أزماتكاذبة في حياة عثمان بن عفان:
لم يحضر بدرا ، وبيعة الرضوان ، وانهزم يوم أحد .


هذه المآخذ الثلاثةمن مجموعة المأخذ التي أخذها المتآمرون علي عثمان بن عفان رضي الله عنه ،ولو دققنافيها النظر وتأملنها لوجدنا أن عثمان ليس له في هذه التهم ناقة ولا جمل بل أن هذهالمآخذ الثلاثة كانت ميزة لأمير المؤمنين عثمان ومنحته قربي من الرسولوسوف نعرف ذلك من التفنيد التالي:


-عدم شهوده غزوة بدر:


كانت غزوة بدر فيالعام الثاني من الهجرة، وذلك لما ندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى الخروجإلى عير لقريش، وتعجل بمن كان مستعداً، دون أن ينتظر أهل العوالي لاستعجالهبالخروج ([1])، ووافق ذلك أن كانت رقية -رضي الله عنها- ابنة النبي صلى الله عليه وسلم مريضة،قعيدة الفراش، وفي أمس الحاجة إلى من يمرضها ويرعى شؤونها، وخير من يصلح لذلك هوزوجها؛ لأن الزوجة لا تكتمل حريتها عند غير زوجها؛ لذلك كله أمر النبي -عليهالصلاة والسلام- زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بالبقاء في المدينة بجانب زوجتهليقوم بتمريضها، وضرب له بسهمه في غزوة بدر فقال عثمان: وأجري يا رسول الله؟ فقالعليه الصلاة والسلام: "وأجرك" . ([2])


وبذلكيتبين أن عثمان رضي الله عنه لم يشهد غزوة بدر، ولكنه كان كمن شهدها لضرب النبيصلى الله عليه وسلم له بسهم فيها، من الغنيمة والأجر. وعلم ذلك الصحابة رضوان اللهعليهم فلم يصح عن أحد منهم أنه عابه بعدم شهوده بدراً، واستمر الأمر على ذلك.حتىانفجرت ينابيع الفتنة، وبدأ الخارجون على عثمان رضي الله عنه يتلمسون ما يظهرونللناس أنهم أجازوا به الخروج عليه، فعابوه بعدم شهوده بدراً. ولكن ذلك لا ينطليإلا على الجهلة من الناس، فإن أهل البصيرة يعلمون أن عدم شهوده رضي الله عنه هذهالغزوة إنما كان بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم ومن شهد بدراً لم يحصّل ذاكالأجر العظيم إلا لامتثاله أمره صلى الله عليه وسلم فالمتخلف بأمر الرسولكالشاهد للمعركة بأمره ولا فرق بينهما ([3]).


وقد سأل العلاء بنعرار بن عمر رضي الله عنه كما يروي بن حجر في إحدى رواياته بينما يروي في موضع أخربأنه رجل من أهل مصر يسأله عن حضور عثمان بدراً، أجابه بأنه لم يشهدها، فكبرالسائل فرَحاً وشماتةً بعثمان، فناداه ابن عمر رضي الله عنهما وبيّن له أن تخلفعثمان هذا لم يكن من قِبله، إنما كان بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلايُعدّ عيباً فيه، فقال له: وأما تغيبه عن بدر، فإنه كان تحته بنت رسول الله صلىالله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لك أجررجل ممن شهد بدراً وسهمه" ([4]). ومن هذا المنطلق فإن تخلف عثمان عن غزوة بدر فيه إرضاء للرسول من جهة وأجر المجاهدمن جهة أخرى وفيه أيضا رضا من الله عليه فقد رضي الله علي من شهد بدرا .


كما أن النفير -كماتقدم- لم يكن عاماً، وبسبب ذلك تخلف عن بدر كثير من الصحابة رضوان الله عليهم ممنكانوا في العوالي، وممن لم يحضروا ساعة الاستعداد للرحيل، لشدة استعجال النبي صلىالله عليه وسلم؛ خشية أن تفوت العير فلا يدركونها. فعدم حضور بدر ليس بعيب في آحادالصحابة رضوان الله عليهم .


