلك الحجاج فغضب فقال له مثجور بن غيلان بن خزيمة:
    إنه عجيز أصلح الأمير، فأمسك عنه.
    وكان عمرو بن عفرى عند بعض أخوة قتيبة، فدخل الفرزدق فلما خرج من عنده قال لعمرو بن عفرى: كم ترى أن نعطيه؟ قال: وما تعطي مثله؟ أعطه مائة درهم، فقال الفرزدق:
    نهيت ابن عفرى أن يعفر أمه ... كعفر السلى إذ جررته ثعالبه
    ولو كان ضبيا عفوت ولو سرت ... على قدمي حياته وعقاربه
    ولكن ديافي أبوه وأمه ... بحوران يعصرن السليط قرائبه
    إذا ما أتى الدهنا نعته جبالها ... وقالوا ديافي من الشام جانبه
    تعودت مال الباهلي كأنما ... تحوط به المال الذي أنت كاسبه
    [2] وقال كانت معاذة بنت ضرار بن عمرو الضبي عند معبد بن زرارة.
    قال: ومن بني كوز: عامر بن شقيق وهو الذي طعن الهذيل التغلبي قبل أن يؤسر يوم ذي بهدى [3] ، وفيه يقول الهذيل التغلبي [4] :
    ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... على ظفر من عامر بن شقيق
    قال ومن بني ضبيعة بن بجالة: الحر بن منيع بن سعنة كان له قدر

    [1] ليس في ديوان الفرزدق المطبوع.
    [2] ديوان الفرزدق: ج 1 ص 46 مع فوارق.
    [3] قرية ذات نخل باليمامة. معجم البلدان.
    [4] انظر شعر تغلب في الجاهلية لأيمن محمد ميدان- ط. القاهرة 1995 ص 207.


    وفيه يقول ابن فسوة [1] :
    ومختبط مال ابن سعنة ماله ... بلا نسب دان ولا بشفيع
    ومنهم الشغافي، وهو أبو عمرو بن حميد بن عبد الله بن بشر بن شغاف بن المقطع بن عمرو بن هلال بن ضبيعة، وقيل إن المقطع غلب على أمة لضرار بن عمرو الضبي، فجاءت بشغاف، فجاء عبد الحارث بن ضرار فضربه ضربات فسمي المقطع.
    قال: وكان بدر بن حمراء الضبي ولد: صبح ذا قدر في الجاهلية، وخلف على امرأة الأحنف بعده وبعث إليه:
    لأمنعنك من شيء هممت به ... إن الغزال الذي ضيعت مشغول
    يقول لا تنتظر أن اطلقها فتتزوجها. فبعث إليه الأحنف:
    فلست واجدَ عشب مُؤنقٍ أنِف ... إلّا كثيرًا به الرواد مأكول
    ومن بني ضبة: القاسم بن عبد الرحمن بن صديقة، كان بديا عالما بالقضاء، وكان يرى رأي الصفرية، وكان مالك بن المنذر استعمل إسحاق بن يحيى وابن عيسى أحد بني ذهل بن ضبة على فساق أهل البصرة، فأخذ الفرزدق وهو متوار من خالد بن عبد الله القسري، فرفعه إلى خالد فقال الفرزدق:
    لو كنت ضبيا عرفت قرابتي ... ولكن زنجيا عظيما مشافره
    أناشده بالرحم بيني وبينه ... ويأبى عليه لونه ومناخره
    [2]

    [1] هو عتيبة بْنَ مِرْدَاسٍ، أَحَدَ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْن تميم، شاعر مقل من الفحول، مخضرم ممن أدرك الجاهلية والإسلام. الأغاني ج 22 ص 227.
    [2] ليسا في ديوانه المطبوع.


