بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين وصحابته الاخيار الميامين
بداية اتناول وفق دراستي هذه حياة نبي الله نوح عليه السلام وقومه من وحي القران الكريم
قال الله تعالى في سورة الاعراف اية ٥٩
(لقد ارسلنا نوح الى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره، إني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم)
بدا نوح عليه السلام بالدعوة الى عبادة الله تعالى مبني وفق اساسيات الاسلام توحيد الله تعالى والايمان به (مالكم من اله غيره) وثم مذكرا لهم بقدرته وعقابه لمن يتخلى ويتخلف عن توحيد الخالق انكارا اوشركا لوحدانية الوهيته فالله لا يغفر لمن يشرك به فعذاب الله عليهم قائم ومؤكد (الايمان بالاخرة ) ان لم يكن في الدنيا ففي الاخرة قال تعالى (واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ) وقال في سورة النساء (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما)
بدا نوح(ع) داعيا لقومه لتخليصهم من اثم الشرك بالله تعالى فهو اثم عظيم لا يغفر وما بعده الا عذاب وعقاب من الله تعالى
ويتكون قوم نوح من عشائر شتى متوزعة الامكنة وعشيرة نوح (ع) مكونة غالبا من واولاده واحفاده وقد بلغت فترة دعوة نوح في قومه الف الا خمسين ٩٥٠ سنة وعلى الناس تقدير حجم القوم وعدد العشائر ولايمكن ان لا تكون هناك عشيرة خاصه بسيدنا نوح( ع ) واولاده ولها روابط اخويه اسرية وعشائرية مع باقي العشائر
طول المدة التي تخللت حياة نبي الله نوح عليه السلام مجاهدا في سبيل الله تعالى توحي بمدى القدرة والصبر الذي تميز به وعلى مستوى الايمان القوي والرفيع الذي لم يكتنفه يأس او قنوط من رحمة الله تعالى له ٩٥٠ سنة كانت كفيلة بان يبتئس ملايين من البشر قنوطا وهجرانا وابتعادا وتخلي ان نبي الله نوح انه قوي ايمان ذو صبر وذو عزيمة لم يتزحزح ولم يانوا ولم يياس ولم يقنط ولم يترك دينه وعبادة ربه ليتنعم بحياته الطويلة معصية لله مثل الكافرين عاصر الجيل بعد الجيل وعاش القرن بعد القرن وهو محتسب عناءه واجره على الله تعالى لم يكن عجولا ولم يكن مستعجلا على عقاب الظالمين رغم ما اصابه من قومه من الالم والسخرية والتشميت والتهديد لم يكن معه من المؤمنين الاثلة قليلة هم رباط جاشه في الدنيا رغم طول العناء وطول الدعوة وطول الحرمان لم يتشكك من دينه لعدم ايمان قومه ولم بستطع احد ان يشككه في صحة عبادته وقوة دعوته وصدق خالقه ولم يغتر بكثرة الكفار امام ثلة ايمان ليبتعد عن الله تعالى فمن سار مع الكثرة في زمانه طرق باب المهالك وقل حظه من الدنيا وغرق في بحور الموت فلا دنيا اصابها ولا اخرة سينالها ولا مال نفع ولا نفوذ دام
حلت المشاكل والخلافات في قوم نوح بين المتنفذين والكبراء والعشائر لم يكونوا اولي قدرة على حلها ولا زالوا يستكبرون مجتمع تفكك وتفرق نتيجة البعد عن الله تعالى وقوم ظلم وطغى لم يعد هناك حق يصان ولا امن مستتب ولا حياة رغد هنيئة ولا يزالون يستكبرون عن نوح (ع) ذكرهم قال لهم كما ذكر الله تعالى في سورة يونس (واتل عليهم نبأ نوح اذ قال لقومه يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم و شركائكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون (٧١ ) فإن توليتم فما سألتكم من اجر إن اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين (٧٢)]