الذين لم يأمرهم رسولالله صلى الله عليه وسلم بالقعود في المدينة؛ فكيف يكون عيباً فيمن قعد لأمر رسولالله صلى الله عليه وسلم. ومما يكشف زيفاستساغتهم الخروج علي عثمان ، بعدم شهوده بدراً، عدم عيبهم لسائر المتخلفين عنهاالذين لم يتهيأ لهم الخروج إليها، وإن كان ذلك لعذر، فإن عذر عثمان رضي الله عنهأقوى من عذرهم، فلم ينقل لنا شيء من هذا، مما يؤكد لنا أن القوم يتصيدون ما يمهدونبه للخروج على الخليفة فحسب.


والتخلف عن شهودغزوات النبي صلى الله عليه وسلم مع العذر، ممن لديه رغبة صادقة في شهودها، لا يوقعحرجاً على صاحبه، إذا كان ناصحاً لله ورسوله، وقد بين الله جل وعلا ذلك في قوله:
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى
وَلا عَلَىالَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِوَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌوَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَاأَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناًأَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} (
[5])فليس على هؤلاء سبيل، بل شهد الله لهمبالإحسان.


أما الذين يستأذنونالنبي صلى الله عليه وسلم للقعود عن القتال، وهم أغنياء
مستطيعون، ليس لهم عذر، ولكن رضوا بأن يكونوا مع المتخلفين، فهؤلاء هم الآثمونالذين يعاقبهم الله بالطبع على قلوبهم. كما في قوله: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَىالَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَالْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} (
[6]) .


فمن يتخلف عن غزوة منغزوات النبي صلى الله عليه وسلم بأمر منه، ويضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلمبسهم في الغنيمة وفي الأجر، فإنه أولى بأن لا يكون عليه سبيل ممن تخلف عنها لعدمالاستطاعة والقدرة . ثم لو كان قد أخطأفتخلف عن غزوة بدر بدون عذر، فإن ذلك لا يسوغ قتله صبراً، ولا يسوغ الخروج عليهوهو خليفة؟! ولو كان عثمان رضي الله عنهآثما لتخلفه عن غزوة بدر؛ فلم لم يعاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ؟ ولاعرف الصحابة هذا الوضع وعاتبوا عثمان عليه ولكنه لم يرد رواية تشير إلي ذلك .


- توليه يوم أحد عن المعركة:


ومن المآخذ التي أخذتعلي عثمان توليه عن القتال، في معركة أحد التي وقعت في شهر شوال من العام الثالثللهجرة، بين المسلمين، والمشركين بالقرب من جبل أحد، الذي يقع شمال المدينةالنبوية . وكان المسلمون قد انتصروا في أول المعركة، وقتلوا عدداً من المشركين،وفي ذلك يقول الله جل وعلا: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْتَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} ([7])، ونتيجة لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم من بعض المقاتلين فقد المسلمونمواقعهم، وأخذوا يقاتلون دون تخطيط، فلم يستطيعوا تمييز بعضهم من بعض وأسقط فيأيديهم، ففر كثيرون منهم من ميدان القتال، وانتحى بعضهم جانباً دون قتال، في حينآثر آخرون الموت على الحياة فقاتلوا حتى الموت ([8])


