عاد ١
عاد هم قوم نبي الله هود عليه السلام يتكونون من عدة عشائر موطنهم اليمن ومركزهم الاحقاف في ( حضرموت ) وسميت لانها تضم اودية تلتف عليها مشكلة برك ومستنقعات مائية يمتد سيولها نحو السهول والقيعان الزراعية فتحضر اليها المياه و تتجمع فيها فتحجزه ومحاطة بهضاب ومرتفعات و تلال
وقوم عاد وتلفظ في بعض اللهجات ءاد هم خلفاء الارض من بعد قوم نوح(ع) بعد الطوفان وسلالة العرب الاصيلة عادوا الى اليمن بعد الطوفان من مكة وسميت باسمهم وكما ان خريطة اليمن على شكل سفينة نوح عليه السلام ايضا تحمل اسم عاد ولقد عادوا الى موطنهم الاصلي فاستمروا في العيش فيها قرون من الزمن حتى تشكلوا على شكل مجتمع مترامي الاطراف لمت شملهم اليمن انحرف معظمهم عن الدين الحق وتجهوا نحو الشرك بالله تعالى وخلو من النذر فارسل الله تعالى لهم سيدنا هود عليه السلام رسول اليهم لينبئهم بما اتاه الله تعالى ويبلغهم رسالة ربه لهم حيث هيئا فيهم خلافة الارض التي ال اساسها الى نبي الله هود عليه السلام نبيا و قائد مطاع

قال الله تعالى في سورة الاحقاف اية ٢١ ( واذكر اخا عاد إذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من قبله ومن بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم )

هنا بدا ينذرهم بان لا يعبدوا الا الله وحده دعاهم لاجل وحدانية الله تعالى اذ كانوا قوما مشركين يعبدون ايضا مادون الله تعالى انكروا عليه نبوته وانكروا ما يدعوا اليه فقال لهم كما جاء في سورة الاعراف اية ٦٩
(أوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا ءالاء الله لعلكم تفلحون )
قوم عاد كانوا عمالقة فالله تعالى زادهم بصطة على قوم نوح وهذا من افضال الله تعالى عليهم
انكروا افضال الله عليهم وعبدوا اسماء سمونها بانفسهم ليس لها من سلطان وليست متجسدة باشخاص نحتوا اصنام سمونها فعبدوها
والفرق بينهم وبين قوم نوح ان عاد تعبد الاصنام كالهة باعتبارهم شركاء لله تعالى في الخلق اما قوم نوح (ع)عبدوا ود ويغوث ويعوق ونسرا بكونهم الهة فقط الحاد و من دون الاعتراف بالله تعالى والوهيته وهم اشخاص تم تجسيدهم باصنام وعلى اثر عاد

ففي الاية ٧١ الاعراف (إن هي اسماء سميتموها وأبائكم ما انزل الله بها من سلطان ) رد هود (ع ) عليهم اصنامكم التي تشركونها مع الله تعالى بالالوهية والعبادة لم ينزل الله بها امر كي تعبدونها اي انهم كاذبون ومزيفون بما لا يامر الله به اختراعا من انفسهم ونسبوه زورا وشركا بالله تعالى
استكبر قوم عاد على هود واغتروا بقوتهم التي اتاهم الله اياها
قال تعالى سورة فصلت ١٥ ( فأما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق فقالوا من اشد منا قوة اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا بأياتنا يجحدون )
لقد ذكرهم سيدنا النبي هود (ع) انهم خلفاء الارض من بعد قوم نوح (ع) وواجبهم اعمار الارض عبادة لله تعالى وحده ولم ياتيهم القوة ويجعلهم خلفاء لاجل المكوث باليمن فقط مع الانحراف ببقية الاقوام نحو عبادة ما دون الله تعالى تاثرا بهم وبما اتاهم الله تعالى من قوة
قال تعالى في سورة الشعراء [ كذبت عاد المرسلين (١٢٣ ) اذ قال لهم اخوهم هود ألا تتقون ( ١٢٤ ) إني لكم رسول امين ( ١٢٥ ) فاتقوا الله واطيعون (١٢٦ ) وما أسئلكم عليه من اجر إن اجرى إلا على رب العالمين (١٢٧ ) اتبنون بكل ريع ءاية تعبثون ( ١٢٨ ) وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون (١٢٩) وإذا بطشتم بطشتم جبارين (١٣٠ ) فاتقوا الله واطيعون ( ١٣١ ) واتقوا الذي امدكم بما تعلمون ( ١٣٢ ) امدكم باموال وبنين ( ١٣٣ ) وجنات وعيون ( ١٣٤)]