انهم لم ينظرون ولكننا نحن امة محمد(ص) ننظر الى عظمة القيم والاخلاق التي تحلى بها سيدنا نوح (ع)وتجلت به موضحة الى مدى السمو في التعامل مع قوم اجرموا في حق انفسهم بعدا عن الله تعالى وعن نبيه فهو الخطاب ان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله،، لديهم اغترار وكبر عن نوح(ع) الذي له القدرة على ان يقضي ويحل مشاكلهم وشركاءهم وحل خلافاتهم لا يريدون لشرع الله ان يطبق بينهم انهم تحت الظلم يسيرون وللظلم يحتكمون دون حلول حتى نزلت عليهم وغشتهم وكتنفتهم الغمة وديموميتها علبهم،، عرض عليهم سيدنا نوح (ع) كي يقضي بينهم ولا ينظرون اليه عند طرح المشكلة نتيجة استكبار نفوسهم عليه اي يجعلوا حديثكم عند طرح مشكلتهم دون النظر اليه ،، حتى لا يشعرون انهم لا يطرحون مشكلتهم عليه لحلها لياخذ اجر عليه، فاذا تولوا وانصرفوا فاجره على الله ان هو الا من المسلمين المخلصين لله تعالى في تعاملهم قال من المسلمين الاسلام منذ نشاة الوجود وهذا دليل على ان نهج وشرع نوح عليه السلام جزء من الاسلام ومن رسالة الاسلام التامة الذي المتمثل كمالا برسولنا الاكرم محمد (ص) قال تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) كمال الاسلام محمد (ص) وبقية الرسل عليهم السلام يحويهم الاسلام وفق مجموعاته وكلياته وجزيئاته التشريعية والفكرية المتجسدة تكوينها ببقية رسل الله تعالى وفق مهمتهم الشرعية ونهجهم العملي عبر الزمن تصحيحا لمسار الانسانية لاستمرارية الحياة الدنيوية حتى بلوغ اجلها المقضي الحدوث فجميع انبياء الله ورسله يذكرون انهم من المسلمين واول المسلمين الا رسولنا الاعظم محمد (ص) لانه هو الاسلام الذي يتوجب على الجميع الايمان به فكل من هو على الاسلام منه
ان قوم نوح اظلم واطغى من عاد وثمود قال تعالى في النجم ٥٢ ( وقوم نوح من قبل انهم كانوا اظلم واطغى) فحق امر الله تعالى تصحيحا لمسار الحياة ذكر نوح (ع) قومه وانذرهم العذاب وانه بشر مثلهم وانه ليس بملك من الملائكة ولا يعلم الغيب من نفسه ولا عنده خزائن الله ولا يريد منهم اجر
فقالوا كما في سورة هود [(أنؤمن لك وقد اتبعك الارذلون(١١) قال وما علمي بما كانوا يعملون (١١٢)ان حسابهم الا على ربي لو تشعرون (١١٣) وما انا بطارد المؤمنين (١١٤) ].
يربدون ان يطرد المؤمنين لبساطتهم ولفعل لايعاقب عليه الا الله تعالى معتقدين تحججا بانهم يسيئون اليهم وينقصون من قدرهم حاول تذكيرهم انه ليس بطارد لهم ولقد امتثلوا لطاعة الله تعالى وشريعته وحكمه وحسابه في حال ارتكب احدهم اي جرم فكيف له طردهم من اتباعه ولان كان عندهم شعور امتثال لله ما ذكروا هذا القول ولا ارادوه فايمانهم فيه خير لهم اقلها امنا لكنهم يريدون التسلط على البسطاء واستبدادهم ويتحججون بفسيفسات الامور ويرتكبون اطغى الجرائم ا(نهم اظلم واطغى )لا يحبون البسطاء ان يشاركونهم المكانة فتصغر وجاهاتهم كما انهم انكروا ان نوح مرسل من عند الله تعالى فقالوا كما جاء في القران اية ٣٢ سورة هود ( قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) هنا يتبين مدى الاستهزاء والسخرية والعصيان مع التحدي بان ياتيهم بما يعدهم اي بالعذاب فلن يطيعوه رفض تام لطاعته وطاعة الله تعالى وفي الاية اللاحقة قال تعالى ( قال انما ياتيكم به الله إن شاء وما انتم بمعجزين ) اي ان العذاب ياتي به الله تعالى حسب مشيئته سبحانه وما هم بمعجزيه سبحانه،، بعدها اوحى الله تعالى لرسوله نوح (ع) قال تعالى في سورة هود [(وأوحى الى نوح إنه لن يؤمن من قومك الا من قد ءامن ولا تبتئس بما كانوا يفعلون (٣٦) واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون (٣٧)] صدق الله العظيم