وقدذكر الله جل وعلا خبر فرار من فر، وعفوه عنهم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْامِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُعَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ([9]). فبين الله أنه قد عفا عن جميع المتولين يومأحد، فدخل فيهم من هو دون عثمان في الفضل والسابقية، فكيف لا يدخل هو مع فضله،وسابقته، وكثرة حسناته ([10]).ولكن الخارجين عليه لم يعبؤوا بهذا العفو من الله، بل أظهروا وأشاعوا أنهم نقمواعليه فراره يوم أحد، مما يدل دلالة واضحة على أن تسويغهم ليس بتسويغ مجتهد مخطئ،أو تسويغ متحمس ضال، إنما هو تسويغ مضل مفسد يتلمس ما يسوغ به إفساده. وإلا لم عابوا عليه أمراً قد عفا الله عنهوغفره؟ ولم أشاعوا ذلك بين المسلمين علىولي أمرهم أمير المؤمنين خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما أن فراره يومأحد لا يُحل قتله، فكيف وقد غفر الله له، ولو استحق ذلك لما ترك رسول الله صلىالله عليه وسلم معاقبته، ولما بايعه الصحابة جميعاً بالخلافة. فلم ير الصحابة رضيالله عنهم في موقفه بأحد ما يستوجب التردد في بيعته بعد عفو الله عنه وعن سائرالفارين. بل رأوا في مواقفه الأخرى، ما يقدمه إلى أعظم مسؤوليات الدولة، وهي:الخلافة.


ولكن الخارجين عليهكانوا يفتشون عن مسوغات للفتنة، والتمرد، وقتل الخليفة، فتشبثوا بهذا الأمر وبغيرهمن المسوغات الواهية الأخرى . مما يبين جلياً أن الشيطان قد استحوذ عليهم، حتىأنساهم ذكر الله ([11])وزينلهم أعمالهم فأضلهم عن السبيل، وهم يحسبون أنهم مهتدون. ولما سأل ذلك الخارجي ([12]).ابن عمر رضي الله عنهما عن فرار عثمان يوم أحد، شهد ابن عمر على فراره؛ فكبرالخارجي شماتة بعثمان، فقال له ابن عمر: تعال لأخبرك، ولأبين لك عما سألتني عنه:أما فراره يوم أحد، فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له... اذهب بها الآن معك . ([13])


- تخلفه عن بيعةالرضوان:


ومنهاتخلفه عن بيعة الرضوان ([14])وقد كانت بيعةالرضوان في مستهل ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، تحت شجرة سمرة في مكانبالقرب من مكة يسمّى بالحديبية . دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أرسلعثمان رضي الله عنه إلى أهل مكة يفاوضهم، ويبين لهم هدف المسلمين من قدومهم، وأنهالعمرة وليس القتال، فلما استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم عثمان، وبلغه أنالمشركين قد قتلوه، بايع أصحابه على قتال المشركين ثأراً لعثمان رضي الله عنه.ونظراً لاحتمال عدم صدق الخبر بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيده على اليد الأخرىعن عثمان رضي الله عنه . وقد بيّن الله جل وعلا فضل أصحاب هذه البيعة، في آياتعديدة، كما بينه أيضا الرسول صلى الله عليه وسلم . فمن الآيات قوله جل وعلا:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَالشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْوَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} ([15])، ومن الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية لمن شهدها: "أنتمخير أهل الأرض" ([16]).وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحدالذين بايعوا تحتها".


ومنذ أداء تلك البيعةللنبي صلى الله عليه وسلم، ظلت مفخرة لمن شهدها، يعرف الناس فضلهم وقدرهم،ومكانتهم، ولا يعاب من لم يشهدها ممن كان في المدينة، وغيرها من المسلمين، ولمابدأ الناس في الطعن على عثمان رضي الله عنه، وتلمسوا ما يعيبونه به، أظهروا أنهماستساغوا الخروج عليه بعدة أمور: منها المفتراة، ومنها ما هو منقبة له في الحقيقة.


وعدمشهوده بيعة الرضوان هو من هذا الصنف الأخير، فإن عدم شهوده إياها فيه ما يدل علىسموّ مكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيه منقصة له. لكن أفهامالقوم قاصرة، وقلوبهم حاقدة، حتى إن أحدهم جاء إلى ابن عمر -رضي الله عنهما كماقلنا سابقا - يناشده: أَشَهِد عثمان رضي الله عنه بيعة الرضوان؟. فقال له ابن عمر: لا، وقبل انصراف الرجل، بيّنله ابن عمر رضي الله عنهما أن عدم شهوده البيعة لا يعدّ عيباً فيه، بل منقبة له،فإن سبب تغيبه عنها هو أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى أهل مكة، وبايع النبيصلى الله عليه وسلم بإحدى يديه لعثمان ([17])فَيَدُرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يد من بايع بيده.