إذ قال لهم اخوهم هود ، هنا الاخوة شخصية باعتباره فرد من القوم والقول صادر منه مباشرة لهم وليس عن طريق عشيرته او اهله فبالامكان ان يكون قوله لهم عن طريق احد ابناءه او عشيرته او المؤمنين
الا تتقون اي ارجعوا الى عبادة الله وحده ،، كما انه لهم رسول امين في تعامله معهم ومحافظ وحريص عليهم وطاعته من تقوى الله تعالى ولا يسئلهم اجر على ما يقدمه من اصلاحات في معيشتهم ورقي في نظم حياتهم فيستنكرهم على ما يقومون به من البناء كايات لهم ولقوتهم ويتخذون مصانع لهم ليخلدون اي ينشئون مصانع (طبية) لانتاج علاج تمنحهم مزيد من الخلود الحياتي ومزيد من الذكر لهم على اثرها اتجهوا لاجل البناء العمراني لاجل السكن و المكوث عبثا ويتوجب عليهم السعي لاعمار الارض بعبادة الله تعالى بكونهم خلفاء فقد امدهم الله بالاموال والبنين والجنات والعيون للقيام بذلك الا ان اكثرهم استكبروا ورفضوا الايمان وتبليغ الاقوام برسالة رب العباد
قال تعالى [( أجئتنا لتأفكنا عن الهتنا فأتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين (٢٢) قال العلم عند الله وابلغكم ما ارسلت به ولاكني اراكم قوما تجهلون (٣٣)] سورة الاحقاف
هنا يردون على سيدنا نبي الله هود (ع) وبتحدي واستكبار رده عليهم وفق ايمانه بالله تعالى العلم عند الله تعالى فالله سبحانه هو من يقرر امر ووقت العقاب ولكن اراكم قوما تجهلون قدرته وقوته وشدته سبحانه وتعالى

فحق العقاب عليهم من الله تعالى فقال سبحانه

(فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم (٢٤) تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين(٢٥ ) سورة الاحقاف
فلما رأوه مستقبل اوديتهم وهو يشير ان مساكنهم في منطقة مرتفعة عن الاودية و بسفوحها ومنحدراتها والا فلن يروا الريح تستقبل الاودية والاستقبال اي مقدمة الريح باخر الوادي وهو عارض لان حركة الريح و الامطار تاتي عادة من بداية الوادي وتنتج سيول ومنطقة عاد الاحقاف فيها اودية ليس واد واحد فقط فاصبحوا لا يرى سوى مساكنهم اي ان شدة الريح غطت الوادي بالغبار فلم يعد يرون سوى المساكن في المرتفعات
ارسل عليهم الله تعالى ربح صرصر عاتية وعقيمة اي ليست ريح خير لغرض التلقيح الزراعي بل ريح لاجل العقاب
قال تعالى :

[ واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية( ٦) سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية(٧ )فهل ترى لهم من باقية (٨ )]
ريح صرصر ذات صوت عاتية شديدة فجعلتهم كاعجاز نخل خاوية اي نزعت منهم القدرات فجعلتهم قيام لا يقوون على الحركة فخرت قواهم فاصبحوا كالرميم هشاشة بدن غير قابل لتحسن لم تسطع قواهم وقوتهم التي كانوا يتفاخرون ويتباهون بها ان تنقذهم خرت امام قوة الله تعالى وعقابه عجزوا من ان لا تتقاذفهم الريح في الهواء التي انتزعتهم تناسوا قدرة الله تعالى وقوته ظنوا ان حصونهم وقوتهم ستجنبهم وستحميهم ابدوا تحدي وعناد فكان الحال ان نظروا الى عقاب الله تعالى يحضر اليهم وهم ينظرون فلا يستطيعون مواجهته حتى في ظل مساكنهم الشامخة ومصانعهم للخلود لم يموتوا فجئة وللوهلة بل استمروا كاعجاز النخل وماتوا تباعا ست ليالي وسبع ايام كانت كفيلة بالقضاء على قوتهم ومن تبقى ولم يخرج من داره كان الجوع كفيل باخراجه ومن خرج لم يعد لم تستطع قوتهم على تحمل الجوع فالجنان نعمة من الله تعالى لم يعد لديهم حيلة او قوة لقطف ثمارها او حمايتها من ان تقطع وتكسر فكل من خرج تقاذفته الرياح و من لم يخرج بات عليلا في مسكنه واؤلائك الذين اوهمونهم بانهم اكبر قوة لم تجيرهم قوتهم لقد عرفوا انهم مستندين على ضعفاء وتناسوا القوي الشديد سبحانه وتعالى وهناك من لا يزال يتناسى الوهيته وقوته ووحدانيته و عظمته سبحانه عظيم الشان ،،

قال تعالى في سورة الفجر
بسم الله الرحمن الرحيم (والفجر (١) وليال عشر(٢) والشفع والوتر (٣) واليل اذا يسر (٤) هل في ذلك قسم لذي حجر (٥ ) الم ترى كيف فعل ربك بعاد(٦) إرم ذات العماد (٧) التي لم يخلق مثلها في البلاد (٨) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد(٩) وفرعون ذي الاوتاد ( ١٠) الذين طغوا في البلاد (١١) فاكثروا فيها الفساد (١٢) فصب عليهم ربك سوط عذاب(١٣ ) ان ربك لبالمرصاد(١٤ )]
القران يوضح ان مساكن عاد لم يخلق مثلها في البلاد سوى بطبيعتها وتظاريسها ومناخها الخلاب وارضها ذات الجنان والينابيع والسهول والوديان التي ادت الى ان يقوم قوم عاد بإنشاء مساكن لا تضاهيها بقية البلدان فاستبحوا فيها المكوث والتملك على عبادة الله تعالى وايضا لعدم احياء بقية البلدان التي تتاثر بهم كونهم الخلفاء من بعد قوم نوح عليه السلام

فاكثروا الفساد وجعلوا من الظلم سبيل لهم في الحياة فكان المصير الموت عقابا فلا جدوى من بقائهم فقد تغلغل العلو والاستكبار والظلم في نفوسهم ليورثوه للاجيال هدم وتدمير للحياة فانقذ الله تعالى الحياة منهم من خلال اهلاكهم وعبرة للناس اللهم نجني وعبادك الصالحين والمؤمنين من عقابك لظالمين ودفع عني وهم ظلم الظالمين ،،

انقذ الله تعالى من عاد الاولى نبيه هود عليه السلام والمؤمنين وفق انتصار لهم على الظالمين فمكنهم من الارض فاتجهوا نحو اعمارها بعبادة الله تعالى انها عاد الثانية بقيادة نبي الله هود عليه السلام خليفة الله تعالى في الارض قال تعالى في سورة النجم اية ٥٠ (وأنه اهلك عادا الأولى ) وهذا دليل على قيام عاد الثانية في بلاد اليمن وبقيادة نبي الله هود عليه السلام بعد ان حماها وجنبها الظالمبن لتكن موطنا لعباده المؤمنين فتوفى نبي الله هود عليه السلام وقبره في حضرموت مركز اليمن وعاصمتها في زمانه عليه السلام وقبره بحدود خمسة متر وهذا يشير الى ان قوم عاد ذو بنية جسمية ومنازلهم ومساكنهم وعمارتهم ستكون متسعة ،،،
هذا والله اعلم
على ان اكمل لاحقا ان شاء الله تعالى
السيد / ابراهيم المسني
الاحد ١١ صفر ١٤٤٥ ه‍ الموافق / ٢٧ / اب / ٢٠٢٣م


jhvfo : kfd hggi i,] ugdi hgsghl uh]