نقدسياسة التغريب:


1- ابتعاثالطلاب الشباب من النابهين إلى أوروبا ليتعلموا هناك . وإذا حللنا هذه النقطة لوجدناظاهرها عملا جيد إذ من مصلحة البلاد أن يتعلم الشباب العلوم الحديثة التي تطورت فيأوروبا وأن يقفوا على أسرار الحضارة الغربية ، ولكن على ما يبدوا أنا إشراف الدولةعلى هؤلاء الطلاب لم يكن دقيقا ، وأن الهدف لم يتحقق كما يقول الشيخ محمد قطب إذ بذورالعلمانية بدات تدخل ساحة التعليم ومن ثم غزت الحياة في مصر الإسلامية


فعاد أغلب هؤلاء الشبان حاملين تلك الفكرة والتيحاول الغرب أن يعمل على انتشارها وخاصة قد سبق مصر إليها تركيا عن طريق المبتعثين أيضاثم قام مصطفي أتاتورك بفرضها على البلاد وإقصاء الدين جانبا عن الحياة .


وقدكان من هؤلاء المبتعثيين الشيخ رفاعه الطهطاوي وكان إماما لإحدي البعثات وشيخا لهافقد عاد حاملا معه بذور التغريب والعلمنة للدعوة إلى تحرير المرأة وساهم بقسط وافرفي زعزعة عقيدة الولاء والبراء وإن كان عنغير قصد وذلك بإغراقة في مديح أوروبا والثناء عليها في كتب كثيرة ولعل من أبرزها كتابهفي مدح باريس ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) .


والغريبأنه قد تم إرسال أطفال بين الثامنة والتاسعة من الأسرة المالكة إلى أوروبا ، إذ أرسلالخديوي توفقيق نجليه الأميرين عباس حلمي وعمره أثنتا عشرة سنة ، ومحمد على وكان عمرهعشر سنوات حيث أرسلهم إلى سويسرا وهذه الطريقة الخاصة بأبناء الملوك العرب أو السلاطينأو الأمراء هي الطريقة التي تبنتها أفكار الصهيونية والتي دأبت على أستقبال هؤلاء المبتعثيينمن الأمراء الصغار للتعرف عليهم والأختلاط بهم حتى يجنوا الثمرة عندما يكونون حكامافي بلادهم وهذه هي القاصمة الكبري التي أصابت الحكام المستبدين في بلادنا وكيف تلعببهم الصهيونية والغرب ويأثرون في صنع القرار .


أماالسياسة التغريبية الثانية التي أتبعها محمد على فهي إنشاء نظام تعليمي جديد على نسقالأنظمة التعليمية في الغرب ، وقد يخالجنا العجب في السياسة التعليمية التغريبية هذهفكيف


قراءةجديدة في تاريخ العثمانيين – دكتور سليمان بيومي – سلسلة عالم المعرفة – جدة ص187 ،189 .


واقعناالمعاصر ص207 .


لذلكالرجل الجاهل الأمي أن يميز بين تعليم أزهرى متخلف لا يحقق له أغراضه وتعليم أوروبيمتطور يري أنه الوسيلة الوحيدة لتحقيق أغراضه وجموحه ، وقد يزول العجب والغرابة عندماندرك ما هية الحاشية التي تحيط به فأغلبها نصاري ويهود وخبراء فرنسيين ، من هذا المنطلقأدار محمد على وجهه عن الأزهر والكتاتيب وجعلها في ناحية وفي ناحية أخرى أقام نظاماتعليميا قائما بنفسه مقتبسا من الغرب . وبهذا أحدث نوعين من التعليم يتجازبان تعليمالشباب في مصر . مما أصاب شباب الأمة بثنائية رهيبة كان لها أثرها في مجالات عديدة.







kr] sdhsm hgjyvdf