السودان وأزمة الهوية ومسئولية عمر البشير
بقلم: د أيمن زغروت
منذ انقلاب 1988م , حكم السودان الشقيق نظامٌ جمعَ بين الحكم العسكري من جهة, وكان يتبنى منهجاً إسلامياً من جهة أخرى, ويرى بعض المحللين أنه جمع مساوئ النظامين في صعيد واحد.
وطال أمد حكم نظام البشير مع ما صاحبه من ركود اقتصادي بسبب العقوبات الأمريكية, حتى تململت القوى السياسية المهمشة, فقد احتفظ البشير بالرئاسة نيفاً وثلاثين عاما, فكان له إيجابيات وسلبيات وإن كانت الأخيرة هي الأكثر, فلم يجر انتخابات حقيقية طوال حكمه تسمح بالتداول السلمي الحقيقي للسلطة, وطال الفساد بعض المقربين منه باختصاصهم باستثمارات ضخمة في ماليزيا , واحتكارهم للعديد من منافع التجارة والصناعة.
ثم استهدفته واشنطن بعقوبات هي الأطول في تاريخ الدول, والتي أدت إلى اهتراء الاقتصاد السوداني وسوء أحوال أهلنا بالسودان.
ورغم أن الثوار قد أزاحوا حكم البشير في انتفاضتهم , لكن لم يستطيعوا إلى اليوم إزاحة المؤسسة العسكرية ذات الجذور الطويلة واليد الثقيلة مما قلل من مقدار التغيير وأثر الثورة.
روح انتقامية
وقد اتسمت الثورة -التي ركب أكتافها الشيوعيون والاشتراكيون- بروح انتقامية لكل ما انطلق منه النظام العسكري للبشير, فعلى نطاق واسع تخلى طيف واسع من السودانيين عن إيمانهم بالاسلام السياسي كمنهج حياه, ونعتوا أصحابه ب "الكيزان", وهي كلمة تناظر كلمة "الخرفان" التي استخدمها الثائرون بمصر على حكم الإخوان سنة 2013م.
كما ظهرت دعوات مريبة تشكك في الهوية العربية للسودان, وتدعو إلى سودان أكثر انتماء لأفريقيا, وأن عروبته أكذوبة, والدليل العلم الجيني ولون الجلد, وتدعو إلى التمسك بالثقافة والأواصر النيلية مع الجيران بالجنوب.
وتركز الدعوات المريبة على الكوارث التي سببها تدخل العرب في السودان, سواء من مصر الجارة الشمالية, أم من الخليج بماله المحرم الذي يشتري ذمم السياسيين والمثقفين سعيا لإجهاض التجربة.
وهذه الانتكاسات في الثوابت الفكرية في قضايا تمس الانتماء والهوية الدينية والثقافية, كانت مصيرا ونتيجة طبيعية , حذر عقلاءُ الأمة منها مراراً, وأكدوا على ضرورة أن يحذر البشير من أن يتحول إلى فتنة لشعبه, فيدفعهم بسوء الحكم إلى كره الدين والثقافة العربية باعتبارهما مرتكزات البشير الأيدلوجية.
استخلاص العبر
وهذه القضية قديمة جداً في الحقل الدعوي والتبشيري, فقديماً خاف خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام من أن يكون فتنة للناس, فيجعلون كرههم الشخصي للخليل سببا لصدهم وكرههم للحنفية السمحاء, فقال عليه السلام داعيا ربه في سورة الممتحنة - 5: ( رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا..)
وفي سياق مشابه في سورة يونس -85 : (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
إن تجربة السودان وما يشبهها في مصر وسوريا وغيرها, تحتم على كل داعية مخلص لدينه استخلاص العبر, وأن يخطو خطوات مدروسة, تراعي الواقع وتستشرف المستقبل, حتى لا يكون فتنة للجهلاء , أو عذراً للفرقاء, فيجسرون بسببها على بيع الأوطان والأديان وصولاً إلى الإنسان.المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مكتبة د أيمن زغروت للعلوم السياسيةhgs,]hk ,H.lm hgi,dm ,lsz,gdm ulv hgfadv hgov',l h.lm hgi,dm
السودان عربي أم افريقي ؟ | هل هناك أزمة هوية فعلا بالسودان؟ بعيداً عن السياسة Sudan Arab or African?
https://www.youtube.com/watch?v=AQqYNwpeGZk&t=1s
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)