امارة بني عز (الامارة العزية في جنوب العراق)

- هي وصف للفترة 740هـ-803هـ التي تسيد فيها السادة بني العزي ويعرفون بجماعة بني عز تحالفاً لعرب العراق للنهوض ضد المغول، وكان يحضى بدعم من المماليك في مصر لاقامة جبهة عربية موحدة فيخاطبون برسوم المجلس الاميري السامي الخاص بالأشراف، وكانت ابرز القبائل العربية التي جعلت من بني العزي امرائها عبادة وخفاجة وبني اسد،في جنوب العراق ووسطه وتمركز التحالف في البطائح بمحافظة واسط التي نزح اليها عرب الكوفة ونواحيها ابان العصر المغولي بسبب افعال المغول كما ذكر ابن الفوطي، وكان من ضمن من نزح العزيون اهل قرية العزية الواقعة في نواحي الكوفة، لا يعرف من هم امرائها بسبب صعوبة التدوين حينها كما ذكر المؤرخون عن ذلك، لكن اكثرهم شهرة وترجمة هو احمد شهاب الدين أبي علي العزي ويعد هو الذي اقام الامارة فعلياً لكنها لم تدم طويلاً بعد سقوط واسط بيد التيموريين عام 803هـ وهناك استشهد ودفن بمنطقة الشهابي وانهت بذلك الامارة العزية وحصل انفصال الجماعة.

النشأة

كانت نقابة ورياسة اهل العراق في آل علي الصالح بن عبيد الله الأعرج وهم عقبه واولاده (١) ومن الذين تريسو واصبحو نقبائاً في مدن العراق من آله حينها السيد ابو محمد الحسن العزي وهو نقيب الغري يعرف عقبه ببني العزي (٢) يعرف عقبه بهذا الاسم نسبة للقبه العزي (٣) وقد كانو يسكنون قرية العزية التي اسسها (٤) وبدئو بالتنقل بعدها بمواضع شتى وقد ذكر ابن فندق المواضع هذه انها كانت بين الكوفة وبغداد (٥) وهي الحلة وهناك بدئو حراكاً ضد المغول نتيجة ماوصلت اليه الاحوال في العراق نتيجة هذا الاحتلال وقد كان اهل الحلة مشهورين بالتصحيف كما ذكر ماكس اوبنهايم وهو مستشرق الماني فصار اهل الحلة يعرفونهم ببني عز لطلبهم عزة العرب وكان اهل الحلة حتى بني اسد يسمونهم بني سد وقد بدء اهالي هذه المنطقة بالنزوح نحو البطائح بواسط وهي منطقة في حينها كانت تشمل البصرة و واسط والكوفة (٦) وقد كانت مأوى للفارين من الثائرين ضد المغول (٧) وكانت تسكنها القبائل العامرية مثل عبادة وخفاجة فاصبحت ملاذاً للعرب من المغول فهناك قام حلف بين من صار يعرفون ببني عز وعبادة وتعايشو معاً حيث اصبحو جماعة مندمجة (٨) وقد كانت هناك امارة لعبادة اصبحت في حلف تحت امارة بني عز فاصبحت البطائح مركزاً لامارة العزيين التي شملت جنوب العراق ووسطه واصبحت لهم الوجاهة فيها حسب ما ذكر شهاب الدين محمد الآلوسي في كتاب الشجرة الفاطمية وقد كانت على كل عربان العراق حسبما ذكر فصار المشهورون في عربان العراق هم الجماعة المتعايشة مع عبادة وقد قيل لهم جماعة بني عز لتمييزهم فبدئت السلطة المملوكية في مصر والتي تسعى لاقامة جبهة عربية موحدة ضد المغول فصارو يراسلونهم باجل المراسلات ويخاطبونهم بالمجلس الاميري السامي وهو خطاب مخصص لنقابة الاشراف وهم الهواشم فذكر فضل الله العمري في كتاب {{ التعريف في المصطلح الشريف وهو كتاب ينقل مسميات المراسلات}} في الدولة المملوكية في مصر، في بداية الباب نصه الرسوم في الكتب الى امراء العربان متحدثا عن كبار الجماعات المتحالفة { اما عرب العراق :عبادة خفاجة ومن بنو عبادة بني عز وهم جماعة واجل من يراسل فيهم رسمه المجلس الاميري السامي}(٩) وهو مثل ما ذكرنا كان مخصصاً للسادة الاشراف (١٠) وفي حوالي العام 145هـ بعد الحصول على الدعم المملوكي اصبح التحالف باوج قوته وشمل قبائل كبيرة مثل عبادة خفاجة والمنتفق وبني اسد وزبيد يقوده الامير احمد شهاب الدين ابي علي العزي سيد بني الحسين بن علي في البادية وجده هو السيد الشريف حسن بن جعفر بن المفضل نقيب واسط وصاحب منزلة لدى قبيلة ربيعة لصلة الخؤولة، فبدء بثورة شعبية اضعفت من الايلخانيين وانتهت حكمهم بمقتل موسى خان على يد الثوار وقد عرف بعدها بالشهابي والشهابي الحيدري بلسان اهل البادية المشهورين بهذه التصاحيف وقد هزم الجلائريين كذلك واضعف منهم، لكن قدوم والي تيمورلنك المشهور بارهابه وتعطشه للدم وبطشه جعل العرب واميرهم احمد شهاب الدين العزي يفضلون الجلائريين الذين قالو لهم مقابل الاستنجاد لطرد والي تيمورلنك من العراق ستكون امارتهم مستقلة وكان ذلك ما طرحه السلطان احمد فاعانوه هم والتركمان وحقوو طرد والي تيمورلنك من العراق فاصبحت ارض جنوب العراق ووسطه متمركزة قيادته بالبطائح امارة مستقلة وهي فترة وجود الامارة وبشكل متكامل لكن ذلك لم يدم طويلاً فغضب تيمورلنك جعله يسير اقوى الجيوش حتى وصلت واسط عام 1401مـ 803هـ فكانت على حملتين فشلت الاولى وتلقى فيها التيموريين هزائم فادحة اما الثانية فكان فيها قد حركو اقوى الجنرالات والقوة العسكرية وقد عرضو الاستسلام للعرب لكن احمد شهاب الدين ابي علي العزي رفض ذلك وبقى يقاتل حتى لقي مصرعه في منطقة سميت على اسمه الشهابي شرق واسط مع الذين بقو معه اما الذين قبلو بالاستسلام فتركو القتال وقد شيع العرب بمشهد مهيب الشهابي وبنو له مرقداً في موقعة استشهاده، وقد ووضعت حامية خشية وقوع تمرد عزي اخر وقد بدئت مذابح قاسية بالعزيين واستئصال لهم خوفاً من تكرار الثورة (١١) وقد استمرت هذه المذابح لحوالي 3 سنوات حتى ورد 805هـ السيد شرف الدين العزي جد آل شرف الدين خراسان وهو جزء من تشتت نتيجة هذه المذابح المستمرة التي ادت لقلة في العقب العزي الذي بقى من نصير الدين ضحوة وعبد الله ابو المكارم وقد وردو لمناطق بغداد وما فوقها وبقى عقبهم يتنقلون حتى استقرو في كركوك وديالى وسوريا وفي سوريا تحالفو مع الموالي، وهذا ما كتب من التاريخ اما باقي احوال الامارة فهي مجهولة بسبب كونها ضمن البادية وتعرضت لبطش وطمس من قبل المحتل التيموري لتأثيرها في نفوس العرب.
وقد ذكرها واشار اليها الكثير من المؤرخين والنسابين مثل فضل الله العمري وشهاب الدين محمد الآلوسي ومهدي بن علي الموسوي الغريفي وكاظم الدجيلي ومهدي القزويني وحليم حسن الأعرجي،