    وكان إسحاق أيضا على الفساق زمن سلم بن قتيبة فقتله روح بن حاتم.
    ومنهم عبد الرحمن بن مسعود وأمه أم الهيثم من بني ناجية، وهي التي يقول فيها الفرزدق:
    يا أخت ناجية بن سامة إنني ... أخشى عليك بني إن طلبوا دمي
    [1] ومنهم بكار بن حدير، كان خليفة الحكم بن يزيد، وهو على شرط البصرة.
    ومن بني ضبة: البزيغ بن خالد، قتل مع ابن الأشعث في الجماجم، وسمع الحجاج يقول: خليفة أحدكم أكرم عليه من رسوله فقال: لله علي لا أصلي خلفه أبدا، وإن رأيت من يجاهده لأجاهدنه معه فخرج مع ابن الأشعث فقتل.
    ومنهم: سلمان بن عامر [2] أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي كان يفعل ويفعل. قال: «كان يقول لا إله إلا الله» ؟ قال: لا. قال:
    «فأبوك في النار» . قال: أفرأيت ما كان يفعل؟ قال: «يكافأ به عقبه» .
    وسلمان بن عامر الَّذِي روى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: « [صدقة الرجل على قرابته صلة وصدقة] » .
    وحدثني عبد الواحد بن غياث عن حماد بن سلمة عن هشيم. وأيوب عن ابن سيرين عن سلمان: وأم مالك بن مسمع عوذة بنت يزيد من بني ثعلبة بن يربوع، وأمها أخت سلمان بن عامر الضبي.

    [1] ديوان الفرزدق: ج 2 ص 225.
    [2] بهامش الأصل: سلمان بن عامر رحمه الله.




    قال: ومن بني ذهل: هرثمة الذي يقول له البردخت العكلي:
    سبحان من سبح السبع الطباق له ... حتى لهرثمة الذهلي بواب
    قال: ومنهم المثلم بن عامر كان فارسا.
    قال: ومنهم المسجاح بن سباع الذي قتل ابن الصامت العبسي في الجاهلية.
    ومنهم خنبش الذي يقول فيه الفرزدق:
    لو أن ما في سفن دارين [1] نسمة ... بني جارم ما طيبت ريح خنبش
    [2] وجارم هو تيم اللات بن مالك بن بكر.
    ومنهم: المجشر الذي يقول فيه ابن عم له قتله في شر كان بينهما:
    فمن يك في قتل المجشر لا مني ... فنفسي في قتل المجشر ألوم
    أردت القصاص لا أحاول غيره ... فجار شريخي بكفي مخذم
    [3] قال وولد حازم باليمامة كثير، ولهم بالبصرة خطة، وكانوا مجاورين لصالح بن عبد الرحمن فآذوه، فأخرجهم إلى خراسان، فهم بها.
    قال ومن ولد عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة: مزيد. وفاتك ابنا لبد وفيهما يقول عدي بن أمية بن عبد غنم بن نصر بن عامر:
    أودى بنو لبد وما أودى بهم ... إلا اختلاس أسنة الأبطال
    وقراع بيض الدارعين وإنهم ... نزل إذا قال الكماة نزال
    والطعن حول المحجرين كأنهم ... أسد العرين حنت على الأشبال

    [1] دارين فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند. معجم البلدان.
    [2] ليس في ديوانه المطبوع.
    [3] الشرخ: نصل لم يسق بعد ولم يركب عليه قائمه. وخذم: قطع. القاموس.


    ومنهم أبو سواج عباد بن خلف بن عبيد بن نصر بن عبد مناة بن بكر بن سعد، وهو الذي سقى صرد بن جمرة اليربوعي المني، وكان صرد بن جمرة رجلا جميلا منيعا له شرف، وكان يتحدث إلى امرأة أبي سواج فكان لا يقدر على منعه، فأمر غلاما له أسود يقال له نبتل فنكح امرأة له، وعزل منيه على نطع، فلما أصبح جعل ذلك المني في عس ثم حلب عليه، وقال لغلامه إذا جاء صرد بن جمرة فاستقى فاسقه ما في هذا العس ففعل، فلما فرغ منه قال: ما لشرابك هذا يتمطط تمططا، ثم انصرف إلى منزله فمات، فقال جرير يعير الأخطل بالخمر، فأجابه الأخطل فقال:
    تعيب الخمر وهي شراب كسرى ... ويشرب قومك العجب العجيبا
    مني العبد عبد بني سواج ... أحق من المدامة أن تعيبا
    [1] وقال الكلبي كان أبو سواج مجاورا لبني يربوع، وقال الفرزدق:
    ولئن حبلت لقد شربت رثية ... ما بات يجعل في الوليدة نبتل
    [2] الرثية من اللبن رائب يصب عليه حليب.
    وقال أبو اليقظان: ومنهم أنيف بن جبلة بن عمرو، وكان يعرف بفارس الشميط ويقال الشيط وله عقب بالبادية.
    ومنهم بشر بن وحف بن أمية، كان فارسا، من ولده عمرو بن بشر، كان على الرباب يوم الجمل مع عائشة رضي الله تعالى عنها، فقتل علباء بن الهيثم السدوسي، وهند الجملي من مراد، وزيد بن صوحان العبدري، فضربه عمار بن ياسر على رجله، ثم أتي به علي عليه السلام كرم

    [1] ديوان الأخطل ص 55- 56.
    [2] ليس في ديوانه المطبوع.


