عتبة بن غزوان باني مدينة البصرة

صحابي جليل من السابقين الاولين من المهاجرين, وهو مازني قيسي حليف لبني نوفل بن عبد مناف القرشيين.
قال عنه البلاذري:
"عتبة بْن غزوان بْن جَابِر بْن نُسَيْب بْن وُهَيب بْن زَيْد بْن مالك بْن عَبْد عوف بْن الحارث بْن مازن بْن مَنْصُور،
وهو بَصَّرَ البصرة، وكانت يومئذٍ الأبُلَّة، وكان حليفًا لبني نوفل بْن عَبْد مناف، وشهد بدرًا.

وقَالَ الواقدي:
"كَانَ عتبة يكنى أبا عَبْد اللَّه، وَيُقَال أبا غزوان، وهو قديم الْإِسْلَام، وكان طوالًا جميلًا، وهاجر إِلَى أرض الحبشة فِي المرة الثانية، وكان من رماة أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المذكورين."

قال البلاذري:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالا: ثنا وكيع عن أبي نَعَامَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أَبِي دُجانة الْأَنْصَارِيّ، ونزل بالمدينة حين هاجر عَلَى عَبْد اللَّه بْن سَلَمة العجلاني، واستعمله عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ عَلَى البصرة. فنزل الخريبة ، وكتب إلى عُمَر يعلمه بنزوله إياها وأنَّه لا بد للمسلمين من منزلٍ يشتون فِيهِ إِذَا شتوا، ويسكنون فِيهِ إِذَا انصرفوا من غزوهم، فكتب إِلَيْه أنِ اجمعهم فِي موضع واحد قريب من الماء والمرعى، فأنزلهم البصرة، فبنوا مساكن بالقصب، وبنى عتبة مسجدا من قصب، وذلك فِي سنة أربع عشرة، وبنى عتبة دار الأمارة دون المسجد فِي الرحبة، وكان النَّاس إِذَا غزوا نزعوا ذَلِكَ القصب وحزموه ووضعوه حتَّى يرجعوا من غزوتهم، فإذا رجعوا أعادوه، ثُمَّ بنى النَّاس المنازل بعد ذَلِكَ.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَجَّهَ عُمَرُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ فِي ثمانمائة إِلَى الْبَصْرَةِ، ثُمَّ أَمَدَّهُ بِالرِّجَالِ، فَنَزَلَ بِالنَّاسِ فِي خَيْمٍ، فَلَمَّا كَثَرُوا بَنَي رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبْعَ دَسَاكِرَ مِنْ لَبِنٍ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ إِلَى الأُبُلَّةِ فَقَاتَلَ أَهْلَهَا فَفَتَحَهَا عُنْوَةً وَأَخَذَ دِهْقَانًا فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَقِيلَ دِهْقَانُ دَسْتَمَيْسَانَ وهزم أصحابه وفتح أبزقباذ، ثم استأذن عُمَرَ فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِ، وَالْحَجِّ، فَأَذِنَ لَهُ فَاسْتَخْلَفَ مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ السُّلَمِيُّ، وَشَخَصَ فَلَمَّا فَرَغَ مِمَّا قَدِمَ لَهُ أَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَالِيًا فَاسْتَعْفَى فَلَمْ يُعْفِهِ، فَشَخَصَ يُرِيدُ الْبَصْرَةَ، فَمَاتَ فِي طَرِيقِهَا سَنَةَ سَبْعَ عَشَرَةَ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَيُقَالُ مَاتَ فِي سَنَةِ سِتَّ عَشَرَةَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةَ.

وَحَدَّثَنِي التُّوزِيُّ عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ خَطَبَ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِإِصْرَامِ، وَتَوَلَّتْ حَذَّاءَ مُدْبِرَةً، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةً كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ، وَأَنْتُمْ مِنْهَا مُرْتَحِلُونَ فَتَزَوَّدُوا لِرَحِيلِكُمْ خَيْرَ مَا بِحَضْرَتِكُمْ وَسَتُجَرِّبُونَ الأُمُرَاءَ بَعْدِي. قَالَ الْحَسَنُ: فَجَرَّبُوا فَوَجَدُوا أنتانا. وأسلم مع عتبة مولاه جناب وتكنى أَبَا يَحْيَى، وَمَاتَ جَنَابٌ سَنَةَ تِسْعَ عَشَرَةَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ عُتْبَةَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.

وقَالَ أَبُو اليقظان: كانت عند مجاشع بْن مَسْعُود السلمي أخت عتبة، واسمها الخُضَيراء، وكانت أول من نَجَّد البيوت، فأمر عُمَر بهتك ما نَجَّدت. قَالَ: وكان عتبة بدريًا، رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُمْ أجمعين.

المراجع: انساب الاشراف للبلاذري ج13 ص297


ujfm fk y.,hk fhkd l]dkm hgfwvm lh.k hghlwhv hguvhr ujfm fk y.,hk