امر الله ان يصنع الفلك السفينة والصناعة رمز للعمل والاتقان وهي تحت نظر وحفظ الله تعالى وعباده الموكلين والمتكفلين بذلك مع انتباه نوح ايضا على ان تكون صناعتها من قبله وفق وحي الله تعالى قال تعالى في الاية ٣٨ هود (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون ) السخرية طريق يسلكه المستكبرون وينشئه المكذبون والمنكرون والرد عليهم بالمثل انهم جهلة ومتخلفون حسد ومتكبرون بالباطل يرون نوح (ع)يصنع سفينة وهي اية وحكمة ربانية لهم وهم يسخرون منه وبما يصنع ذكر الله تعالى في قرانه قول نوح و رده عليهم (فسوف تعلمون من ياته عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ) انها الثقة الايمانية بالله تعالى اعلمهم ولم يباغتهم لانه يعلم انه يرتكن على القوي الجبار القادر
قال رسولنا الاعظم محمد (ص) (إن اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق ) الخطاب موجه بذات الى الذرية النبوية وقرابته من ذرية الهاشميين والعدنانيين لما بعد وفاته (ص) فسفينة نوح لم تحمل الظالمين ولا المشركين بل حملت الصالحين للحياة ومن ضل من ذرياتهم نكران وكفر بالنعم امر باختياره ان سفينة نوح اصبحت موطن للانسانية اثناء الطوفان وموطن لبقية الاحياء الصالحين للحياة على الارض من المخلوقات وفيهم امم فمنهم من سيكونون عباد لله ومنهم ضالين ومشركين وكفار قال تعالى في سورة هود ٤٨ (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك وعلى امم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم) ]
حملت امم ذريات لايزالون تحت اطار التخلق والتكاثر وفق الولادة ممن معك دليل شراكة في تكون الامم وفق الصهارة وايضا النسب. وقال تعالى (وجعلنا ذرية نوح هم الباقين ) اي وهيئنا ذرية نوح لاجل البقاء والذرية سوى كانت من ابناءه او من بناته مع التداخل في الشراكة السلالية وفق زوجات ابناءه وازواج بناته و لايمكن لنوح (ع) ان يكن له ولد غير الذين حملهم معه في السفينة وهم اهله اما المؤمنين الذين حملهم معه فهم زوجات ابنائه وازواج بناته وزوجة له ولله العلم وعليه سيموت الازواج والزوجات وستبقى ذريته تتمثل بالاحفاد
ثانيا: ان كان هناك معه مؤمنين غيرهم لقول الله وجعلنا اي هيئنأ ذرية نوح لاجل البقاء أخذة ببعد البقاء الخالص عند قرب يوم القيامة فهذا يشير الى ان جميع من ليس من ذرية نوح سيهلك قبل نهاية الحياة وقبل القيامة سوى كان ناتج عن ظلم او تفضيلا لذرية نوح(ع) وكما ان الطوفان والهلاك حدث سابقا سيحدث لامم لاحقة ، والامر و القول هذا يشوبه ضعف ،،،
ما يرجح الطرح الاول قول الله تعالى في سورة الصافات [( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون (٧٥)ونجيناه واهله من الكرب العظيم(٧٦) وجعلنا ذريته هم الباقين(٧٧) وتركنا عليه في الاخرين(٧٨) سلام على نوح في العالمين(٧٩ ) انا كذلك نجزي المحسنين (٨٠) انه من عبادنا المؤمنين (٨١) ثم اغرقنا الاخرين (٨٢) ] الايات توضح ان ذريته هم الباقين اما الاهل قرابة نسب وصحبة واتباع واستمرارية حياة وتدين ومفهوم اهل البيت له جذوره وبعده فيبلغ من كان فيه رسول الله (ص) نور ساكن في الاصلاب اما حديث رسول الله (ص )(سلمان منا اهل البيت) عله يشير ايضا انه من سلالة نابعة من احد الاجداد وفقه تزوج الحسن والحسين (ع) من بنات كسرى فما الذي جعل سلمان ر.ض ياتي باحثا عن رسول الله (ص) الى المدينه ليتبعه ؟! وما الذي جعل رسول الله (ص) يعين باذان والي على صنعاء ؟! رغم انه من فارس هل هم من عاد ام من عدنان ام من احد ابائه الاخرين (الله اعلم) فما الذي جعل فارس تدخل الاسلام دون قتال كبير ليتغول الاسلام في اعتى الدول واقوى الحضارات في ذلك الزمان ؟!
