يوم ذي قار أول نصر للعرب على العجم


من أعظم الأيام الحربية التي خاضتها يوم ذي قار، و كان على عهد رسول اللّه (ص) ، و هو لبني بكر بن وائل، و قادمة بني شيبان، و بعدهم بنو عجل، على الأعاجم جنود كسرى، و من معهم من العرب، و رئيسهم إياس بن قبيصة الطائي. و كان مكان النعمان ابن المنذر بعد قتل كسرى إياه و تحت يديه طي‌ء و إياد و بهراء و قضاعة و العباد و تغلب و النمر بن قاسط قد رأس عليهم النعمان بن زرعة اعني النمر و تغلب. و كان سبب يوم ذي قار طلب كسرى تركة النعمان بن المنذر و كان النعمان قد تركها و ترك ابنا له و بنتا عند هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود الشيباني فمنع رسول كسرى من الوصول الى ما طلب و كتب كسرى الى قيس بن مسعود ابن قيس بن خالد و كان عاملا له على الطف بان يعين اياسا فأنفذ الى قومه ليلا و حرضهم على القتال و تواطأت العرب على العجم فطارت إياد عن العجم حين تشاجرت الرماح كأنهم منهزمون و قتل الهامرز و خلابزر عامل كسرى و أسر النعمان بن زرعة التغلبي و بسبب ما صنع قيس بن مسعود استدرجه كسرى حتى أتاه فقتله‌ [1] .

و اتبعتهم بكر بن وائل يقتلونهم بقية يومهم و ليلتهم، حتى أصبحوا من الغد، و قد شارفوا السواد، و دخلوه في طلب القوم، فلم يفلت منهم كبير، و أقبلت بكر بن وائل على الغنائم، فقسموا بينهم تلك اللطائم بين نائهم، فكان أول من انصرف الى كسرى بالهزيمة إياس بن قبيصة. و كانت وقعة ذي قار بعد وقعة بدر بأشهر، و رسول اللّه (ص) بالمدينة، فلما بلغه ذلك قال:

هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم و بي نصروا [2] .
[/COLOR]



d,l `d rhv H,g kwv gguvf ugn hgu[l