وفي ذلك يقول أبونعيم: "وأما بيعة الرضوان فلأجل عثمان رضي الله عنه وقعت هذه المبايعة، وذلكأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه رسولاً إلى أهل مكة لِمَا اختص به من السؤددوالدين، ووفور العشيرة، وأُخبِر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله، فبايع رسول اللهصلى الله عليه وسلم والمسلمون له على الموت ليوافوا أهل مكة ([18]).


فعدم حضور عثمان رضيالله عنه بيعة الرضوان يُعَدّ منقبة له وليس مثلبة فيه، ولكن القلوب الحاقدةقلبتها إلى مثلبة وعابته بها ويمكنا أن نوضح جوانب هذه المنقبة في الأمور الأربعةالتالية :-


الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم اختاره لأداءتلك المهمة،بعدما رفض عمر بن الخطاب وأقتنع الرسول بأن عثمان هو أفضل من يتفاوض فيتلك المهمة وهذا أكبر دليل على فضله رضي الله عنه وصلاحيته كمناور سياسي .


الثاني:أنهمن أهل بيعة الرضوان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بايع له بإحدى يديه
على الأخرى.



الثالث:أنه رضي الله عنه امتاز على باقي أصحاب الشجرة بأن النبي بايع عنه بيده الأخرى،فيد النبي صلى الله عليه وسلم خير من أيديهم رضي الله عنهم أجمعين.


الرابع:أن البيعة إنما عقدت من أجله مما يبين مكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم.






1- أنظر غزوة بدر المنهجالحركي للسيرة النبوية منير محمد الغضبان صـ174-181 .

2- البخاري، الجامع الصحيح، فتح الباري (7/ 54، 363)، وابن عساكر،تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (254-256) .

3- ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (ص29، 31) .

1- البخاري، الجامع الصحيح، فتح الباري (7/ 54، 363)، وابن عساكر،تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (254-256 وأنظر أيضا فتنة مقتل عثمان كمرجع سابق .

2- سورة التوبة، الآيتان (91-92) .

1-سورة التوبة، الآية (93) .

2- سورة آل عمران، جزء من الآية (152) .

3- انظر هذه الغزوة في كتاب المنهج الحركي صـ297 إلي صـ308 وأنظرأيضا تفسير بن كثير من الآيات الخاصة لموقعة أحد في سورة آل عمران .

4- سورة آل عمران، الآية (155) .

5- أنظر ابن تيمية، منهاج السنة النبوية (6/ 298) .

1- كما في قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُفَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} سورة المجادلة، الآية (19) .

2- قد يكون رجلا من أهل مصر أو أنه العلاء عرار أنظر ( فتح الباري7/ 354 إلي 364 ) .

3- البخاري، الجامع الصحيح، فتح الباري (7/ 54، 363) ، وابن عساكر،تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ( 254-256) .

4- أنظر بيعة الرضوان في كتاب المنهجالحركي صـ341 وما بعدها .

5- سورة الفتح، الآية (18)، وانظر تفسيرها في تفسير ابن كثير(4/190-191 وأنظر أيضا المنهج الحركي الصفحات السابقة .

1- رواه البخاري ، الجامع الصحيح ، فتح الباري ج7 صـ 434 وأنظرأيضا كتاب فتنة مقتل عثمان كمرجع سابق صـ81 .

2- صحيح البخاري، فتح الباري (7/54، 363) وابن عساكر، تاريخ دمشق،ترجمة عثمان (254-256 .

3- أنظر المصدر السابق .




H.lhj ;h`fm td pdhm uelhk fk uthk