ترك الله على نوح (ع) في الاخرين وفق المصاهرة فكانت ذريته هم الباقين اولاده من ابنائه و بناته وثم قال تعالى( فاغرقنا الاخرين ) اي لم يبقى غيره واهله وهنا اعتبر ازواج بناته وزوجات ابنائه من اهله ،، زوجات رسول الله (ص) هل من اهله مع احترامي لامهات المؤمنين الولد مهم لاجل ان يكن من الاهل لاستمرارية التبليغ والاتباع وتبقى السيدة خديجة عليها السلام ؟!
ال النبي صلى الله عليه واله هم افضاله وبركاته على الناس والحياة ومن ليس فيه الفضل والبركة للحياة فلا يشمل؟! وكل فضل وبركة منهم مرتبط باهل البيت و بالرسول (ص)
ابن نوح (ع) الغريق هو ابنه لكنه لم يكن صالح لاستمرارية الحياة عله لم يكن بالغا او لم تبقى له زوجة مؤمنة (انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) لم يعد هناك خير في ذراريهم واولادهم فقد توغلوا في الظلم حتى اصابت ما يذرون من الاجيال فاصبحت ضعيفة ليس لديها القوة على الصمود لاجل ان تستمر في الحياة كما ليس لديها قدرات يجعلها مستقيمة لقد طغى الظلم فيهم لدرجة ان تاثيره بلغ نسلهم واصلابهم واولادهم
ان نوح عليه السلام امره الله ان لا يخاطبه في الظالمين انهم مغرقون فكيف له ان يدعي الله لابنه قال تعالى ( واذ قال نوح ان ابني من اهلي وانت احكم الحاكمين) اي في النهاية الامر لله والحكم له سبحانه رد الله عليه ( انه ليس من اهلك إنه عمل غير صالح ) هنا عمل والعمل لا يكون الا خير اي ان فيه الخير ولكن غير صالح لمستقبل الحياة انه خير غير صالح اضع مثل هناك من غرس شجرة ينتفع فيها ومن ثمارها ويستظل بها الناس لكن شاء القدر ان يكون مطرحها طريق عبور للسيارات فهل ستكون ذات صلاح للناس ،
قال تعالى (فلا تسلني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين ) فالامر يتعلق بالمستقبل في قوله فلا تسلني ما ليس لك به علم لان كان القول( بما ليس) وليس( ما ليس) فالامر سيتعلق بالماضي ووعظه الله تعالى بان يكون من الجاهلين قال تعالى في سورة هود اية ٤٢ (وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين )
الاية توضح ان الابن كان في معزل اي وحيد ودون زوجة كما ان الخطاب كان موجه لابنه فقط ولا يمكن ان يوجه نوح لابنه امر الصعود وهو من الظالمين لامر الله له القائل ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون ) ابن نوح كان مؤمنا وليس كافر موحدا وليس مشرك ممتثل لاقدار الله تعالى وقف مودعا لهم مطمئنا لاباه انه سيأوي الى جبل يعصمه من الماء ولن يكون مع الكافرين قال ساوي ولم يقل سناوي كي يكون مع الكافرين قال الله في كتابه الكريم في سورة هود اية ٤٣ ( قال سأوي الى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من امر الله فحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) لم يمهلهم القدر
هذا والله اعلم
وتبقى التكملة ان شاء الله في ذلك الوطن ؟!
السيد / ابراهيم احمد احمد احمد المسني
اليمن : عدن / الحجرية / تعز
الاحد /محرم / ١٤٤٥ه الموافق ٢٣/ ٠٧ / ٢٠٢٣م
jhvdo : kfd hggi k,p ugdi hgsghl ,uh] ,el,] ?!
مواقع النشر (المفضلة)