    الله وجهه، فقتله صبرا فجعل يقول:
    إن يقتلوني فأنا ابْن يثربي ... قاتل علباء وهند الجملي
    ثُمَّ ابن صوحان على دين علي
    وله عقب بالبصرة، وكان ابنه محمد بن عمرو سريا مطعاما ينادي مناديه في كل يوم: هل من آكل مع آكل؟
    وأما عميرة بن يثربي فقضى لعبد الله بن عامر على البصرة، ولا عقب له.
    ومنهم عدي بن أمية بن عبد غنم بن عصم بن نصر، كان له يوم الجفار غناء ورئاسة.
    ومن ولده: بيان بن ضمرة، شهد القادسية له عقب بالكوفة، وبطبرستان والسند.
    ومنهم حكيم بن عاصم ولاه المهدي ثغر أرمينية.
    ومن بني عبد مناة بن بكر بن سعد: عمير بن الأهلب، شهد الجمل مع عائشة رضي الله تعالى عنها وله خبر قد كتبناه.
    ومنهم صفوان بن صباح بن طريف كان يقال له سقاء اللبن وكان يباري زرارة بن عدس في سقية اللبن، وابنه زيد بن صفوان، وكان قتل زيد بن همام اليربوعي فقالت ابنة عمرو:
    قتيل ما قتيل بني صباح ... إذا افترش النواحي بالنواحي
    ألا لا تأخذوا لبنا ولكن ... أذيقوا قومكم حد السلاح
    وإن لم تثأروا زيدا بعمرو ... فلا درت لبون بني رباح
    وابنه الحصين الذي ذكره الفرزدق فقال: وابن زيد منهم.




    ومن ضبة: جوين بن ظهير ربع ستين مرباعا، وقسم ألف ناقة وكأسه في يده قبل أن يشربها فقال العلاء بن قرظة خال الفرزدق:
    ومنا جوين جاد من غير خبثة ... بستين مرباعا وألف مصمم
    فقسم عرجا كأسه فوق كفه ... وآب بنهب كالفسيل المكمم
    [1] .
    العرج: ألف من الإبل.
    ومنهم: الحنتف بن السجف بن بشير بن الأدهم بن صفوان بن صباح قاتل ابني هتيم: عامر، وطارق من بني عامر بن كلاب، فقال الفرزدق:
    ونحن قتلنا ابني هتيم وأدركت ... بجيرا بنا ركض الجياد الصلادم
    [2] قال: ومنهم مالك بن المنتفق، وكان له طعام يدعو عليه، ولا يدعو عاصم بن خليفة فيمن يدعو، إذ أغار بسطام بن قيس على إبل المنتفق، فحمل عليه عاصم فقتله، وقال للمنتفق: هذا وللطعام لا تدعوني.
    وكان مالك يكنى أبا سيف، وكان له ألف بعير.
    قال: ولعاصم بن خليفة قاتل بسطام بالكوفة ولد وخطة، وقد حسن إسلامه.
    قال: وبنو صباح رماة.
    قال والذي قتل المسلمين من بني تيم اللَّه بْن ثعلبة بْن عكابة يزيد الفوارس بن جوين بن الحر بن جوين.
    وكان القعقاع بن عمارة من بني ضرار فقيها.

    [1] الفسيل: قضبان الكرم للغرس، والفسيلة: النخلة الصغيرة، وكمت النخلة فهي مكموم، والفسيل أشفق عليه فستر حتى يقوى. القاموس.
    [2] ديوان الفرزدق: ج 2 ص 315.




