الصابئة المندائية جولة في تعاليم هذه الديانة
ديانة الماء المتهمة بالكفرِ والنجاسة!
بقلم: علي فائز
يتميز العراق (40 مليوناً بحسب آخر تعداد للسكان) باحتوائه على طوائف ومذاهب دينية عديدة، وكذلك على أعراق وقوميات متنوعة، وهي حقيقة لا يلغيها أن أغلبية العراقيين الساحقة (بما يتجاوز 95 في المئة من أبنائه) هم من المسلمين (شيعة وسنة)، بجانب المسيحيين والأزيديين والصابئة واليهود وسواهم، وأن أغلبية العراقيين هم من العرب (75 في المئة من السكان)، مقابل 15 في المئة من الكُرد، والباقون من قوميات متنوعة، منها التركمان والآشوريون وسواهم...
ذكر القرآن الصابئة في ثلاثٍ من سوره، وهي الحج والبقرة والمائدة، ويلفت بعض الباحثين إلى أنه من الصعب أن يُعرف للديانة المندائية مؤسّس، وهذه الخاصية ميزتهم عن اليهودية والمسيحية والمانوية وحتى الإسلام وغيرها من الديانات العالمية. ومن كتبهم المقدسة، كتاب "الكنزا ربا" أي الكتاب العظيم، ويحتوي على صحف الأنبياء الذين يؤمنون بهم كآدم وشيت وإدريس ويحيى.
وربما كانت الصابئة المندائية من أكثر الديانات التي أثيرت حولها الشبهات والشائعات، وحيكت بخصوصها القصص والأساطير، مثل أن أتباعها يعبدون الكواكب والنجوم، ويرهقون أرواح المحتضرين منهم. وربما يعود سبب غموض هذه الديانة إلى قدمها، إذ يعتقد الصابئة أنهم أقدم ديانة سماوية على وجه الأرض، وأن كتبهم هي صحف سادة البشر الأولين: آدم وشيث وأدريس ونوح، ويرفعهم ذلك إلى مصاف الأديان والشرائع الموحِّدة في التاريخ. لكن هناك سبب آخر، وهو أن المندائيين لا يُشْهرون طقوسهم، فديانتهم أقرب إلى السرية لأن اتباعها اعتادوا العيش تحت الاضطهاد من قبل السلطات، إضافةً إلى متطرفي الأديان الأخرى، كما أنها ديانة غير تبشيرية.
وينبذ المندائيون الحرب حتى ولو دفاعاً عن النفس، وهم تمرسوا على الصبر الذي اتخذوه وسيلةً لمقاومة استفزاز المحيطين بهم، مما جعلهم يحافظون على كيانهم لعشرات القرون.
ذكر القرآن الصابئة في ثلاثٍ من سوره، وهي الحج والبقرة والمائدة، ويلفت بعض الباحثين إلى أنه من الصعب أن يُعرف للديانة المندائية مؤسّس، وهذه الخاصية ميزتهم عن اليهودية والمسيحية والمانوية وحتى الإسلام وغيرها من الديانات العالمية. ومن كتبهم المقدسة، كتاب "الكنزا ربا" أي الكتاب العظيم، ويحتوي على صحف الأنبياء الذين يؤمنون بهم كآدم وشيت وإدريس ويحيى. وحول هذا يقول الباحث رشيد الخيون [1]، إن "من يدرس كتاب المندائيين "كنزاربا"، ويقارنه بنصوص القرآن، ويدرس فقههم ويقارنه بالفقه الإسلامي، سيجد الموافقة واضحةً بين الديانتين".
ومن كتبهم الأقل أهمية من الـ"كنزا ربا"، "كتاب الأنفس" و"ديوان أبارثر" وغيرها، ويعتقد الصابئة أن كتاباً من كتبهم نزل على يحيى بشهادة القرآن الكريم "يا يحيى خذ الكتاب بقوة"، إلا أن المسلمين يختلفون معهم، ويقولون إن الآية تقصد كتاب التوراة لا الكتاب المندائي. وقد ترجم كتاب "كنزا ربا" في زمن هارون الرشيد إلى اللغة العربية، وبعد ذلك حصلت ترجمات أخرى.
ربما يعود سبب غموض هذه الديانة إلى قدمها، إذ يعتقد الصابئة أنهم أقدم ديانة سماوية على وجه الأرض، وأن كتبهم هي صحف سادة البشر الأولين، ويرفعهم ذلك إلى مصاف الأديان والشرائع الموحِّدة في التاريخ. لكن هناك سبب آخر، وهو أن المندائيين لا يُشْهرون طقوسهم، فديانتهم أقرب إلى السرية، ديانة غير تبشيرية. وينبذ المندائيون الحرب حتى ولو دفاعاً عن النفس.
وهم يعيشون على ضفاف نهري دجلة والفرات، وبالأخص في محافظات العراق الجنوبية. وقد اشتهروا بكونهم من الصاغة المهرة، وأن لديهم أسلوبهم المميز والخاص بهم في صياغة الحلي الفضية والذهبية. وقد لا يتعدى عددهم اليوم بضعة آلاف، بسبب ما تعرضوا له من تنكيل دفع بهم إلى الهجرة من البلاد، بينما كانوا قبيل العام 2003 حوالي 50 ألفاً.
يتبع ...
hgwhfzm hglk]hzdm [,gm td juhgdl i`i hg]dhkm
مواقع النشر (المفضلة)