المصادر والمراجع 📖
١)منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل الشيخ عباس القمي الجزء والصفحة : ج2,ص93-95.

٢) بحر الانساب للعلامة محمد بن عميد الدين الحسيني النجفي من اعلام القرن التاسع والعاشر الهجري

٣) عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب ص٣٢٣

٤) النور الوضاء في معرفة أعقاب أبناء الزهراء، مناضل عبدالستار النفاخ الموسوي، الجزء الثاني ص 406 ص407

٥)لباب الأنساب والألقاب والأعقاب، لأبي الحسن علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي الشهير بابن فندق المتوفى 565 هـ، ج1 ص286

٦)ابن الفوطي: الحوادث الجامعة ص260 / الكتبي : عيون التواريخ ج20 ص74

٧)جعفر خصباك: العراق في عهد المغول الايلخانيين، مطبعة العاني ببغداد، 1968م ص175 / الحلة / بيداء عليوي هادي: الحلة في العهد الجلائري، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية، ص24

٨)حليم حسن الأعرجي: الأصول المنهجية في أنساب الأعرجية / محمد جعفر العبادي: الاصابة في تمييز نسب قبيلة عبادة وتفريعاتها العشائرية 1409 هـ - 1989 م ص 193 / يونس السامرائي : القبائل العراقية ج2 ص472

٩)ابن فضل الله العمري المتوفى 749 هـ : التعريف بالمصطلح الشريف، تحقيق محمد حسين شمس الدين، طبعة دار الكتب العلمية بيروت، ط1 1408هـ-1988م، قسم: الرسوم في الكتب إلى أمراء العربان ص113

١٠) د.مراد صاريجك: نقابة الأشراف في الدولة العثمانية، ترجمة د.سهيل صابان، دار القاهرة، النقابة لدى المماليك ص85.

١١) الدر المضي في نسب بني العزي، آل الاعرجي احفاد عبيد الله الأعرج بني العِزيّ، عبدالعزيز بن صالح المحمود: صفحات منْ تاريخِ المقاومة الشعبية 2/2، حليم حسن الأعرجي:اللآلئ الخفية في نسب السادة بني العزي الاعرجية، ناصر الدين محمد بن عبدالرحيم بن الفرات : تاريخ ابن الفرات، مجلد9 ج1، عنى بتحرير نصه ونشره د.قسطنطين زريق، المطبعة الأميركانية بيروت 1936م ، ص7 تاريخ العراق الحديث 1258 ــ 1918.الجزء والصفحة : ص 110 ــ 114. المؤلف : د. أيناس سعدي عبد الله، مقالة الشهاب الحيدري بقلم عبد الرحمن الحسيني على موقع السادة آل العزي الرسمي

جميع الحقوق محفوظة
لصفحة عشيرة بني عز الاعرجية eashirat bani eizin
2024
ويسمح بتناقلها


hlhvm fkd u. td [k,f hguvhr (735iJ-803iJ) uadvm fkd u.>fkd hgu.d>rfdgm>hpl] aihf hg]dk hfd ugd>hgu.d