    ومن بني عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة: جرير بن عبد الحميد المحدث الرازي، انتقل إلى الري، وكان يكني أبا عبد الله ومات بالري.
    ومن بني عبد مناة بن بكر بن سعد: سلمة بن راشد، ولاه هارون الرشيد قضاء همذان.
    ومن بني عائذة: عمار بن سيف، وكان عابدا، يكنى أبا عبد الرحمن أوصى إليه سفيان الثوري في كتبه، فأنفذ وصيته فمحاها ثم أحرقها.
    ومن بني ضبة: هلال بن هرمي كان له قدر عند الحجاج، وولاه جيش بآبي، وكان فرض فرضا من أهل البصرة فكانت الأمهات والأخوات يقلن للفتيان: بآبي بآبي، وأغزاه قلاع فارس.
    ومن موالي ضبة: المغيرة بن مقسم، راوية إبراهيم النخعي، وكان أعمى، وهو من موالي عبد مناة. ولا عقب له.
    ومن موالي بني ذهل: الفضيل بن غزوان، وابنه محمد بن الفضيل، يكنى أبا عبد الرحمن، مات سنة خمس وتسعين ومائة.
    ومن موالي غيلان بن خرشة: محمد بن الطاطري، وكان شجاعا وقع إلى السند متصعلكا، فقاتل العدو، فلما قدم الحكم بن عوانة الكلبي السند قتله وصلبه، وبعث برأسه إلى هشام بن عبد الملك فقال الشاعر:
    لوى عنق مصان وما تحت عنقه ... بقصة في جدع وسافر سائره
    ومن موالي بني سيابة من بني ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة: أبو الصقير: وكان منزله بقرب منزل الحسن البصري، فمر الحسن بداره وهم يعملون بها فانحنت، فقال: حملت الأرض الجبال الرواسي أفتراها تعجز عن حمل دار أبي الصقير!.


    ومن موالي بني عائذة: المساور ولي الري فقال فيه الشاعر:
    أتيت المساور في حاجة ... فما زال يسعل حتى ضرط
    وحك قفاه بكرسوعه ... ومسح عثنونه [1] وامتخط
    فأعرضت عن حاجتي رهبة ... لأخرى تقطع شرج السفط
    وقال غلطنا حساب الخراج ... فقلت من الضرط جاء الغلط
    ومن ضبة: الحر بن منيع أحد بني ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة منح في يوم مائة لقوح، وأعطى أولادها، ثم أهداها إلى الكعبة حتى لقحت وفصلت من العام المقبل وعليها أجلالها فنحرها وقسم جلالها، وله يقول ابن فسوة التيمي:
    لعمرك إن الحر مذ شاب رأسه ... لكالفجر ما يزداد غير سطوع
    وما لامرئ فضل إذا كان ذا ندى ... على الحر إن لم يأثم ابن منيع
    يقول: ما لأحد عليه فضل ما لم يأثم. وقد أدرك الإسلام.
    قال: ومن بني ضبة محرز بن المكعبر الضبي وكانت بنو تميم أغارت على بكر بن وائل يوم الشيطين، فانهزمت بنو تميم حين لقيت بكرا. قال:
    فقال بعض العنزيين:
    وما كان بين الشيطين ولعلع [2] ... لنسوتنا إلا مناقل أربع
    صبحنا به سعدا وعمرا ومالكا ... فطل لهم يوم من الشر أشنع
    بدهم كثيف ينشد البلق وسطه ... له عارض منه المنية تلمع

    [1] العثنون: اللحية، أو ما فضل منها بعد العارضين، أو ما نبت على الذقن وتحته سفلا.
    القاموس.
    [2] لعلع جبل كانت به وقعة لهم، ولعلع ماء بالبادية، وقيل لعلع منزل بين البصرة والكوفة. معجم البلدان.


    فرد عليه محرز بن المكعبر الضبي:
    فخرتم بيوم الشيطين وغيركم ... يضر بيوم الشيطين وينفع
    فإن يك أقوام أصيبوا بغرة ... فأنتم من الغارات أخزى وأوجع
    ومحرز الذي يقول:
    كأن دنانيرا على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء
    وكانت بكر بن وائل أغارت على إبل للمكعبر، وصرم لبني ضبة، وهم جيران لبني العنبر، فاستغاثوا بمخارق بن شهاب المازني فجمع قومه، وقاتل عن الإبل حتى ردها فقال محرز بن المكعبر:
    لولا الإله ولولا سعي كالئها ... وابنا شهاب عفت آثارها المود
    [1] وقال أيضا لبني العنبر:
    فهلا سعيتم سعي سيد مازن ... وما الناس طرا في الوفاء سواء
    كأن دنانيرا على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء
    ويقال إنه كان مع بني تميم.
    وقال محمد بن سعد: مغيرة بن مقسم مولى ضبة، يكني أبا هاشم توفي سنة ست وثلاثين ومائة [2] .
    وعبد الله بن شبرمه، ويكنى أبا شبرمة مات في سنة أربع وأربعين ومائة [3] .
    ومن المحدثين أيضا: عمارة بن القعقاع بن شبرمه الضبي. ويزيد بن

    [1] المودي: التام السلاح. النهاية لابن الأثير.
    [2] طبقات ابن سعد ج 6 ص 337.
    [3] طبقات ابن سعد ج 6 ص 350- 351.




