محمدعلى ومذبحة المماليك




كانت مذبحة المماليك في القلعة والتي خطط لها محمدعلى سرا من أهم بواعث الحراك الإجتماعي منذ أنفراده بحكم مصر ، لقد وصلت العلاقة بينهماإلى طريق مسدود وكان من الصعب على المماليك أن يقبلوا بالأمر الواقع ، وعليهم الإنزواءإلى السكون والدعة وينعمون بالحياة التي هيأها لهم محمد على ولكنهم تآمروا عليه وحاولواإغتياله ، وقد فشلوا في ذلك وأيقن محمد على أنه لا أمل له في البقاء على عرش مصر إلابالقضاء على المماليك الذين ينازعونه السلطة ، وهو إنسان فطر على الاستبداد ولا يقبلشريكا معه في الملك فأخذ يفكر في إحكام خطة للقضاء عليهم فكيف كانت تلك الخطة ؟ أعربمحمد على عن رغبته في الصلح مع المماليك والسماح لهم بالعودة إلى القاهرة ليعيشوا فيوئام وقبلوا العرض وتوافدوا إلي القاهرة وخلعوا رداء الحرب وأصدر محمد علي بيانا بالأمانالعام والصفح عن امراء المماليك ، وقامت خطة محمد على باشا على السرية التامة ووضعتترتبات المذبحة أثناء العرض العسكرى لكتائب الجيش بحيث يتحرك الموكب وفي طليعته فرقةالفرسان الدالاة ثم والي الشرطة ، ثم الأغا ( محافظ القاهرة ) ثم المحتسب ، ثم فرقةالوجاقلية ، ثم كوكبة من الجنود الأرناؤوط يقودهم صالح قوش ، ومن بعدهم جماعة أمراءالمماليك ، ومن بعدهم بقية الجنود الأرناؤوط فرسانا ومشاه ، وعندما حانت اللحظة الحاسمةأثناء العرض العسكرى دوى النفير ودقت الطبول ونهض محمد على فهب المماليك وقوفا ، وبادلوهعبارة الود والتحية وفي اللحظة المناسبة أنهمر الرصاص على المماليك من فوقهم وعن يمنهموعن شمالهم ومن ورائهم وسدت منافذ النجاة أمامهم وقضي عليهم جميعا وتكدست جثثهم بعضهافوق بعض وعددها 470 قتيلا ولم يفلت من المماليك سوي أمين بك الذي وصل إلى الموكب متأخرافلما سمع أصوات الرصاص هرع إلى صور القلعة وهوى بحصانه إلى الأرض ونجا من الموت وهربنحو سيناء .


وقدأختلفت آراء المؤرخين في تلك المذبحة : يقول عبد الرحمن الرافعي بعد أن شرح تفاصيلالمذبحة بكل دقة نحن لا نريد أن ندافع عن المماليك وقد سجلنا مساوءهم التي أرتكبوهاولكن مهما بلغت سيئاتهم فإن القضاء عليهم غدرا أمر تأباه الأنسانية ولو أن محمد علىباشا استمر في محاربتهم وجها لوجه حتى يتخلص منهم في ميادين القتال لكان ذلك خير لهولسمعته ويري الرافعي أن مذبحة القلعة كانت نقطة سيئة في تاريخ محمد على .


بينماحاول بعض المؤرخين تبريرها وقد أضطر محمد على إلي ذلك دفاعا عن نفسه فقد كادوا له حينماذهب إلى السويس لتفقد السفن الناقلة للجنود المعدين لحرب الوهابين في الجزيرة العربية.




lpl] ugn ,l`fpm hgllhgd;