تفسير أية
"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (22)


إعداد د/ فتحى زغروت


الشـــرح والتـفسيـر:-


- ولقد كانوا - مع هذا - يتهمون النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معهبالضلال; ويزعمون لأنفسهم أنهم أهدى سبيلا! كما يصنع أمثالهم مع الدعاة إلى اللهفي كل زمان. ومن ثم يصور لهم واقع حالهم وحال المؤمنين في مشهد حي يجسم حقيقةالحال:





أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى؟ أمن يمشي سويا على صراط مستقيم؟ .. والذييمشي مكبا على وجهه إما أن يكون هو الذي يمشي على وجهه فعلا لا على رجليه فياستقامة كما خلقه الله، وإما أن يكون هو الذي يعثر في طريقه فينكب على وجهه، ثمينهض ليعثر من جديد! وهذه كتلك حال بائسة تعاني المشقة والعسر والتعثر، ولا تنتهيإلى هدى ولا خير ولا وصول! وأين هي من حال الذي يمشي مستقيما سويا في طريق لا عوجفيه ولا عثرات، وهدفه أمامه واضح مرسوم؟!





إن الحال الأولى هي حال الشقي المنكود الضال عن طريق الله، المحروم منهداه، الذي يصطدم بنواميسه ومخلوقاته، لأنه يعترضها في سيره، ويتخذ له مسارا غيرمسارها، وطريقا غير طريقها، فهو أبدا في تعثر، وأبدا في عناء، وأبدا في ضلال.





والحال الثانية هي حال السعيد المجدود المهتدي إلى الله، الممتع بهداه،الذي يسير وفق نواميسه في الطريق اللاحب المعمور، الذي يسلكه موكب الإيمان والحمدوالتمجيد. وهو موكب هذا الوجود كله بما فيه من أحياء وأشياء.





إن حياة الإيمان هي اليسر والاستقامة والقصد. وحياة الكفر هي العسر والتعثروالضلال..





فأيهما أهدى؟ وهل الأمر في حاجة إلى جواب؟ إنما هو سؤال التقرير والإيجاب!





ويتوارى السؤال والجواب ليتراءى للقلب هذا المشهد الحي الشاخص المتحرك..مشهد جماعة يمشون على وجوههم، أو يتعثرون وينكبون على وجوههم لا هدف لهم ولا طريق.ومشهد جماعة أخرى تسير مرتفعة الهامات، مستقيمة الخطوات، في طريق مستقيم، لهدفمرسوم.





إنه تجسيم الحقائق، وإطلاق الحياة في الصور، على طريقة القرآن في التعبيربالتصوير..







HQtQlQk dQlXaAd lE;Af~Wh uQgQnٰ ,Q[XiAiA HQiX]Qnٰ HQl~Qk sQ,Ad~Wh wAvQh'S l~EsXjQrAdl