    القعقاع بن شبرمه الضبي [1] .
    وعبيدة بن معتب، يكنى أبا عبد الكريم [2] .
    قالوا: وقال المفضل الضبي: كان عامر بن شقيق الضبي ممن طعن الهذيل بن هبيرة التغلبي يوم ذي بهدى [3] قبل أن يؤسر وتجز ناصيته ويخلى سبيله فقال الهذيل:
    ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... على ظفر من عامر بن شقيق
    وهل ألقين والحوادث جمة ... يزيدا وعمارا بدار مضيق
    هما أثخنا أسري وفازا بخلعتي ... وقد شارك الشطار وابن شريق
    يزيد بن حذيفة وعمار بن حذيفة من بني مرة بن عبيد، وهم أخوال جرير، والشطار وابن شريق من بني جشم. وقال جرير:
    خالي الذي اعتسر الهذيل وخيله ... تردى بمعترك من الأبطال
    [4] وقال المفضل: غزت بنو عامر بن تميم وضبة، وعلى ضبة حسان بن وبرة، وكان أخا النعمان لأمه، وهو كلب [5] عمله أخوه على الرباب، فأسر يزيد بن الصعق حسان، وانهزم القوم فلما رأى ذلك عامر بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب شد على ضرار بن عمرو الضبي فقال لابنه أدهم بن ضرار:
    اغنه عني، فشد عليه فتحول من سرجه إلى جنب الدابة ثم لحقه فقال لأحد

    [1] طبقات ابن سعد ج 6 ص 351- 352.
    [2] طبقات ابن سعد ج 6 ص 355.
    [3] تقدم ذكر هذا اليوم في ص 384.
    [4] ليس في ديوان جرير المطبوع.
    [5] كذا بالأصول، وسلف للبلاذري ص 363 الحديث عن هذا اليوم، وقال هناك: «أن النعمان بن المنذر جهز أخاه لأمه وهو وبرة بن رومانس بن معقل الكلبي ... » .




    ابنيه: اغنه عني، ففعل مثل ذلك فقال: ما هذا إلا ملاعب الأسنة، فسمي ملاعب الأسنة، ثم قال له ضرار: أنا أعلم أنك تحب اللبن، ولن تصل إلى مع بني. قال عامر: فأحلني فأحاله على حبيش بن دلف بن الهون، فشد عليه عامر فأسره فأعطاه مائة ناقة، وفدى حسان نفسه من يزيد بألف بعير، وهذا في يوم القرنتين.
    وقال الكلبي: قتل حبيش يوم القرنتين.
    ومن ضبة: عذام بن شتير.
    قالوا: رمى عمر بن هبيرة الفزاري إلى عذام بخاتم له فصه فيروزج، فعقد عذام في الخاتم سيرا وطرحه إلى ابن هبيرة، وإنما أراد ابن هبيرة بعذام قول زياد الأعجم:
    لقد زرقت عيناك يابن مكعبر ... كما كل ضبي من اللؤم أزرق
    [1] وأراد عذام قول الشاعر:
    لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها [2] بأسيار

    [1] ليس في شعر زياد الأعجم المطبوع.
    [2] كتب السقاء: خرزه بسيرين. القاموس.









معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. محمد بن الحنفية عند البلاذري في انساب الاشراف
    بواسطة ايلاف في المنتدى مجلس أنساب ذرية محمد بن الحنفية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-11-2021, 10:53 AM
  2. نسب حميس بن أد بن طابخة عند البلاذري
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى مجلس قبيلة بني تميم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-09-2021, 06:34 PM
  3. نسب مزينة عند البلاذري في انساب الاشراف
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى مجلس قبيلة بني تميم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-09-2021, 07:34 AM
  4. الإجابة في بيان دقة البلاذري في نسب شبابة
    بواسطة احمد ابو بكرة الترباني في المنتدى ملتقى القبائل العربية . مجلس القلقشندي لبحوث الانساب .
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-11-2011, 10:06 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum