تزوجت قبل بضعة أشهر
زوجها يعمل في بفالة صغيرة
يحبها بشغف شديد مما جعلها تحب الحياة بجواره.
خرج زوجها في أحدى الأيام
إلي العمل مبكراً،
ودعته كعادتها
قائلا لها أنه سيحظر معه الفاكهة عند عودته،
سألها كعادته
عن نوع الفاكهة التي تريدها
أجابته: أحضر ما تريد
ذهب الزوج إلي عمله
وترك زوجته التي انشغلت بتنظيف المنزل وتحضير الغداء،
وبعد دقائق من خروجه
سمعت الزوجة صوت انفجار كبير،
فتساءلت
ما الذي يحدث في الخارج، ؟
ظلت تطمئن نفسها بأنها من الممكن أن تكون قنبلة من مخلفات الحرب،
فلا شيء سيحدث لعالمها الصغير،
ظلت منتظرة زوجها ليحضر ولكنه تأخر اليوم على غير عادته.
الباب يطرق
قامت الزوجة مسرعة وفي نيتها معاتبة الزوج على تأخيره،
فتحت الباب
فوجدت الجيران يصرخون بها
قائلين :
أتجلسين هنا بينما السوق تحول إلى نار جهنم على الأرض،
ويوجد العديد من الضحايا التي تحولت أجسامهم إلى قطع متناثرة.
سألوها هل اتصل بك زوجك ؟
لم ترد عليهم ولم تتحمل أعصابها ما يقولوه،
ففقدت وعيها وكادت تسقط على الأرض،
ولكنها تمالكت نفسها وذهبت مسرعة معهم إلى السوق،
وعندما وصلت وجدت نفسها كأنها في وسط أجواء الحرب العالمية،
فجميع الناس مثلها يبحثوا عن من يخصها.
كان الحريق الناتج عن الانفجار كبيراً والفوضى الناتجة عن الدمار هي المسيطرة على الموقف،
ظلت الزوجة تتساءل أين زوجي،؟
ثم صمتت قائلة : أين بقايا زوجي، ووقفت ساكنة مكانها لدقائق ثم سقطت فاقدة للوعي.
عادت الزوجة إلي رشدها،
أن الناس قامت بتجميع بقايا وأشلاء زوجها في كيس صغير،
لأنه كان يمر بجانب السيارة التي انفجرت وكان يحمل بين يديه كيساً من الفاكهة،
لذلك لم يستطيعوا من العثور على جسده
حزنت الزوجة وظلت في عالم آخر غير واعية بما يحدث حولها.
لم يتحسن حالها ولم تعود إلى رشدها
بل ظلت في عالم الخيال، كأنها تعيش معه في السوق تتجول وترص له الفاكهة وترشها بالماء، وتعد لزوجها الطعام في الصباح، وتضحك عندما يغازلها ويسألها عن نوع الفاكهة التي تحبها فتقول أنا أحب ما تحب، فيجيبها بحبك فأنتي فاكهتي المفضلة.
في اليوم الثالث من العزاء
عند وصول الزوج لداره
حاملا معه كيسا من الفاكهة
تفاجأ بحضور جمع غفير من المعزيين
أمام داره
وقد أصابه الهلع والفزع
ظن أن زوجته قد توفت
وعندما رأته زوجته
كانت أول المستقبلين له
بكل فرح وسرور .


td hgd,l hgehge lk hgu.hx